التكيَّة المولويَّة في طرابلس – لبنان
التكيَّة المولويَّة في طرابلس – لبنان
التكية المولوية في مدينة طرابلس اللبنانية هي من أبرز الآثار في المدينة، بنيت عام 1619، ونسبت إلى صوفيين لقبوا بالدراويش اتخذوها مقراً لهم.
لعبت التكية دوراً اجتماعياً في استضافة عابري السبيل، فآوتهم وقدمت لهم المأكل والمشرب والمغسل وممارسة الطقوس، وظلت تقوم بدورها الديني والاجتماعي حتى أوائل الستينيات من القرن الماضي، وكان آخر مشايخها الشيخ أنور المولوي الذي توفي عام 1963، وهو والد الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان الراحل الشيخ فيصل المولوي.
حظيت التكية المولوية بإعجاب الرحالة الذين زاروها عرباً وأجانب. ويعتبر ابن محاسن الدمشقي أول من زارها، وأرَّخ لبنائها سنة 1639م. كما زارها الشيخ عبد الغني النابلسي أواخر القرن السابع عشر، وشبّهها بالجنة. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر زارها البريطاني جون كارن ووصفها بالسحر. وفي صيف 1919 قصدها المستشرق الهولندي فدي يونغ ليفيد.
وتكية طرابلس من أعظم وأكبر التكايا المولوية السبع الموجودة حالياً في بعض الدول العربية والأوروبية، التي تجسد الفن المعماري العثماني التركي، والموزعة على القاهرة والقدس ودمشق وحلب وقبرص والبوسنة. وقد شكلت صرحاً دينياً وتعليمياً وخيرياً في آن واحد، واحتلت مكانة بارزة في تاريخ المدينة على امتداد نحو 400 سنة، بعدما بناها مندوب السلطنة العثمانية في طرابلس صامصونجي سنة 1619. واعتمدت مركزاً لأتباع الطريقة المولوية التي أسسها جلال الدين الرومي قبل 800 سنة في مدينة قونية التركية، وانتشرت في طرابلس كبقية الطرق الصوفية.
تتألف التكية من ثلاث طبقات هي عبارة عن مجمع متكامل يضم قاعة للتعليم والتدريب، ومسجداً، وقاعة للاجتماعات، وأخرى مخصصة للحلقات المولوية «الفتلة ومساكن للدراويش”، ومطبخاً ومطعماً للزوار والفقراء وحوض ماء للوضوء، وشرفات عدة تطل على نهر أبو علي وقلعة طرابلس.
وبعد الدخول في المرحلة النهائية من التأهيل من داخل المبنى، ثمة مشروع لإحياء الإرث الثقافي، بحيث يتم إنشاء مسرح مكشوف يطل على التكية والنهر والقلعة، فتتحول المنطقة الخضراء المحيطة إلى متنزهات مشجرة مع مطاعم ومقاه وكافتيريات على ضفاف النهرالذي يحول في هذا الجزء إلى شلالات مائية .