مشاهد ومراقد

تكايا صوفيَّة حول العالم

تكايا صوفيَّة حول العالم

“التربة خانة” في قونيا – تركيا

“التربة خانة” هي صرح في قونيا بتركيا أنشأها المولويون، وتعد أشهر «تكية مولوية». إسمها تركي يعني “قاعة المدفن”. كما تسمى “تكية الرومي” أو “متحف الرومي” أو “المزار”. وهو البيت الذي أهداه السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباذ إلى والد جلال الدين الرومي، بهاء الدين ولاد الملقب بسلطان العلماء. فقد دفن سلطان العلماء في 12 كانون الثاني 1231 في المكان، ورفض جلال الدين جعل قبر أباه مكاناً للزيارة. وبعد وفاة الرومي في 17 كانون الأول 1273م ودفنه بجانب والده، قام ابنه بجعل موقع القبر مكاناً للزيارة فتم إنشاء القبة الخضراء على أربعة أعمدة من قبل المعمار بدر الدين التبريزي مقابل 130.000 درهم سلجوقي. وخلال القرن الثالث عشر، تحول المبنى إلى صرح ضخم واحتوى مسجد، قاعة للرقص الروحي، جناح لسكن دراويش الطريقة المولوية، مدرسة ومضياف لرواد الطريقة. ويجذب المزار حجاجاً من جميع بلاد العالم لما للرومي من أتباع ومريدين من مختلف الديانات والملل. وفي عام 1927، حولته الحكومة التركية إلى متحف بعد أن حظرت المولوية في البلاد. والآن يجذب المتحف أكثر من مليوني سائح في العام.

من كتب متحف “التربة خانة”

التكية السليمانية في دمشق

تعتبر التكية السليمانية التي بناها السلطان سليم في دمشق من أهم التكايا، فقد مرت بمراحل تاريخية هامة وزارها الكثير من الرحالة والمستشرقين وأبدو إعجابهم بروعة بنائها وجمال المآذن الممشوقة لمسجدها، والقبب الكثيرة التي تغطيها. وتتكون التكية من جزأين الأول عبارة عن مسجد وقاعات وصحن وسطي تحيط به مجموعة من القاعات والغرف والتي تضم متحف دمشق الحربي، وصالات مختلفة، وباحة تحتوي بركة مياه في الوسط، والثاني يضم قاعة رئيسية كبيرة واسعة، وباحة في الوسط تحيط بها الغرف من جميع الجوانب تحولت حاليًّا إلى سوق للمهن اليدوية الفولكلورية السورية، وهي عبارة عن حانات بقناطر تحيط بالصحن الداخلي، وممر يحتوي سوق للبيع بمجموعة من البازرات للمشغولات التقليدية الدمشقية.

التكية السليمانية في دمشق

 

خان المولوي في إسطنبول- تركيا

خان المولوي في منطقة غلاطة في اسطنبول هو أول تكية مولوية أنشئ في المدينة عام 1491م، مع أن المبنى الجديد أحدث من هذا التاريخ. أول من خدم في هذه التكية كان سلطاني ديواني سمعي ده ده، ثم خلفه صافي ده ده الذي أحيا المحفل. ثم استخدمه أتباع طريقة الخلوتي الصوفية. ثم أعيدت إلى المولوية في القرت السابع عشر. في ذلك الحين، اشتملت الخانة على 100 غرفة للدراويش. ومن الجدير ذكره أن الخانة لعبت دوراً هاماً في عمليات التحديث التي بدأها السلطان سليم الثالث. وخلال هذه الفترة تمت توسعة الصرح واعادة تأهيله،  والآن أصبحت متحفاً للأدب العثماني الكلاسيكي.

متحف خان المولوي

 

التكية المولوية – نقوسيا

عند استيلاء العثمانيون على جزيرة قبرص كان قواد الجيش  لالا مصطفى باشا وأراب أحمد باشا  من المولويين، وكذلك كانا المفتي والقاضي المعينان في الجزيرة. وبنهاية القرن السادس عشر شادوا المبنى الذي أصبح التكية. وبداخله يوجد سمعخانة وبعض المدافن لستين شيخاً من شيوخ الطريقة. وبقيت تكية مولوية إلى أن حظر أتاتورك الطريقة فأصبحت متحفاً للدراسات العرقية.

التكية المولوية في نيقوسيا

مسجد المولوية في دمشق

دراويش أمام تكية في دمشق

مسجد الميلوية في دمشق كان أحد التكاية المولوية في المدينة. سميت ميليوية بتحريف كلمة مولوية باللهجة الدمشقية الشامية المحلية. بنيت في القرن السادس عشر، وأصبحت مركز المولويين في العام 1923 عندما هاجر إليها أتباع الطريقة بعد حظر أتاتورك لنشاطهم.

 

تكية المولوية في طرابلس الشام

التكية المولوية في مدينة طرابلس اللبنانية هي من أبرز الآثار في طرابلس، بنيت عام 1028 هجرية الموافق 1619 ميلادية، ونسبت إلى صوفيين لقبوا بالدراويش اتخذوها مقراً لهم.

وقد لعبت  دوراً اجتماعيا في استضافة عابري السبيل، فآوتهم وقدمت لهم المأكل والمشرب والمغسل وممارسة الطقوس. وظلت تقوم بدورها الديني والاجتماعي حتى أوائل الستينيات، وكان آخر مشايخها الشيخ أنور المولوي الذي توفي عام 1963، وهو والد الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان الراحل الشيخ فيصل المولوي.

وحظيت التكية المولوية بإعجاب الرحالة الذين زاروها عرباً وأجانب. ويعتبر ابن محاسن الدمشقي أول من زارها، وأرخ لبنائها سنة 1048 هـ الموافق 1639م. وزارها الشيخ عبد الغني النابلسي أواخر القرن السابع عشر، وشبّهها بالجنة. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر زارها البريطاني جون كارن ووصفها بالسحر. وفي صيف 1919 قصدها المستشرق الهولندي فدي يونغ ليفيد منها في أبحاث.

التكية المولوية في طرابلس – لبنان.

 

الدار العلائية في اللاذقية

هي مبنى في اللاذقية لم يبق منه إلا الواجهة الرئيسية المؤلفة من باب يعلوه قوس أصغر من نصف دائرة، فوقه لوحة رخامية، نقش عليها البيتان التاليان:

دار يدور بها السرور على السنين

بدأ بإنشائها الأمير علاء الدين سعد السعود مقيم في تأرّخها

سد فادخلوها بسلام آمنين

وقد أشير أسفل ذلك إلى سنة البناء بالأرقام: سنة 995هـ- 1587م. يحتضن الباب من جانبيه نوافذ تزينها نقوش هندسية ونباتية تعكس الفن السلجوقي المتأخر. وقام فوق الطريق الملاصق للواجهة عقود حجرية تشبه أسواق حلب المسقوفة. بينما تذكرنا واجهة البناء بواجهات المدارس السلجوقية في بلدة قونيه من أعمال الأناضول ولذلك يعتبر تكية للدراويش المولوية.

وهناك تكية المولوية أخرى في المدينة بنيت زمن السلطان عبد العزيز قرب ضريح والده السلطان (إبراهيم بن أدهم) في اللاذقية والتي عرفت بين الناس باسم (مسجد أم السلطان). 

الدار العلائية في اللاذقية

 

تكية القدس

 

مسجد المولوية أو التكية المولوية من أهم التكايا التي أقامها العثمانيون في القدس. وقد بناها قائد القدس خداوند كاربك عام 995هـ. وكان تعيين شيخها يأتي من الشيخ الأعلى للطريقة المولوية في قونية بالأناضول. كانت التكية المولوية مؤلفة من طابقين، وكان بناؤها جميلاً متواضعاً له مدخل ضيق وجدران بيضاء. ولها أملاك وأوقاف للإنفاق عليها اندثرت كلها. وتوفي في سبعينيات القرن الماضي آخر شيخ من شيوخها، وهو الشيخ عادل المولوي الطرابلسي الأصل.

تكية القدس

 

تكية البكتاشية

تقع تكية البكتاشية في داخل كهف السودان بسفح جبل المقطم في القاهرة، وقد عرف الكهف  بعدة أسماء أيضاً مثل ضريح عبد الله المغاوري، وزاوية المغاوري، وخانقاه وتكية المغاوري. وقد ذكر المؤرخ القريزي أن الذي أنشأ هذا الكهف جماعة من السودان قاموا بحفر ونحت كهف في الجبل المقطم نسب إليهم وعرف باسمهم وذلك في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله.

وقد اتخذت طائفة المولوية أو الجلاليون نسبة إلى جلال الدين الرومي هذا الكهف زاوية لهم فترة من الزمن في القرن الخامس عشر الميلادي. وكان من شيوخ هذه التكية الشريف «نعمة الله الحسيني» شيخ زاوية كرمان الجلالية الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ ولما مات الشيخ  قام بتجديد كهف السودان أو التكية الشريف نور الدين أحمد الأيجي الذي قام بوضع لوحة من الحجر تحتوي على النص التأسيسي فوق مدخل المغارة الأصلي للكهف والموجودة إلى الآن باسم شيخه الشريف الحسيني، ويرجع تاريخ هذه اللوحة إلى سنة 905 هـ. ثم آلت التكية أو كهف السودان بعد ذلك إلى طائفة أو دراويش البكتاشية، وهي طريقة أناضولية دراويشها من الأتراك عملت الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتنسب هذه الطريقة إلى «حاجي بكتاش» ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي. وكانوا يسكنون أول الأمر في تكية القصر العيني التي أنشأها سنة 806هـ الناصر فرج بن برقوق، ثم سكن بها الشيخ عبد الله المغاوري بدراويشه، بعد ذلك وظلوا بها إلى أن انتقلوا إلى كهف السودان بدلاً من المولوية وذلك في عهد الخديوي إسماعيل باشا، حيث قام البكتاشية بطرد البدو من التكية ونظفوها وأعادوا لضريح المغاوري رونقه وفرشوه بالطنافس وعلقوا الثريات. وخلال الفترة من عام 1321إلى عام 1345هـ قام كل من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح المغاوري كما يتضح من النص التأسيسي بضريح عبد الله المغاوري.

تكية البكتاشية في جبل المقطم- القاهرة.

__________________________

*نقلًا عن موقع “wikiwand”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى