أعلام وأقطاب

القطب أبو مدين الغوث

القطب أبو مدين الغوث

 

هو أبو مدين شعيب بن الحسين الأندلسي الأنصاري، ولد ببجاية وبها نشأ، أصله من قطنيانة وهي قرية قريبة من أشبيلية، توفي بتلمسان، ودفن بجبل العباد) سنة (594 هـ/ 1197م ).

تلقى أبو مدين تعليمه في الأندلس، ثم عبر البحر إلى المغرب و درس في سبتة وفاس ومراكش، سافر إلى المشرق وأدى فريضة الحج ثم عاد إلى المغرب.

كان إماماً للُعبّاد والزُهّاد والخلفاء، وصفه المقري بــ: شيخ المشايخ، وسيد العارفين، وقدوة السائلين، من أعلام العلماء وحفاظ الحديث، خصوصاً حفظ جامع الترمذي.

 

شيوخه:

– أبو يعزى: اشهر شيوخه ابو يعزى ت 572 هـ/1176م ، المدفون في قرية (تاغيا) بجبل ايرخان في مكناس، و قد أقام مدرسة خاصة بهذه الجهة، وكان المريدون يأتون إليه من جميع أنحاء المغرب والأندلس.

– أبو الحسن بن حرزهم ت 596 هـ/1199م ، الذي لازمه وأخذ عنه الرعاية للمحاسبة،

– وأخذ كتاب السنن للترمذي على أبي الحسن بن غالب القرشي. المتوفى 570 هـ/1174م، وهو من أهل كتامة ودفن فيها.

– أبو عبد الله الدقاق: هو من كبار أهل التصوص وقد أخذ أبو مدين الطريقة على يديه، حيث قيل أنه أول من أخذ عنه التصوف عن أبي مدين.

– أبو الحسن السلاوي: الذي أخذ عنه التصوف ايضا.

– أبو الحسن ابن الصباغ: الذي أخذ عنه العلوم الشرعية.

– الشيخ عبد القادر الجيلي: الذي قرأ عليه في الحرم الشريف كثيراً من الحديث وألبسهُ خرقة التصوف وأودعهُ كثيراً من أسراره، ومن ذلك كان أبا مدين يفتخر بصحبته ويعده أفضل مشايخه الأكابر.

 

تلامذته

كان لأبي مدين ألف تلميذ حسب رواية أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري.وعلى يد كل واحد منهم كرامة، وأكد ابن الزيات، أن الذين استفادوا من أبي مدين كانوا أكثر من ألف تلميذ، وذكره ابن عربي في روح القدس، وترجم الغندلاوي هم الأنصاري الخزرجي وكان معظم المترجم لهم من هذه الكتب من أصحاب أبي مدين، وهذا يدلي عندهم على التلمذة، تلامذته إلى مدين ويدل على دوره في نشر العلم والطريقة.

أشهر تلاميذه عبد الرحيم القناوي ت592 هـ وهو من أصحاب أبي مدين.

ومن تلامذته ابن عربي، يقول ابن عربي بأنه اجتمع به، وكان يتمنى ذلك، حيث قال أبو مدين عن هذا كما ورد في روح القدس على لسان أبي عمران السيد راني الذي جاء حاملاً رسالة من أبي مدين لابن عربي: أما الاجتماع فقد صح بيني وبينك وثبت وأما الاجتماع بالأجسام في هذه الدار فقد أبى الله ذلك فسكن خاطرك، والموعد بيني وبينك عند الله في مستقر رحمته.

محمد بن ابراهيم الأنصاري: من كبار تلاميذ أبي مدين وأكثر عنه الرواية، وكان يحضر مجالس أبي مدين ببجاية.

أبو الحسن الششتري: تتلمذ على يديه ببجاية، وكان يحضر حلقات المدينية؛ ولذلك سمي بــ : بالمدين. ونسُبت بعض موشحات أبي مدين اليه لشدة تأثره.

ومن تلاميذه: أبو محمد صالح، وجعفر بن عبد الله بن محمد بن بونة صاحب الطريقة البنية ومؤسسها، وهو من أهل شرق الأندلس ت642 هـ/ 1244م.

ومن تلامذته ايضاًً ابو محمد عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي، حيث أخذ عنه، ذكره ابن الطواح، وجدت بينهما مكاتبات ومراسلات.

ومنهم: أبو الصبر السبتي الذي استُشهد في معركة العقاب سنة 609 هـ/1212م ، ترجم له ابن الزيات وأبو الصبر من كبار مشايخ عصره.

ومن تلامذة أبي مدين محمد بن محمد القرشي المقري، وهو جد مؤلف: (نفح الطيب).

وكذلك أبو علي حسن بن محمد الغافقي الصواف، صحب أبا مدين نحو ثلاثين سنة، وردت إليه الإشارة عدة مرات عند ابن الزيات في التشوف.

ومن تلامذته أيضاً يوسف بن خلف الكومي المتوفى سنة 576 هـ/1180م ، وكان ابن عربي قد التقى به في اشبيليه، وأفتى عليه وقال أنه زاهد كبير ملامتي.

وكانت أغلبية المصادر التي ترجمت لأبي مدين، قد ذكرت واكدت أن له ألف تلميذ على يد كل منهم كرامة.

 

ترحاله

كان ابو مدين في بداية حياته في الأندلس، وقد عاش يتيماً، ونقلاً عن ثقات ذكر ابن الزيات أنه قال: (… كنت بالأندلس يتيماً فجعلني أخوتي راعياً لمواشيهم، فإذا رأيت من نصلي أو من يقرأ القرآن أعجبني ودنوت منه… فقويت عزيمتي على القرار لأتعلم القراءة والصلاة).

عَبَر طنجة وذهب إلى سبتة وعمل أجيراً لبعض الصيادين، وذهب إلى مراكش، ثم رحل إلى فاس، وأقام بها ولزم جامعها. حضر حلقات الدروس التي كانت تعقد من قبل شيوخه فيما بعد كابن حرزهم، وابن غالب، وأبي عبد الله الدقاق.وأبي الحسن السلوي.

كما تنقل أبو مدين في مدن الأندلس في حياته الأولى، مثل اشبيليه، وشريش والجزيرة الخضراء، ثم عاد إلى سبتة وتزوج فيها. وجد بها زاويته، وألف بها بعض كتبه.

كما استوطن قديماً مدينة فاس، وانتقل إلى تلمسان، و استقر في بجاية وفيها كان يعقد حلقات التدريس، ويدرس العلم ويربي المريدين.

ولابي مدين رحلة إلى الحج، وكان ابو جعفر بن سيد بونة قد التقى بأبي مدين، عند رحلته إلى المشرق لأداء فريضة الحج.

 

الطريقة المدينية

نسبة إلى ابي مدين، وكانت مشهورة ببجاية وطارَ صيتها إلى بلاد اليمن، وإليه ينتسب بعض شيوخ اليمن. ومنهم من ينتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.

كان الشيخ أبو مدين لسان حال هذه الطريقة ومحييها ببلاد المغرب، وذكر الكومي احد أشهر تلاميذ أبو مدين، وشيخ أبي عربي في ترجمته (في كتاب روح القدس) إشارة الوافدين مثل موسى القوي للسفينة، كان كثير الأوراد، يخفي صدقته، يكرم الفقير، ويذل الغني، كان كبير الهمة، الغالب عليه الملامتيه.

وكان الوفدين قد سلك الملاحقية مقتدياً بشيخه ابن حرزهم الذي يقول عنه ان كان ساكن في التصوف سبيل أهل الملامتيه.

وكان أبو مدين يقول: كرامات الأولياء نتائج معجزاته صلى عليه وسلم، وطريقتنا هذه أخذناها عن أبي يعزي بسنده إلى الجنيد بسنده إلى الحسن البصري.

ولأبي مدين تأثيراً بالغ في أهل زمانه لتمتعه بالكرامات والمعجزات. فانتفع به خلق كثير كما كان له اتباعَ بمصر، فتلميذه عبد الرحيم القاني أقام بمصر وبها توفي.

وكان ابو مدين قد خاض في الأجوال بحاراً، ونال من المعارف أسراراً، وخصوصاً مقام التوكل لا يشق فيه غباره، ولا تجهل آثاره وكان مبسوطاً بالعلم، مقبوضاً بالمرافقة، كثير الالتفات بقلبه إلى الله تعالى حتى ختم له الله بذلك.

وأكد أبو مدين حيث قال:(الملتفت إلى الكرامات كعابد الأوثان، فإنه يصلي ليرى كرامة).

ان طريقة أبي مدين انتشرت في أنحاء الأندلس بفضل الطريقة البونية، التي تفرعت عنها على يد مؤسسها تلميذه أبي جعفر ابن سيد بونة الخزاعي، التي كانت لها اتباع كثر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى