حصارات العرفان الإسلامي في العراق

جعفر نجم نصر

نقصد بالحصارات القراءة من الخارج عبر إسقاط التصورات والمواقف الشخصية واستصحاب نماذج فكرية او قوالب جاهزة لقراءة التجارب العرفانية /الصوفية من دون الانتباه إلى قراءته من الداخل بوصفه نسق ذوقي متفرد.. ولقد اخترنا نماذج تحليلية لهذه الحصارات هي:

• حصارات مؤسسة الفقاهة:التي تدعي احتكار الحقيقة الدينية وترفض الخط العرفاني في العراق ..ويأثمون كل من يقرأ كتب العرفان او يقوم بتدريسه ودائما يهاجمون الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي ..ابرز مثال قريب الشيخ إسحاق الفياض..

2- حصارات التفكير الحداثوي(احمد القبانجي انموذجا): فهو يقدم منظورا للإسلام العرفاني بنسخة مزيفة مشوهة وماهي سوى استعارات عن الفكر الغربي الذي ينظر للنص الديني والتجربة النبوية بوصفهما تجربة بشرية ..وما هو في الحقيقة كذلك سوى فكر مجتر لافكار عبد الكريم سروش..

• حصارات القراءة الأيديولوجية (هادي العلوي انموذجا): وهو يستحضر النموذج الماركسي والقراءة الاشتراكية لاجل قراءة العرفان /الصوفي ..والأيديولوجيا على نقيض القراءة المعرفية للعرفان ..فهو يبحث عن الصراع السياسي مع السلطة والصراع الطبقي داخل المدونة العرفانية /الصوفية وهي قراءة ذاتية..
• حصارات التجديد الديني المبتسر (عبد الجبار الرفاعي انموذجا):وفكر الرفاعي مزيج غريب بين الأنسنة الغربية الحداثوية والمقاربة العرفانية /الصوفية الاختزالية (المنتقاة)..واندفاعات علم الكلام الجديد بنسخته الإيرانية ذات البرهنة الافتراضية !!؟..وهو يهاجم مركزية الشيخ الصوفي المرشد ومركزية التجربة العرفانية التي يقول انه اي واحد يصل اليها ويكرر نقد سلوك المتصوفة عموما..وهو لايفرق بين الإسلام العرفاني /الصوفي التأسيسي والإسلام الطرقي (الطرق الصوفية )الذي ننقده كذلك ..ولايحدد خطوات الوصول إلى التجربة الروحية المتفردة كانما هي عملية ضغط على زر يصبح الفرد عارفا وروحانيا..

هذا موجز عام لما طرح في ندوة بيت الحكمة حول (الاتجاهات الإسلامية في الفكر العراقي المعاصر )…وأخيراً شكري وامتناني لصديقنا العزيز دكتور رائد جبار على الدعوة الكريمة وعلى إدارة الجلسة .