مؤتمرات وندوات

من “حلقات التفكير” في فصليَّة “علم المبدأ”:”قِيم الغرب في تهافتها المعرفي والأخلاقي”

من “حلقات التفكير” في فصليَّة “علم المبدأ”:

“قِيم الغرب في تهافتها المعرفي والأخلاقي”

من ضمن سلسلة “حلقات التفكير” التي شرعت فصليّة “علم المبدأ” في إقامتها، شهدت قاعة المحاضرات بالمجلة في بيروت، الندوة الأولى التي نظَّمتها بالتعاون مع “منتدى تحوُّلات ” و”مركز دلتا للأبحاث المعمَّقة”، وحملت عنوان ” قِيم الغرب في تهافتها المعرفي والأخلاقي”(شواهد راهنة)، وتضمنت مداخلتين لكل من أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، والباحث وأستاذ علم الاجتماع البروفسور طلال عتريسي، وذلك بحضور حشد من أهل الفكر والثقافة والمهتمين.

أدار الندوة وقدَّمها الأستاذ سركيس أبو زيد الذي أعطى الكلام بدايةً لرئيس تحرير فصليَّة “علم المبدأ” الدكتور محمود حيدر، فشرح الغاية من سلسلة المحاضرات، موضحًا أن مصطلح علم المبدأ لا يعني الله بذاته، إنما المخلوق الأول الذي بدأ به الله هذا العالم. كما تطرق إلى عنوان المحاضرة فرأى أن الغرب وهو يستلب الآخر يستلب نفسه، وأن تهافت الحضارة الغربية جاء من الداخل وليس من الخارج، لذا لا بد من تظهير هويتنا الخاصة لمواجهته من خلال التحرر.

بعد ذلك تحدث البروفسور عبس فأكد أننا محكومون شئنا أم أبينا بتكنولوجيا الغرب التي تتحكم بالكون والناس، لافتًا إلى أن مجتمع الحداثة أسير ثقافة مادية جامحة، تترافق مع صعود المجتمع الاستهلاكي وتدني أنظمة الحماية الاجتماعية. واعتبر أن الحرب الهمجية على غزة هي النموذج الصارخ لتهافت قيم الغرب، حيث تجنَّد مفكرون ومثقفون وإعلاميون ونافذون في السياسة والمال في حرب ضد شعب أعزل، فجاءت كالقشة التي قصمت ظهر بعير قيم الحداثة الغربية.

بدوره رأى البروفسور عتريسي أن الغرب دخل منذ عصر النهضة في سياسة اللا ثبات، بمعنى أنه ليس من الضرورة أن يكون هناك ثبات في العلاقات الاجتماعية والإنسانية. ولفت إلى أن التحولات فيه استبعدت أي تأثير للدين في حياة البشر مما انعكس على العلوم الإنسانية ونظريات علم النفس وعلم الاجتماع، حيث اعتبر الغربيون أن المعرفة هي المعرفة العقلية والتجربة والاختبارات الحسية فحسب، بمعنى أنهم استبعدوا الآلهة أو استبدلوها بآلهة أخرى، فأصبح العقل بالنسبة إليهم إلهًا، والعلم إلهًا، والفرد إلهًا، وحتى الرغبات إلهًا.

بعد ذلك، جرت مداخلات تلتها نقاشات بين المحاضرين والحضور.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى