طرق و مدارس

الطريقة الغظفيَّة في موريتانيا

الطريقة الغظفيَّة في موريتانيا

 

الطريقة الغظفية، إحدى الطرق الصوفية، التي تمثل الطريقة الشاذلية، ومن أول مؤسسيها الشيخ محمد الأغظف بن حمى الله بن سالم الداودي المتوفى سنة 1210 هـ.

والغظفية طريقة خاصة بموريتانيا تركز على العمل والإنتاج والتقشف والجَلَد (أي القوة والشدة)، ولم تكن تتاجر مع المستعمرين، وبالتالي كانت تعيد استغلال واستثمار كل المتاح، وهكذا ركزت على العمل في المقام الأول، على الجانب الاجتماعي.

تتميز هذه الطريقة بأن مشيختها لا يتم تداولها بالوراثة وإنما يتم باختيار من تتوفر فيه شروط مثل العلم والاستقامة، فلم يعرف من بين شيوخها غير عالم فذ. ومن أشياخها الأفذاذ الذين تداولوا مشيخها شيخنا الشيخ محمد الأغظف الداودي الحوضي، الذي أخذت تسميتها منه؛ والشيخ محمد محمود البوصادي الملقب “الخلَف”، والشيخ غالي ولد آفه الدليمي، والمجاهد الكبير الشيخ محمد الأمين بن زين العابدين القلقمي، والعلامة القاضي الشيخ المحفوظ بن بيه المسومي، والشيخ العلامة مولاي الحسن الملقب باب حسن النعماوي وابنه العلامة الشيخ مولاي اعل، والعلامة محمد الصغير ولد خطري ولد باب، والعلامة المرحوم الحضرامي ولد لوصيف، رحمهم الله جميعا.

ومن أعلامها الأحياء علامة عصره ومجدده دهره بلا منازع العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، الذي يجسد فكره ونشاطه الآن انعكاسا حقيقيا لأحد أهم مبادئ الطريقة؛ (اجتناب الشرك بالله، و”عدم الإضرار بالناس”) والقاضي العلامة مولاي عبد الرحمن بن الشيخ مولاي اعل النعماوي قاضي بالإمارات حاليا، والعلامة بون عالي بن امين امو بن الشيخ محمد الأغظف.

وكان من مريديها المجاهد الكبير الشريف سيدي ولد مولاي الزين، قاتل مدبر خطة احتلال بلاد شنقيط اكزافيه كبولاني.

 

ولعل من سوء حظ هذه البلاد أن تشردت هذه الحركة الصوفية المجاهدة بفعل مناهضتها للاستعمار، وهاجرت عن موريتانيا فشكلت بيوتاً شنقيطية في السودان وفي تركيا والأردن والسعودية، وما زالت موجودة إلى الآن في بيوت أهلها يذكرون أصولهم الموريتانية، ولا يزالون يحتفظون بأوراد ومبادئ الطريقة الغظفية، وبنسقها الاجتماعي، وقد انحسرت الآن في موريتانيا ويتركز وجودها بشكل كبير في المناطق الشرقية، وخصوصاً لعصابه والحوض الشرقي؛ منطقة كوش بالتحديد، حيث شكلت تلك المنطقة مهداً لميلاد هذه الطريقة على يد مؤسسها الأول شيخنا الشيخ محمد الأغظف بن حمى الله بن سالم، والذي يقع ضريحه الآن في قرية المبروك التابعة لدائرة النواره من أرض مالي، حيث تسكن فصيلة كبيرة من أبنائه في هذه القرية.

____________________

*نقلًا عن “وكالة كيفة للأنباء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى