مشاهد ومراقد

الزاوية التجانية بالحي البرتغالي في فاس صرح شاهد على التصوف زمن “الرباطات”

إبراهيم عقبة

الزاوية التجانية بالحي البرتغالي في فاس صرح شاهد على التصوف زمن “الرباطات”

إبراهيم عقبة

التيجانية هي طريقة دينية عقائدية تنتمي إلى الطرق الصوفية، ولديها أتباع في القارات الخمس…

وأشهر المناطق التي تحتضن الزاوية التجانية، في المغرب مدينة فاس..

ويعد سيدي الشريف محمود الكبير التجاني (مرّاكش)، شيخ الطريقة التجانية بالمغرب ونقيب الشرفاء التجانيين بها.

و سيدي الشريف الزبير التجاني وعائلته الجليلة من الزاوية المباركة بفاس.

سيدي الشريف البشير التجاني وابنه محمد الطاهر التجاني وكافة عائلته من زاوية الرّباط..

لقد ساهم رجال التصوف الذين عاشوا في دكالة، خلال مرحلة التوحد الصوفي في تقعيد أسس التصوف المغربي، و قد ظهرت محاولاتهم على مستوى السند و النحلة أيضا، واكتسبت اجتهاداتهم أهمية كبرى باعتبارها ظلت المرجع بالنسبة للأجيال القادمة في دنيا التصوف بالمغرب (التيار الصوفي في دكالة زمن الرباطات).

وقد بدأت بوادر ظهور الطوائف في دكالة منذ نهاية القرن السادس الهجري/12م في عهد الأقطاب الكبار أمثال أبي شعيب السارية ، و أبي عبد الله أمغار ، و ظلت نشيطة إلى حوالي أواخر القرن التاسع الهجري/15 م إلى حدود الاحتلال البرتغالي لدكالة. ( د حمد الوارث).

و يعتبر مقر الزاوية التجانية بمدينة فاس القديمة قرب ضريح مولاي إدريس المعقل الرئيسي لأتباع الطريقة، والتي يحج إليها أتباعها من العديد من بقاع العالم خاصة القارة الإفريقية..

ويوجد لها فرع بمدينة الجديدة بالحي البرتغالي، أو ما يسمى “الملاح”، وهو الذي يحيط به سور عالي تعتليه فواهات مدافع، لأنها كانت حصن منيع لرد الاستعمار الإسباني والبرتغالي..

أول ما يلاحظه المرء عند الاقتراب من مقر الزاوية التجانية بالحي البرتغالي، هي تلك البنايات القديمة والتي تدل على موروث ثقافي متجدر، و منقوش على باب الزاوية التجانية “الملحق” أنه تمت إضافته سنة 1313 هـ، لأن مقر الزاوية يتكون من الشق القديم والذي لم نعثر له على تاريخ منقوش بالزاوية، والمقر الإضافي وهو الذي أسس سنة 1313 هـ. ويوجد بها زخرفة من الموروث الأصيل، كما يوجد بحي الملاح “درب الزاوية التجانية.


الزاوية التجانية يوجد لها ثلاثة فروع بإقليم الجديدة، فرعان بمدينة أزمور وهي التجانية الداخلية، ويشرف عليها المقدم أحمد بورقية، والتجانية الخارجية، ويشرف عليها المقدم عبد الله إيليلة، أما فرعها بمدينة الجديدة فيشرف عليه المقدم: محب محمد.. حسب ما حصلنا عليه من وثائق.

هذه الفروع مسجلة لدى مندوبية الشؤون الإسلامية بالجديدة..

جريدة “العلم” زارت مقر الزاوية التجانية بالحي البرتغالي أو الملاح خلال شهر رمضان الجاري، فوجدت الشيخ علي حيدرة وهو إمام بالزاوية يقرأ الحزب، ومعه بعض الفقراء.. والذي أوضح للجريدة، أن الزاوية التجانية عريقة، وقد تعاقب عليها العديد من المقدمين أبرزهم : سي لحسن، و سي إدريس بلمختار، والمقدم الحاج عبد الله صدقي، والحالي هو المقدم محب محمد.

الزاوية يشرف عليها، المقدم وناظر ( شخص متطوع) و الإمام..

وعن الوظيفة التي تؤدى بالزاوية، فخلال شهر رمضان يتم قراءة “ورد” الحزب اليومي مباشرة بعض الظهر، خلافا لما عليه المساجد والجوامع، حيث يتم قراءة الحزب بعد العصر؟

_______________________

*نقلاً عن موقع جريدة ” بلا قيود”.

و سبب ذلك، أن بعد العصر في الزاوية التجانية يتم قراءة الوظيفة، والتي تبتدئ بالاستغفار، 30 مرة، بعدها صلاة الفاتحين ( اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم ما سبق ناصر الحق بالحق..)، تم التوحيد، لا إله إلا الله، 100 مرة، وبعدها “صلاة جوهر الكمال” 12 مرة والتي مطلعها ( اللهم صل وسلم على عين الرحمة الربانية والياقوتة المتحققة…) ، وبعدها، اللطيف 100 مرة.

هذا في جميع أيام الأسبوع ما عدا الجمعة، فيكون حضور الفقراء مكثف (يسمون أتباع الطريقة بالفقراء وهذا الاسم يشتركون فيه مع أتباع الزاوية البوتشيشية) ، والوظيفة تكون زائدة يوم الجمعة، فمثلا : لا إله إلا الله يتلى منها 1000 بدل 100 في بقية الأيام..

لقد اختار المغرب منذ القرن الأولى التعبد الثلاثي المتمثل في : المذهب المالكي، في الفقه، والعقيدة الأشعرية، و في التصوف، طريقة الجنيد السالك.. بما يعني أن المغرب اختار الطريقة الصوفية منذ قرون خلت وليست وليدة فترة معينة أو حديثة..

ولدى مندوبية الشؤون الإسلامية بالجديدة، أرشيف الزوايا والتي تصل إلى 37 زاوية ما بين محلي أو فرع تابع لأصله بإحدى المدن المغربية.

وزيادة في المعرفة، انتقلت الجريدة إلى المجلس العلمي المحلي بالجديدة، حيث عثرنا هناك على مؤلف “التيار الصوفي في دكالة زمن الرباطات” لمؤلفه د أحمد الوارث.. و الذي اعتبر أن التيار الصوفي الذي ظهر ونمى في دكالة جزء لا يتجزأ من الحركة الصوفية التي عمت بلاد المغرب، دون إلغاء الخصوصيات المحلية التي طبعت التصوف في دكالة.

وتبقى العديد من الزوايا ذات الصيت الوطني والدولي، مثل زاوية مولاي الطاهر القاسمي، بأولاد افرج جماعة القواسم إقليم الجديدة، هذه المعلمة التي كانت قطبا رئيسيا في تعلم وحفظ القرآن الكريم والفقه المالكي والأجرومية… وقد خرجت آلاف الحفاظ منهم العلماء، والقضاة، وفي العديد من المجالات على مر السنين، وإن كان ذلك قد خفت بشكل ملحوظ منذ بداية سنة 2000م…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى