مسجد الحصافي بمصر : ملاذ الصوفيين وقبلة المريدين
ناصر جودة
يعتبر مسجد العارف بالله حسنين الحصافي بمدينة دمنهور في مصر من أشهر مساجد محافظة البحيرة، وذلك لاسم صاحبه ومكانته الدينية الكبيرة. ويفد إليه المئات من أتباع الطرق الصوفية المختلفة الذين يأتون من كل حدب وصوب لزيارة ضريح هذا العالم الأزهرى الكبير الذي توفي عام 1910 وضريحي ابنيه محمد عبد الوهاب ومحمد عبد الفتاح، لاعتقادهم الجازم بكرامتهم الروحانية.
مر المسجد بمراحل عدة للترميم من بدايات القرن الماضى حتى تمت إعادة بنائه بالكامل عام 1987 بمئذنته العالية وقبابه المميزة. وهو يتكون من 4 أروقة موازية، بالإضافة إلى مقر الأضرحة للشيخ الحصافي وابنيه فى الطابق الأرضي، كما خصصت له شرفة لصلاة النساء، وألحق به مركز لتحفيظ القرآن وجمعية خيرية تقدم الخدمات الاجتماعية لعدد كبير من أهالي مدينة دمنهور.
أكد الباحث فى العلوم الصوفية الشيخ عبد اللطيف أبو خزيمة، دور الشيخ حسنين الحصافي الذي ولد عام 1848 في إثراء الدعوة الصوفية، مضيفًا أن الطريقة الحصافيَّة الشاذلية لها الآلاف من الأتباع والمريدين بجميع الأقطار.
وأوضح أن الشيخ الحصافي من أتباع الشيخ الحسن الشاذلي وأسس طريقه الخاص فى أواخر التاسع عشر واشترى قطعة أرض بجوار مقابر دمنهور لتكون مقرًا لمحبيه وفيها تقام الحضرات النبوية.
وتابع: “كان الشيخ الحصافي يجوب الأقاليم كلها من شرقا إلى غربها إلا أنه كان محبا لمدينة دمنهور بصورة لافتة، وكان يزور باستمرار أولياء الله الصالحين مثل سيدى عطية أبو الريش والشيخ عبد الله السائح تلميذ سيدي أبو الحسن الشاذلي فآثر الإقامة فيها وتزوج من شقيقة زينب الوكيل زوجة مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر السابقين إلى أن قرب أجله ودفن فى أرضه الذى أحبها طويلًا مدينة دمنهور.
وأشار الشيخ أبو خزيمة إلى وجود كرامات كثيرة للعارف بالله حسنين الحصافي منها اكتشاف وجود بئر مياه أثناء إقامته الحضرة النبوية بدمنهور، وأن هذه البئر تشفي أغلب الأمراض الجلدية.
_______________________
*نقلًا عن مجلة ” اليوم السابع” المصرية.