مشاهد ومراقد

الصوفيون في طرابلس – لبنان : أذكار واحتفالات تقليديَّة وتسامح ديني

الصوفيون في طرابلس – لبنان : أذكار واحتفالات تقليديَّة وتسامح ديني

طرابلس (لبنان) نقلاً عن موقع “العرب”:

يواصل صوفيون يعتبرون أقلية لقاءاتهم بانتظام في مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان بهدف توصيل رسالة سلام ومحبة. فهم يقيمون جلسات ذكر يتلون خلالها القرآن الكريم، ويرددون أدعية وأناشيد، ويقدمون عروضاً تقليدية رغم انتشار مظاهر الحداثة.

في هذا السياق، أوضح الشيخ رامي الفري مدير “المركز الإسلامي للبحوث والتوجيه في طرابلس” ماهية الصوفيين في المدينة، مشيراً إلى أنهم يُعرفون برفض التشدد مع أيّ دين كان.

وأضاف، أمام قاعة الفاروق في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في منطقة الميناء بطرابلس، حيث كان صوفيون يؤدون أناشيد تقليدية ويتمايلون: “الصوفية هي نوع من أنواع الإخلاص التام لله عز وجل. نحن نتكلم تحديداً عن الصوفية المعتدلة التي هي تشمل التوحيد في الله عز وجل مرتبطاً بالأمور الروحانية البحتة وليس بها أيّة بدعة وليست بها أيّة فتنة وليس فيها أيّ تداخل. وإذا أردنا أن نتحدث عن الصوفية، فلا مثال أفضل من مدينة طرابلس التي تعدّ أصلاً مدينة معتنقة لهذا المذهب الصوفي.”

وقال الحاج محمد، مدير “فرقة طرابلس التراثية للإنشاد والفتلة المولوية”: “إنّ الصوفية وتلك الممارسات التقليدية عادة ما تنتقل بين أفراد ذات العائلة من الجد للأب إلى الإبن”.

أضاف: “نحن عائلة نتّبع الطريقة الصوفية على اختلاف أجيالنا، بكبارنا وصغارنا كلنا متصوفون. فأنا ابن شيخ مشايخ الطرق الصوفية في الشمال الشيخ عيد الحمود”.

وتابع: “نحن معروفون باعتدالنا وباتّزاننا وباتفاقنا مع كل الحركات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية. كلّهم أحبابنا وأصحابنا، نحن من جهتنا لا نعادي أحداً، والحمد لله أنّ ما من أحد يكنّ لنا العداء”.

من جهته، تحدّث بديع الأيوبي، وهو مختار سابق لمدينة الميناء في طرابلس، عن البهجة التي ينشرها الصوفيون بوجودهم وتقاليدهم العريقة المتسامحة، وقال:  “هم بصورة عامة مقبولون من طرف كلّ الناس، لأنّهم ينشرون البهجة بين الجميع، ويسعون دائماً إلى إظهار الروح السمحة للدين، هم بتسامحهم يسعون في الأرض صلاحاً”.

وختم الحاج محمد أنّ فرقته أقامت حفلاً ذات مرة في فرنسا قبل نحو 12 عاماً، وها هي الآن تقيم حفلات في ربوع لبنان في بعض المناسبات. كما زارت سوريا وليبيا حيث أقامت حفلات إنشاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى