شارع الأشراف مجمع حرَّاس القاهرة الفاطمية
آيات الحبال
«اللى ميقدرش يحج ييجى يزور أولياء الله الصالحين كأنه سافر زار بيت الله»، «زيارة آل البيت تشفى العليل وتروى عطش المشتاقين لزيارة النبى عليه أفضل الصلاة والسلام».. عبارات تسمعها من مريدى شارع الأشراف شارع آل البيت بحى الخليفة، الذكر، والنذور، والحضرة، الموالد جميعها مشاهد لا تنقطع ارتبطت في الأذهان بالطقوس الصوفية.
شارع الأشراف يقع بحى الخليفة بجوار مسجد السيدة نفيسة، ويطلق عليه البعض «بقيع مصر» لأن به مقامات ومشاهد كثيرة لآل البيت، على مدخل الشارع يقع ضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون، يعود إلى العصر المملوكي ومسجل لدى وزارة الآثار تحت رقم 275، يعود تاريخ هذا الضريح إلى القرن الثالث عشر ومدفون به واحد من أهم مماليك الدولة المملوكية في مصر إلا أنه يعاني من الإهمال وتراكم القمامة، ومياه الصرف الصحي.
يليه مقام فاطمة خاتون أو «أم الصالح» الذي يعود إلى عصر المماليك البحرية بالقرن الثالث عشر أيضاً وبحسب ما كتب عنها فى كتاب المقريزي أن فاطمة خاتون هي زوجة والد الأشرف الخليل ابن قلاوون وهو المنصور ابن قلاوون ومسجل لدى وزارة الآثار برقم 274، وكان هذا الضريح في الأصل جزءاً من مدرسة أنشأها الملك المنصور قلاوون ملحقاً بالضريح مئذنة مميزة تعاني من تصدعات كبيرة بسبب المياه الجوفية والقمامة وكل صلته بالآثار مجرد لافتة وضعتها الآثار عليه فقط.
مسجد ومقام السيدة رقية
أما المقامات في شارع الأشراف فتبدأ بمقام «ابن سيرين»، صاحب كتاب تفاسير الأحلام «سيدى عبدالغنى عبدالله البلاسى» ويرجع نسبه إلى آل البيت. أما لقب ابن سيرين فجاء نتيجة حبه الشديد لأمه السيدة «سيرين» أخت مارية القبطية زوجة الرسول (ص) وأبوه حسان بن ثابت شاعر الرسول.
ومقام سيدي «علي الجعفري» رضى الله عنه، وهو ابن جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا سيدنا الحسين، وبهذا يرجع نسبه إلى بيت علي بن أبى طالب وشقيق السيدة عائشة التي يوجد مسجدها بالميدان. ومقام السيدة «عاتكة»، رضي الله عنها، وهى بنت عمرو بن نفيل القرشي.
يعود شارع الأشراف إلى العصر المملوكي فالبنايات القصيرة والمصحوبة بالنقوش الإسلامية والمشربيات، كما تنتشر على جانبيه ورش أثاث الأرابيسك. وقال رضا حامد أحد السكان إن زيارات المريدين والحضرات وجلسات الذكر لا تنقطع عن الشارع وتزداد مع الموالد ولكن هناك إهمال تام من الوزارة للآثار التي تتولى أعمال ترميم المقام «إحنا اللى بنهتم بالشارع وبس وكله بالمجهود الذاتي فالمقام كان مبنياً بالطوب الصخري ومنذ خمسين سنة فى جزء وقع ووضع بالطوب الأحمر».
مسجد ومقام السيدة رقية بنت الإمام على الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين رضى الله عنهم. واحد من أهم مقامات ومشاهد شارع الأشراف، فهو مقام حفيدة الإمام الحسين رضى الله عنه لم تتأكد بأنها دفنت في الضريح بل لتعلق المصريين بآل البيت حرصوا على بناء مقامات ومشاهد لتشير إلى أماكن سكنوها فى القاهرة.
يلى مقام السيدة رقية مقاما السيدة عاتكة وسيدي على الجعفري، يخضع للترميم، انتهت على وضع لافتة بتاريخ المشهد والمئات من السراميك ومعدات الترميم فى أحد جانبي المشهد المقسم إلى مشهد ومسجد في آن واحد.
تنشط الزيارات للمشهد وباقي أضرحة ومقامات شارع الأشراف في فصل الصيف وبالتزامن مع موالد آل البيت مثل مولد السيدة نفيسة والسيدة عائشة والحسين، ويحرص الكثير من محبى آل البيت من الأجانب على الحضور لزيارة الأضرحة خاصة في فصل الصيف وهذا بحسب ما قاله حسن رحماني أحد السكان بجوار مشهد السيدة رقية، وأكد أن هناك الكثير من الأجانب الذين يحرصون على زيارة آل البيت بشكل منتظم.
على بعد أمتار قليلة يقع مسجد ومقام السيدة سكينة بنت الإمام الحسين جدها الرسول واسمها الحقيقى آمنة ولدت ٤٧ هجرية ولقبت بسكينة لأنه يغلب عليها حالة هدوء وسكينة. جاءت إلى مصر بعد موقعة كربلاء مع السيدة زينب وفاطمة النبوية وسكنّ في درب السباع «شارع الأشراف» وكان عمرها ١٣ سنة،. وقال سليمان محمود مراد إمام مسجد السيدة سكينة إنه لم يثبت أنها مدفونة في المقام أم لا، ولكن هذا لا يمثل أي مشكلة للمحبين، فمحبو آل البيت تعلقهم بآل البيت فقط سواء كانوا صوفية أم غير ذلك، فالجميع يأتي للزيارة ونيل البركة وممارسة الطقوس الصوفية الحميدة، وأغلب الزوار على الفطرة ويقصدون المقام للتبرك.
_____________________
*نقلًا عن صحيفة” المصري اليوم”.
