الشيخ سيدي الحسين بن سيدي حمو القندوسي البوزياني
الشيخ سيدي الحسين بن سيدي حمو القندوسي البوزياني
هو الشيخ خليفة الطريقة الزيانية الشاذلية القادرية بالشمال الجزائري، سيدي الحسين ابن سيدي محمد عبد الرحمان الملقب بسيدي حمو القندوسي ابن سيدي الحسين دفين بني وعزان بتلمسان المحروسة ابن سيدي احمد اليماني ابن سيدي الحسين الفحل ابن الولي الصالح القطب الغوث سيدي امحمد ابن ابي زيان القندوسي الادريسي الحسني.
ولد رضوان الله تعالى عليه سنة 1889م بمدينة تلمسان المحروسة في عائلة مرابطة قندوسية أصلها من مدينة القنادسة بولاية بشار الجزائر من أب فقيه عالم بأمور الدين والدنيا حيث تعلم على يديه القرآن الكريم وبعض من علوم الدين التي تقدم للمبتدئين كفقه ابن عاشر. ثم أخد على بعض من شيوخ تلمسان .
عرف الشيخ في مقتبل عمره بحبه للعلم الديني والتشبث بالطريق الصوفي، وكان ذلك نهج والده وأجداده . كما أحب السياحة والسفر والمغامرة حيث كان يأخد العلم وقواعد الطريق الصوفي من أي شيخ التقاه كالشيخ سيدي قدور ابن عاشور سيدي محمد ابن يلس والقطب الرباني سيدي أحمد ابن مصطفى العلاوي.
قرر والده إرساله في رحلة علمية إلى فاس إلا أنه لم يتمكن من ذلك حيث تعرض لمجموعة من الفرسان كانوا يجاهدون العدو الفرنسي. لكن بعد تعرفهم عليه وسبب توجهه إلى أرض المغرب، نصحه قائدهم بالتوجه إلى القنادسة موطنه الأصلي ففيه زاوية جده يؤخذ منها العلم كما يؤخذ الماء من النهر، ويقصدها البعيد والقريب، فتوجه شيخنا إلى القنادسة وأخذ العلم الظاهري والباطني على يد شيخه سيدي محمد ابن سي مو .
بعد أن أنهى الشيخ الدراسة بالزاوية وأخذه الطريقة الزيانية، رأى فيه شيخه سيدي محمد ابن سي مو قدرته على تحمل طريق الشيوخ الكبار وسمات رجال الله الصالحين، طلب منه العودة إلى تلمسان لمواصلة نشر طريق الله، فحصل المراد وأنشأ زاويته بحي أغادير العتيق بمدينة تلمسان سنة 1919م، ووسع نفوذ الطريقة الزيانية بكامل أرجاء الشمال الجزائري تلمسان، بني سنوس، ندرومة، أولاد ميمون، سيدي بلعباس، غليزان، وهران، البليدة، عين تموشنت حتى وجدة المغربية، وهكذا أصبح خليفة الطريقة الزيانية الشاذلية بالشمال الجزائري.
كان الشيخ سيدي الحسين من المحبين للشيخ سيدي أحمد العلاوي حيث كان يأخذ عنه كلما زار الشيخ العلاوي تلمسان كما كان كثير الزيارة له بمدينة مستغانم. من جانبه، كان الشيخ العلاوي يوصي مريديه من أهالي تلمسان باحترامهم للشيخ سيدي الحسين لما كان يرى فيه من خشيته لله ومظاهر الوليّ الصالح فيه. وكان الشيخ سيدي علي البودليمي والشيخ سيدي محمد بلقايد من ممن عملوا بنصيحة شيخهم القطب العلاوي حيث كانوا يلازمونه ويكثرون الزيارة له.
ومن مريدي الشيخ سيدي الحسين سيدي علي البودليمي سيدي محمد بلقايد الهبري سيدي أبو بكر المعصوم سيدي عبد الكريم تريكي حساين
توفي الشيخ سيدي الحسين في أكتوبر عام 1970م، ودفن بتلمسان مسقط رأسه. وقد شيعت جنازته من زاويته حتى مقبرة الشيخ سيدي السنوسي حيث حضرها جمع غفير من شيوخ الطرق الصوفية، وقام بتأبينه الشيخ سيدي علي البودليمي رضي الله عنه.