أضرحة الأولياء في المنيا – مصر «إخلع نعليك هي أرض مقدَّسة”
إنعام محمد ربيع
مدد يا سيدنا الشيخ” “بركاتك يا مولانا” جمل يرددها زائرو أضرحة أولياء الله الصالحين، بقريى ومراكز محافظة المنيا، وتشتهر عروس الصعيد بوجود العديد من أضرحة الأولياء، ولكل منه مريدوه.
وفي مدينة المنيا يقع مسجد الفولي «منيا الفولي» نسبة إلى العالم الإسلامي الكبير الزاهد الصوفي الشيخ علي بن محمد بن علي المصري اليمني الشهير بأبي أحمد الفولي، والذي جاء إلى مصر، و استقر بمحافظة المنيا، ودفن في ضريح خاص بجانب زاوية، أنشأها في حياته على شاطىء النيل الغربي، وعندما مر الخديوي إسماعيل على النيل وقف بتختة أمام زاوية قطب الصعيد العارف بالله أبي أحمد الفولي ولمح عن بعد مزاره، أمر بالتوجه نحوه ثم نزل إليه، وأمر ببناء جامع كبير له وبداخله ضريح بمقامه. وتستقبل محافظة المنيا سنوياً قرابة الـ 50 ألف زائر من جميع محافظات الجمهورية للاحتفال بمولده.
وتأتي في المرتبة الثانية مدينة البهنسا، التي تقع بمركز بني مزار بشمال محافظة المنيا والتي عرفت بـ«برمشت» أو «مدينة اللقاء» والتي تضم بين أروقتها العديد من أضرحة أولياء الله الصالحين، من بينهم ضريح «على الجمام» هو قاضي ولاية البهناس، وهو الأسعد أبو البركات ابن القاضي جليس هذا الضريح، وهو من أهم الأضرحة، الذي يقصده عدد كبير من الزائرين، ضريح أولاد عقيل أبي طالب هذا الضريح، والذي قصده العديد من الزائرين للتبرك به والذي يضم لوحة رخامية.
كما يوجد ضريح الأمير زياد بن الحارس بن سفيان، والده ابن عم رسول الله، وشقيقه في الرضاعة على الرغم من تهالك، وسقوط بقايا الضريح على الرغم من أهميته وكثرة عدد زواره.
وهناك 3 أضرحة، يحيط بهم سور واحد وهو ضريح الحسن صالح بن على بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب رضي الله عنه، كما يوجد ضريح محمد الخرسي وهو من أهم العلماء في العصر العثماني، ولشدة ورعه سمي بالحبر، كما يوجد ضريح السيدة رقية وهي من آل البيت والذين يقصدونهم العديد من الأهالي لزيارتهم.
“ضريح البدريين” وهو ضريح محمد بن عقبة ويتميز بضخامته ووجود بعض أسماء الصحابة الذين زاورا مدينة البهنسا ودفنوا بها، كما ذكر الواقدي أن جماعة ممن حضروا غزوة بدر من الرسول الكريم نزلوا إلى البهنسا، وذكرت مصادر عديدة أن 10 آلاف عين نزلوا إليها، ودفن فيها 5 آلاف صحابي.
كما تضم مدينة البهنسا ضريح خولة بنت الأزور، التي تمكنت من إنقاذ أخيها، والذي يرجع إلى العصر الفاطمي والذي امتدت إليها يد الصيانة والرميم في العصر المملوكي، والذي يشهد مقصداً لزيارته من قبل الوافدين من عدة دول أجنبية، وزيارات أخرى للتبرك بها من قبل الأهالي، كما يقصد الأهالي ضريح أبان بن عفان بن عثمان بن عفان، وهو حفيد سيدنا عثمان وهو الذي نزل إلى البهنسا، وبحوزته نسخة من المصحف الشريف التي كان يقرأ منها سيدنا عثمان.
كما يوجد ضريح عبد الغني بن سمرة، وهو من أهم القباب والآثار الإسلامية الموجود بمحافظة المنيا، والذي يعد من أشهر علماء العصر المملوكي ويوجد الضريح على تل أثري ويلحق به زاوية صلاة يقصدها العديد من الأهالي، بقصد التبرك بصاحب المقام ويتم النوم بجوار الضريح لعدة أيام بقصد الشفاء من الأمراض.
كما أن هناك العديد من الأهالي يقصدون زيارة ضريح وقبة السبع بنات، والتي قال عنها على باشا مبارك هي أرض بها زاوية ميل واحدار يمترغ بها الناس رجالاً ونساء طلبا للشفاء، وأصبح للمكان قدسيته، وتم إنشاء ضريح السبت البنات فوق قبور السبع بنات، والذي يقع في الناحية الغربية من القرية وهي مسار للعديد من الزيارات الداخلية والخارجية.
وعلى بعد كيلو مترات من شمال محافظة المنيا، يقع مقام سيدي «أبو غنيمة» الذي يُعد من أشهر الأضرحة التي أثارت حالة من الجدل، حيث يقع على مساحة 14 قيراطاً، تبرع بها والد الفنانة «ليلى طاهر»، وتحيط به مدافن لـ40 طفلًا من جميع الجهات عدا الجهة الشرقية.
______________________________
*نقلًا عن موقع” فيتو”.