الدراسات والبحوث

التجلّي عند الصوفيَّة

التجلّي عند الصوفيَّة

 

– الإمام زكريا الأنصاري :
« التجلي : ظهور الذات في حجب الأسماء والصفات تنـزلاً »([1]) .

– الإمام القشيري : « التجلي : هو إشراق أنوار الحق على قلوب المريدين »([2]) .

– الإمام السراج الطوسي :
« التجلي : هو إشراق أنوار إقبال الحق على قلوب المقبلين عليه »([3]) .

– الإمام ابن عجيبة : « التجلي : عبارة عن كشف العبد بعظمة ربه ، وهذا قبل الرسوخ
وأما بعد الرسوخ فلا غيبة له »([4]) .

– الإمام عبد الحافظ المالكي : « التجلى : هو ما ينكشف لقلب السالك من أنوار الغيوب ،
فإن كان مبدؤه الذات من غير اعتبار صفة من الصفات سمى بتجلى الذات ، وأكثر
الأولياء ينكرونه ويقولون إنه لا يحصل إلا بواسطة صفة من الصفات، فيكون هذا من
تجلى الأسماء الذي هو قريب من تجلى الصفات ، وإن كان مبدؤه صفة من الصفات من
حيث تعينها وامتيازها عن الذات سمى تجلى الصفات ، وإن كان مبدؤه فعلا من أفعاله تعالى سمى تجلى الأفعال »([5]) .

– وقد ذكر الكاشاني في لطائف الإعلام أنواعا كثيرة للتجلي منها :

«التجلي الأول :
هو ظهور الذات نفسها لنفسها في عين التعين والقابلية الأولى الذي هو الوحدة ،إنها أول تعينات الذات ورتبها ، فالتجلي الأول إنما يتعين بالتعين الأول الذي هو الوحدة ، وبهذا يعرف أن حقيقة التجلي الأول إنما هو عبارة عن شهود الذات نفسها وإدراكها من حيث وحدتها بجميع اعتباراتها وشؤونها ، فظهرت الذات نفسها لنفسها في نفسها بهذا التجلي والظهور وبحسبه ، وحضرت معها بلا توهم تقدم أستار وغيبة وفقدان .

– التجلي الثاني :
هو ظهور الذات لنفسها في ثاني رتبها المعبر عنه بالتعين الثاني الذي تظهر فيه الأسماء وتتميز ظهوراً ، وتميزاً علمياً . ولهذا سمي التعين الثاني بالحضرة العلمية ، وحضرة المعاني، وعالم المعاني .

– التجلي الذاتي :
هو التجلي الأول سمي بذلك لأنه تجلي الذات لذاتها .

– التجلي الأحدي الجمعي :
هو التجلي الأول ، سمي بالأحدي ؛ لأنه هو التجلي الذي باعتباره كان الله ولا شيء
معه . وسمي بالجمعي لأنه شهود الذات ذاتها بجميع اعتباراتها .

– تجلي الغيب المغيب :
هو التجلي الأول ، سمي بذلك لأن تجلي الحق تعالى فيه، إنما هو باعتبار ما تتضمنه الوحدة من الشؤون المندرجة فيها، التي لا يصح ظهورها لغير الحق. إذ لا غير هناك لاستحالة اجتماع غير في رتبة الوحدة الحقيقية لتنافيهما .

– تجلي الغيب الثاني :
هو التجلي الثاني الذي تظهر فيه الأسماء والحقائق متميزة ، فهو تجلي الحق تعالى في حضرة علمه الأزلي بما تتضمنه تلك الحضرة من الأسماء والحقائق الثابتة أعيانها فيه، متميزة بعضها عن البعض ، وسمي هذا بتجلي الغيب : لغيبة الأعيان المتميزة فيه بعضها عن البعض .

– تجلي الهوية :
هو تجلي الغيب المغيب، سمي بذلك لكونه لا يعلم ما هو إلا هو، وإنما اختص هذا التجلي بالهوية دون الغيب الثاني لأجل أن التفصيل والتمييز الذي عرفته إنما يكون في الغيب الثاني، بخلاف الغيب المغيب، إذ ليس فيه سوى هو مطلقة.

– تجلي غيب الهوية :
هو تجلي الشهادة، وهو تجلي الحق في المراتب الكونية التالية للمرتبة الثانية من باقي المراتب كلها، روحانيها، ومثاليها، وجسمانيها . سمي بذلك لكون الحقائق تظهر في هذه المراتب مشهودة لذواتها، ولبعضها بعضاً.

– التجلي المعطى للوجود :
هو تجلي الشهادة الذي عرفته، وسمي بتجلي الوجود لكون الحقائق بهذا التجلي تصير موجودة
– التجلي الساري في جميع الذراري / التجلي الساري في حقائق الممكنات :
ويقال له : التجلي المضاف ، ويقال له : التجلي المفاض . ويعني بالكل الوجود ، الذي به صارت جميع الممكنات موجودة وهو وجود واحد، لا إثنينية فيه، في قاعدة الكشف بخلاف ما يظنه أكثر علماء الرسوم، من أن للممكنات الموجودة وجودات متعددة، وهي أعراض لها، وذلك لأن ما به يتحقق حقيقة الشيء في الوجود، لا يصح أن يكون عرضاً له، بل ولا يصح أن يكون أمراً ممكناً، إذ الجهة الإمكانية لا تقتضي الوجود ، وبهذا يعلم أن حقيقة الوجود ليس غير الوجود الواجبي ، عز شأنه ، ثم أن الذات لما كانت باعتبار واحديتها، هي ما اشتملت عليه، وأحاطت به من الأسماء والحقائق، التي عين الوجود أحدها، صار الوجود الذي هو أحد تلك الحقائق وأظهرها حكماً هو عين الذات، فإذا اعتبر – أعني الوجود – بنسبة عموم انبساطه على أعيان الممكنات فليس إلا صورة جمعية تلك الحقائق بالوجود الواحد، الذي هو عين الذات لا غيرها، فبهذا الاعتبار يسمى الوجود بالوجود العام ، وبالتجلي الساري في جميع الذراري ، التي هي حقائق الممكنات .

– التجلي الفعلي / التجلي التأنيسي :
يعنون به تجريد فعل الله الوحداني الساري في جميع الأشياء، وذلك بأن يتجلى الحق من حيث فعله الوحداني الساري في جميع الأسباب والمسببات ، الظاهر أثره على جميع الكائنات في مرآة الصور المتطورة .

– التجلي الصفاتي :
يعنون به تجريد القوى والصفات عن نسبتها إلى الخلق بإضافتها إلى الحق، وذلك لأن العبد عندما يتحقق بالفقر الحقيقي ، وهو عبارة عن انتفاء المُلك شهوداً .

– تجلي الاسم الظاهر :
يعنون به رؤية الوحدة في عين الكثرة الظاهرة بقوى النفس وآلاتها . يعرف ذلك مَنْ حصلت له المشاهدة العيانية للاسم الظاهر تعالى ، فرأى أن الظاهر الكثير هو الباطن الواحد بعينه لا بتعينه.

– التجلي الظاهري / التجلي المُحبّي :
هو أن يظهر لذي الفتح أن الحق المتجلي آلة لإدراك العبد المتجلي له من باب كنت سمعه وبصره . وفي هذا السير يتقدم السلوك على الجذبة ، ويسبق الفناء على البقاء . وقد يعني بالتجلي الظاهري تجرد الرؤية للظاهر عن الرؤية للمظهر.

– التجلي الباطني / التجلي المحبوبي :

هو أن يتبين لذي الفتح أن العبد المتجلى له آلة لإدراك الحق المتجلي ، وهذا التجلي مختص بصاحب السير المحبوبي ، وبالتقرب بالفرائض، وفيه يتأخر السلوك عن الجذبة، ويتقدم البقاء الأصلي عن الفناء .

– التجليات الذاتية :
ويقال لها التجليات الاختصاصية ، وتسمى بالتجليات البرقية، وبالتجليات التجريدية، ويعني بها التجليات التي لا تكون في مظهر ولا مرآة ولا بحسب مرتبة ما ، فإن من أدرك الحق من حيث هذه التجليات فقد يشهد الحقيقة خارج المرآة من حيث هي لا بحسب مظهر ولا مرتبة ولا اسم ولا صفة ولا حال معين ولا غير ذلك، ولهذا يسمى ذلك بالتجليات الذاتية ، فمن شهد الحقيقة كذلك فهو الذي يعلم ذوقاً، أن المرآة لا أثر لها في الحقيقة .

– التجليات الاختصاصية :
هي التجليات الذاتية ، سميت بذلك لاختصاصها بأهل الخصوص دون من سواه »([6]) .

 

الهوامش:

[1] – القشيري – الرسالة القشيرية – ص 66 .

[2] – قاسم السامرائي – أربع رسائل في التصوف لأبي القاسم القشيري – ص 53 .

[3] – السراج الطوسي – اللمع في التصوف – ص 363 .

[4] – ابن عجيبة – معراج التشوف إلى حقائق التصوف – ص 36 .

[5] – المالكي – هداية الراغبين – ص 5- 6.

[6] – الكاشاني – لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام – ص 132 – 138 ( بتصرف ) .
_________________________
*المصدر : معجم مصطلحات التصوف – تأليف أشرف الجمال
نقلًا عن موقع ” التصوف الإسلامي”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى