التكايا في الطريقة الكسنزانيَّة
السيد الشيخ محمد عبد الكريم الكسنزان الحسيني
رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم
تمثل ( بيوت الذكر ) أو ( التكايا ) في عقيدة الكسنـزان الصوفية أحد أهم أركان الطريقة وذلك لما لها من فوائد وثمار ظاهرية وروحية لا يمكن حصرها في حياة المسلم السالك لنهج الطريقة، ولهذا فقد دأب مشايخ الطريقة ( قدس الله أسرارهم العزيزة ) على بناء التكايا والاعتناء بها في كل مكان وزمان ما أمكنهم ذلك لكونها جزءاً من الميراث الصوفي المحمدي الذي تناقلوه من شيخ إلى شيخ .
إن من أهم ما تمثله ( التكايا ) لطريقتنا العلية القادرية الكسنـزانية، وما تعنيه لها في منهجها الروحي الأمور الآتية :
التكية: امتداد حقيقي، وأنموذج حي لِصُفَّةِ أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .
التكية: هي بيت الذكر ، وهي من المراكز الروحية أينما كانت ، وهي الموقع الأساسي لانطلاق الطريقة وتوجيهاتها نحو الخير العام ونشر العمل الصالح بين المسلمين في كل مكان .
التكية: هي مكان الذكر، فهي مكان جلوس رحمة الله لقوله تعالى : أنا جليس من ذكرني ( كشف الخفاء 1 / 201 – 202 ) .
التكية: هي مكان الكلام الإلهي ، أي : التكلم مع الله بالذكر . وليست مكاناً للكلام الدنيوي أوالسياسي .
التكية: هي مكان الوحدة والتوحيد .
التكية: هي مدرسة روحية : لتعليم المريدين التقرب إلى الله ، وإلى تهيئة أرواحهم للوصول إلى مراتب الولاية عند الله تعالى ، وإلى الوصول إلى مرتبة الخلود .
التكية: هي المدرسة الإصلاحية الروحية التي يُلَقّنُ فيها درساً (الإيمان والاستقامة) تلقيناً عملياً .
التكية: هي مدرسة تربوية أخلاقية : لتزكية النفوس ، وتطهير القلوب من أدرانها .
التكية: هي مدرسة دينية: لتعليم الناس أمور دينهم فقهاً وتصوفاً .
التكية: هي مدرسة إرشادية: لتعليم المريدين أصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد أواللسان أوالقلب حسب الإمكان .
التكية: هي البيت الحقيقي للمريد ، لأنها تربطه بالآخرة وتدفعه إلى الاستعداد لها .
التكية : هي الجنة ، أي المكان الذي تتجلى فيه الجنة برياضها وجمالها ونعيمها .
التكية : هي أول بيت للمريد و آخر بيت له .
إيضاح:
بمعنى أنها أول بيت أو مكان يقصده المريد حين يريد الرجوع إلى الله تعالى، وآخر بيت يصل فيه ومن خلاله المريد إلى مبتغاه فلا يحتاج معها إلى بيت آخر..
التكية: هي مكان الجود والكرم والسخاء النبوي صلى الله تعالى عليه وسلم .
إيضاح:
وذلك لأنها موضع حلقات الذكر ، وحلق الذكر كما قال صلى الله تعالى عليه وسلم رياض الجنة . وهي بذلك أماكن لاستجابة الدعاء لقوله تعالى عن الجنة وأهلها : لَكُمْ فيها ما تَشْتَهي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فيها ما تَدَّعونَ ( فصلت : 31 ) .
التكية: هي مكان تجلي الأمان الروحي الإلهي ، ولهذا وجب على المريدين الحضور باستمرار إليها لكي تنجلي قلوبهم بذكر الله ، بنور الله .
التكية: هي مكان التجلي الإلهي .
إضافة :
ورد أن الله تعالى يتجلى في عدة أماكن وهي :
الكعبة المشرفة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف، ومقامات ومشاهد الأولياء والصالحين، والمساجد، وبيوت الذكر ( التكايا )، وقلب العبد المؤمن .
التكية: هي القلب .
إيضاح:
التكية هي بيت الذكر ، فإذا صار القلب فارغاً من كل شيء إلا من ذكر الله تعالى كان هو بمثابة تكية تتجلى فيه الأنوار الإلهية والحقائق المحمدية صلى الله تعالى عليه وسلَّم .