الزّاوية الشاذليّة اليشرطية في عكا – فلسطين
الزّاوية الشاذليّة اليشرطية في عكا – فلسطين
في عكّا القديمة، داخل الأسوار، في شارع نور الدّين اليشرطي، إلى الغرب من حمّام الباشا، تقع الزاوية الشّاذليّة اليشرطيّة، وهي زاوية صوفيّة أنشأها علي نور الدّين اليشرطي المولود في تونس، وهو من أتباع الشيخ التونسي علي بن عبدالله بن عبد الجبّار الشّاذلي الذي توفّي في مصر وكان في طريقه للحج، وكان من عادة هذا الشيخ أن يحجّ كلّ عام. ترك اليشرطي زوجته وأولاده في تونس واتّجه إلى مكّة، فأقام فيها حتّى رأى في المنام أحد الأنبياء قيل إنّه ابراهيم، يأمره بالتّوجّه إلى فلسطين، خرج من الحجاز إلى مصر ومنها بالسفينة إلى صور ثم إلى عكّا، كان ذلك سنة 1850، وفي عكا أقام في غرفة في جامع الزّيتونة، وأخذ ينشر تعاليمه بين الشباب الذين قصدوه من عكا وقضائها، كان معه من المال ما يكفي للإنفاق على الفقراء وإطعام الجوعى، بينما فضّل لنفسه حياة التّقشّف، وكان أن ألمّ به مرض سنة 1860، فنصحه طبيبه أن ينتقل إلى منطقة جبليّة بعيدة عن البحر، فاختار ترشيحا، وهناك تزوّج امرأة أخرى وأقام الزّاوية الشاذليّة في القرية سنة 1862، وبعد سنتين نفاه الوالي إلى رودوس بتهمة التحريض على السّلطان، مكث في منفاه ثلاث سنين، عاد بعدها إلى عكا إلى غرفته في جامع الزيتونة إلى أن أقام زاويته الخاصة في مكان قريب على أنقاض جزء من القلعة الصّليبيّة، سنة 1874، وحين أحسّ بتقدّمه بالسّن، استدعى ولده ابراهيم من تونس ليخلفه في المشيخة وإدارة الزّاوية.
توفّي سنة 1899، دُفِن في التّكيّة وحل محله ولده حتى وافته المنيّة سنة 1928، دُفِن في التّكيّة ذاتها، وتسلّم المشيخة ولده الهادي حتّى هجّر مع من هجّر إلى لبنان سنة 1948، وبقي هناك إلى أن توفّي سنة 1980، نُقل جثمانه إلى عكا ودفن في التكيّة ذاتها، خلفه ولده أحمد الذي انتقل إلى عمّان فانتقل معه مركز الثّقل من عكا إلى عمّان. بنيت الزاوية في عكا على مساحة 4200 متر مربّع، في مركزها التّكيّة ومساحتها 225 مترًا مربّعًا وهي مربّعة الشكل، في داخلها مركز دائري محاط بأعمدة جميلة، وتعلوها قبّة جميلة، في التّكيّة تقام الصّلوات وحلقات الذِّكر والأناشيد الدّينيّة، وتزيّن جدرانها آيات قرآنيّة مذهّبة مكتوبة بالخط الكوفي.إلى جانب التّكيّة من الغرب كان ديوان الشيخ نور الدّين الذي استقبل فيه زوّاره، وهو مهدّم اليوم، ومن الشرق 8 منازل سكنيّة، ومن جهة الشمال مطبخ كبير لإعداد الطّعام للغرباء والضّيوف الذين كانوا يبيتون في التّكيّة عند زيارتهم لعكّا.
__________________________________
*نقلًا عن منصة ” الرأي”.