“القصير” المصرية… مدينة الـ ١٢ ضريحاً
إبراهيم جاد الله
تنفرد مدينة القصير جنوب محافظة البحر الأحمر في مصر، بعدد من الأضرحة التي تنسب إلى بعض أولياء الله الصالحين بعضها يضم رفات هؤلاء الصالحين وبعضها الآخر تذكاري، وفي ما يلي بيان بهذه الأضرحة.
يقول محمد عبده حمدان وهو مؤرخ تاريخي من أبناء البحر الأحمر ،إن أول مكان زاوية الشيخ عبدالقادر الجيلاني أنشأها المرحوم الشيخ محمد عبدالحميد لأهل الطريقة الشاذلية، كما تنطق بذلك الواجهة الخشبية الموجودة بهذه الزاوية والمؤرخة سنة 1310 هج أي بين سنة 1892 و 1893 م، ويقع هذا التاريخ فى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وهى زاوية تذكارية لأن الشيخ عبدالقادر الجيلاني غير مدفون فيها، ونتذكر عندما كان البحارة الهنود والباكستانيون المسلمون يأتون على ظهر سفن شحن الفوسفات كانوا يزورون الشيخ عبدالقادر ويقال اإنه مدفون في الهند، ويقع الضريح في شارع بور سعيد أو السوق القديم ومدخله من جهة البحر ..
وأضاف حمدان هناك ضريح الشيخ عبدالغفار، ويقال إنه من اليمن ويقع الضريح بالقرب من القلعة وهو بحالة جيدة، ويضم عدداً من قبور بعض المحافظين العثمانيين وأتباعهم كما يدل على ذلك الشواهد الموجودة حتى الآن.
الشيخ عبدالله الهندي، هو من الهند، يقع ضريحه خلف مبني المدرسة الثانوية للبنات الذي أصبح الإدارة التعليمية، ومازال هذا الضريح مزيناً برسوم ومناظر متنوعة، وقد وصف أحد الزوار الأجانب هذه الرسوم بأنها لا تنتمي إلى أساليب الرسم المصرية ولكن شبهها بأمثالها مما شاهده في بعض المعابد في شمال الهند ودولة نيبال، وكان يتدلى من الجدار الشرقي للضريح نموذج لقارب خشبي صغير .
أما الزاوية الشمالية الغربية من الجدار الغربي فتحتوي على كتابات متنوعة ومنها الآية الكريمة (نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين)، وأفضل الذكر لا إله إلا الله، كما تشتمل على النص الآتي “هذا ضريح الشيخ عبدالله الهندي عفا الله عنه تحريراً في جمادي الأولى سنة 1260 هج”، ويقع التاريخ المذكور فى عهد محمد على باش، وكان أيضاً البحارة الهنود العاملون على بواخر الفوسفات يحرصون على زيارة هذا الضريح، وكان المعمرون من أهل القصير يروون أن هذا الشيخ كان يسكن في حوش في شارع السوق.
وتابع حمدان أن الشيخ الزيلعي بن أحمد، من مدينة زيلع، وهي ميناء يقع في الشمال من مدينة بربرة في الصومال، كان ضريحه يقع في شارع السوق القديم بورسعيد حالياً، ولكن معالمه زالت تماماً، ويقال إنه من أقدم الأضرحة في القصير.
كما أن الشيخ الفاسي، وهو من مدينة فاس بالمغرب وينطقه الناس خطأ الفارسي، يقع ضريحه في منطقة حارة فوق بجوار منازل ال غزالى وأبوسعد والعو.
وأشار إلى أن هناك ضريحاً أيضاً مثل الشيخ التكروري أي هو من بلاد التكرور التي كانت عاصمتها تمبكتو فى جمهورية مالي بأفريقيا، ويسميه الأهالي خطأ التكروني، ويقع الضريح في وسط المدينة بشارع الجمهورية. وهناك ضريح الشيخ سليم بجوار مدخل شركة الفوسفات، وأقيم بجواره مؤخراً مسجد الري بجانب الشيخ أحمد السيسي، ومازال هذا الضريح قائماً ويقع خلف مبنى الإدارة التعليمية ولا توجد فيه كتابات تاريخية .
وأضاف حمدان: من أبرز الأضرحة ضريح الشيخ جاد الله الذي أعيد بناؤه سنة 1992م ويقع خلف الإدارة التعليمية ولا توجد فيه كتابات تاريخية، وما زالت آثار هذا الضريح الذي هدم تماماً موجودة في المنطقة القريبة من مستشفى شركة الفوسفات. وهناك ضريح الشيخ الطرمبي الذي أزيل وكان يقع عند الناصية الشمالية الشرقية لمبنى قسم الشرطة القديم واعتاد الناس أن يقرأوا فيه دلائل الخيرات، كما هناك ضريحا الشيخ أبوريالات والشيخ أبو فراج، ويقعان في مبنى واحد بشارع الجمهورية.
وكشف حمدان أن الخريطة التي رسمها الدكتور كارى بنيامين كلونسجر فى سنة 1875م أظهرت مواقع جميع الأضرحة السالفة الذكر ما عدا ثلاثة منها، وهي أضرحة الشيخ سليم والشيخ السيسي والشيخ جادالله، ولعل تفسير ذلك أنها لم تكن موجودة في ذلك الوقت، وأنشئت في تاريخ لاحق. ويسترعى النظر أيضاً أن أكثر أصحاب هذه الأضرحة ليسوا مصريين، ما يفسر مدى اتساع حركة الوافدين إلى القصير من مختلف بلاد الإسلام فكان منهم من أدركه الموت في هذه البقعة من أرض الله يدفن فيها، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه العزيز (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدرى نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) صدق الله العظيم .
__________________________________
*نقلًا عن مجلة” صدى البلد ” المصرية.