أعلام وأقطاب

من أعلام التصوُّف المغربي: محمد بن سليمان الجزولي

حسن جلاب

من أعلام التصوُّف المغربي: محمد بن سليمان الجزولي

حسن جلاب

تقديم :
هناك شخصيات علمية مغربية بارزة، طبقت شهرتها الآفاق، وذاع صيتها في المغرب والمشرق كالقاضي عياض والشاذلي، والجزولي… وغيرهم. ومن المقرر المعروف أن كتبا مغربية قد أدركت من الشهرة والذيوع في أرجاء العالم الإسلامي ما لم يدركه غيرها : مثل الشفا، وترتيب المدارك، ودلائل الخيرات…
واعتبارا لمكانة الجزولي في التصوف المغربي والإسلامي، ولأهمية كتابه “الدلائل” وآرائه ورسائله في التصوف، فإنني آمل تخصيص بعض المقالات لهذه الشخصية العلمية الفذة، للكشف عن هذا المكانة والتعريف به وبخصوصيات طريقته، وكتابته الصوفية، وتحليل بعض أذكاره وتصلياته، وعلى رأسها “دلائل الخيرات”.
وسأفتتح هذه المقالة بربط الجزولي وطريقته بشبكات الطرق والطوائف المعروفة قبله، والتي سيتخذها أرضية لتأسيس طريقته الخاصة : أي الطريقة الجزولية.

الطوائف الصوفية وأسانيدها :
حدد ميشو بيلير Michaux Bellaires المراحل التي مرت بها الطوائف الصوفية بالمغرب في ثلاث:
1) من الجنيد إلى الشاذلي.
2) ومن الشاذلي إلى الجزولي.
3) وما بعد الجزولي.
وكان أكثر دقة عندما جعل هذا التصوف ممثلا في ثلاث مدارس :
1) مدرسة الجنيد، يتبعها الشيعيون والأمغاريون.
2) مدرسة الغزالي، يتبعها الماجريون والحاحيون والأغماتيون والحنصالون.
3) مدرسة الشاذلي، وهي التي سيمثلها الجزولي وزروق وأتباعهما1.
وقد تبع الأستاذ علال الفاسي هذا التقسيم، مع تعديل بسط عندما جعل المراحل أربعة2 :
1) من الجنيد والبسطامي إلى عهد أبي مدين والجيلاني.
2) من الجنيد إلى الشاذلي
3) من الشاذلي إلى الجزولي.
4) ما بعد الجزولي.
وتتفق هذه التقسيمات على وجود شخصيات مهمة وجهت التصوف وتركت آثارها عليه، وأهمها : الجنيد، الجيلاني الغزالي، أبو مدين، ابن مشيش، والشاذلي .
ومع كثرة الطرق وتعددها – فكما قيل الطرق إلى الله عدد أنفاس الخلائق – فإنها متأثرة عموما بتصوف هؤلاء الأعلام. ومع صعوبة تحديد المراحل بدقة، والفصل بينها لما تتميز به مصادر التصوف المغربي من غنى وتداخل وتنوع. سنحاول التعريف بهذه الطرق وأسانيدها التي ستوصلنا إلى الطريقة الجزولية.

الجنيد ومدرسته :
بنيت طريقة أبي القاسم الجنيد بن محمد الزجاج (المتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين للهجرة) على متابعة السنة، ومراقبة الباطن، واختيار الصحو دون السكر، ورياضة النفس بالخلوة. وشروطها كما وضعها الجنيد ثمانية : دوام الوضوء – الخلوة – نية الاختلاء – المداومة على الذكر – دوام الصوم – ترك الخاطر – دوام ربط القلب بالشيخ – دوام الرضا بقضاء الله وترك الاعتراض على الله وعلى الشيخ3.
وهناك عدة أسانيد تربط الجنيد بالرسول (صلع) عن طريق كبار الصحابة : أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الله بن مسعود… وقد أورد صاحب كتاب “المواهب القدسية” ستة أسانيد، نكتفي بذكر أشهرها وأكثرها تداولا :
– الجنيد.
– عن خاله السري السقطي.
– عن معروف الكرخي.
– عن داوود الطائي.
– (غير واضح)
– عن الحسن البصري.
– عن علي بن أبي طالب.
– عن الرسول (صلع)4.
وتتجمع أسانيد الطرق الصوفية المغربية عند الجنيد للتفرع بعد ذلك، إذ لا نكاد نجد طريقة لا تتصل بها إلا نادرا، وحتى في هذه الحالة غالبا ما تتوفر هذه الطريقة على سند ثان يوصلها إلى الجنيد5.
وتفسر هذه الظاهرة بحرص الطرق على أن تكون سائرة على نهج السنة المحمدية لشهرة الجنيد بذلك.

من الجنيد إلى ابن مدين :
من الصعب الإحاطة بأسماء كل الذين أخذوا عن الجنيد وأسانيدهم لذلك نركز الحديث على ما يهمنا من هؤلاء. وهم الذين ترتفع أسانيدهم إلى أبي مدين عبر شخصيات كان لها أكبر الأثر في التصوف، وهي : ابن حرزهم والجيلاني وأبو يعزى.
أما السند الأول، فقد أخذ علي بن إسماعيل بن حرزهم رأس المدينة الغزالية بالمغرب :
– عن عمه صالح بن حرزهم (وأبي بكر بن العربي).
– عن الإمام الغزالي.
– عن أبي المعالي إمام الحرمين.
– عن أبي طاهر المكي.
– عن الجنيد6.
أما السند الثاني، أخذ عبد القادر الجيلاني رائد الطريقة القادرية :
– عن أبي سعيد مبارك المخزومي.
– عن أبي القاسم القرشي.
– عن أبي الفرج محمد التميمي.
– عن أبي بكر الشبلي.
– عن الجنيد7.
ويصل صاحب “المواهب القدسية” الجيلاني بالجنيد بالسند التالي :
– عن أبي الحسن العكاري.
– عن أبي الفرح الطرطوشي.
– عن أبي الفضل الهندي.
– عن أبي بكر الشبلي.
– عن الجنيد8.
أما السند الثالث، فقد أخذ أبو يعزى يلنور (المتوفى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة هجرية) :
– عن أبي شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي (مؤسس الطريقة الشعيبية).
– عن أبي بنور عبد الله الدكالي الأغماتي.
– عن أبي الفضل عبد الله الجوهري.
– عن أبي بكر الدينوري.
– عن أبي الحسين بن محمد النوري.
– عن الجنيد9.
ويشبه أبو مدين الجنيد في انتهاء أسانيد عصره إليه لكثرة تنقله واتصاله بالشيوخ، ثم تفرعها عنه بعد ذلك عن طريقة تلامذته ومريديه وأبو مدين الغوث هو شعيب بن حسين الأنصاري التلمساني (المتوفى سنة أربع وتسعين وخمسمائة للهجرة) تحدث عنه ابن قنفد طويلا، وذكر شيوخه وتلامذته وطريقته، ونسبه إلى إشبيية10، في حين ينسبه آخرون إلى بجاية أو سبتة11.
أخذ عن عبد القادر الجيلاني بمكة، ودخل المغرب فمر بطنجة وسبتة واستقر بفاس للدراسة، ودرس بها على أبي الحسن علي بن حرزهم “رعاية المحاسبي” وأخذ عنه طريقة الغزالي، وقد كان معجبا به وبمؤلفاته التي قال عنها : “طالعت كتب التذكير فما رأيت كالإحياء للغزالي”12.
وأخذ بفاس كذلك على أبي عبد الله الدقاق13، وأبي الحسن علي بن غالب، وكان بعد انتهاء الدروس يلجأ إلى خلوة خارج المدينة14، كما كان كثير الاتصال بأبي يعزى، وأخذ عنه، وله معه أخبار ونوادر15.
وفي التشوف أن أبا مدين كان معجبا به إلى أقصى الحدود16. قيل أنه لم يمت حتى أدرك القطبانية17.
وقد انتهى به المطاف في بجاية، ومنها استدعاه المنصور الموحدي خلال الفترة التي اهتم فيها بالتصوف وتقريب الصوفية، وتوفي وهو في الطريق إليه، فدفن بالعباد (قرب تلمسان)18.
وتتفرع الأسانيد عن أبي مدين نظرا لكثرة تلامذته، فقد جاء في التشوف عن محمد بن إبراهيم الأنصاري أن أبا مدين خرج ألف تلميذ ظهرت على يد كل واحد منهم كرامة19، لذلك يقال له شيخ مشايخ الإسلام، و”أما العباد والزهاد”20. وقد ذكر ابن قنفد طائفة منهم21. أسس بعضهم طرقا في الأندلس والمغرب.

من أبي مدين إلى الشاذلي :
يصل أبو مدين طرق : الغزالي – الجيلاني – أبي يعزى – الجندية بالشاذلية، بواسطة سندين مشهورين :
السند الأول :
عن طريق تلميذه أبي أحمد بن سيد بونة.
– عن عبد الرحمن المدني الزيات.
– عن عبد السلام بن مشيش.
– عن أبي الحسن الشاذلي. (تسمى عند الناصريين بسلسلة العلماء)22.
السند الثاني :
– عن تقي الدين الفقير.
– عن عبد الرحمن المدني الزيات.
– عن عبد السلام بن مشيش.
– عن أبي الحسن الشاذلي23.
وأهمية هذا السند تأتي من كونه منطلق سند مهم ومشهور بالشرق يصل الشاذلية بالرسول (صلع)، دون الاتصال بالجنيد، ويسمى “بسلسلة الأنوار، وسلسلة الذهب، وسلسلة العارفين، وطريقة الأقطاب” وأخذ به بعض المغاربة كذلك، يبدأ من :
– عن عبد الرحمن المدني الزيات.
– عن فخر الدين.
– عن تاج الدين.
– عن أبي محمد شمس الدين التركي (أو التركماني).
– عن زين الدين محمود الغزويني.
– هن إبراهيم البحري.
– عن أحد المرواني.
– عن سعيد بن سعد.
– عن فتح السعود.
– عن جابر بن عبد الله.
– عن الحسن.
– عن الرسول (صلع)24.
كما أنه لا يجب إغفال دور عبد السلام بن مشيش في تطعيم طرق صوفية مغربية، فبعد نشأته في قبائل بن عروس شمال المغرب في أحضان أسرة إدريسية، رحل إلى المشرق حيث قضى زهاء عشرين سنة، وهناك لقي عددا من الشيوخ وعلى رأسهم شيخه عبد الرحمن المدني الزيات، رأس “سلسلة الأنوار” السابقة الذكر. وبعدها عاد إلى موطنه للتدريس والعبادة. وكان مقتله بين سنتي اثنتين وعشرين وستمائة وخمس وعشرين وستمائة للهجرة25 .
وبالإضافة إلى أبي الحسن الشاذلي يعتبر أبو محمد صالح بن سعيد ابن ينصارن الماجري من أخص تلامذته ابن مشيش. وهناك من جعله يأخذ مباشرة عن أبي مدين.
– عن علي بن حرزهم.
– عن أبي بكر بن العربي.
– عن الغزالي…
يرجع نسبه إلى بني ماجر من بني أمية خاصة، وعاش بين خمسين وخمسمائة وواحد وثلاثين وستمائة للهجرة26.
رحل إلى المشرق وقضى به عشرين سنة، وهناك درس على عض تلامذة أبي مدين، وهو مؤسس الطائفة الماجرية بآسفي. وتسمى كذلك الطائفة الدكالية، وطائفة الحجاج27. وكان لهم أتباع في المشرق والأندلس والمغرب. وطريقته سنية تقوم على محاربة البدع، لها شارات.
دافع عنها حفيده أحمد بن إبراهيم، ردا على منتقديها28.
وتتلخص هذه الشارات فيما يلي :
– الحج ووجوبه للتوبة.
– حلق الرأس واللحية رجاء التوبة.
– لبش الشاشية.
– لزوم العصا.
– الركوة.
– تلاوة الأذكار29.
وتصدت هذه الطائفة لمواجهة الأجنبي الدخيل، وهي المهمة التي ستتميز بها فيما بعد الطائفة الجزوليـة30.
وهناك طرق تابعة لطائفة أبي محمد صالح آخذة بشاراتها وتعاليمها وهي :

1) الطريقة الحاحية :
أسسها أبو زكريا يحيى بن أبي عمر عبد العزيز ابن عبد الله بن يحيى الحاحي دفين تيغزا (المتوفى في أواخر القرن السابع الهجري) تعدى صيته المغرب إلى تونس31، وكان له أتباع بسلا32، وتشنباشت حوز مراكش33، وبجبل درن.
وأغلب مريديه من أهل البوادي، فبالغوا في تعظيمه وتقليده في حد جعل الفقهاء يحملون عليهم وعلى الطريقة، ويعتبرونهم من الفرق الضالة34.

2) الطريقة الأغماتية الهزميرية :
قال ابن قنفد عن الهزميريين وهم طائفة الشيخ الولي الشهير أبي زيد عبد الرحمن الهزميري، ولهم أخوة محدثة بطائفة أبي زكريا وسائر الطوائف لهم أخوة بطائفة أبي محمد صالح35.
مؤسس الطريقة هو محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الهزميري، نشأ في بيئة أغمات المتدينة، ودرس على علمائها، وكان لها ككل أتباع أبي مدين صالح ولع خاص بكتب الغزالي التي انكب بنفسه على دراستها فشارك والده في تربية النشء وتعليمه، وانتهت إليه بعده الرياسة في علوم الطريق.
بعد وفاته سنة ثمان وسبعين للهجرة، حل محله أخوه أبو زيد عبد الرحمن الهزميري، وممن صحبه وتتلمذ عليه :
– أبو عبد الله محمد بن تيجلات المراكشي مؤلف كتاب “إثمد العينين” الذي تحدث فيه عن الهزميريين وطائفتهما وأتباعهما.
– أبو العباس أحمد بن البناء المراكشي العددي.
– محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي المراكشي36.
وتعاليم الهزميري هي مزيج مما في كتب الغزالي، ورائية الشريشي ومذهب الملامتية. ويشترطون الشيخ في طريق التصوف، ولابد أن يتصف بالعلم والعمل والورع والزهد والتواضع والمعرفة بالله ودوام الذكر.
وعلاماته الورع والإنصاف والتواضع ومداواة نفسه قبل غيره.
أما المريد فيشترط فيه التلطف والتأدب مع شيخه، وعدم إنكاره أحواله والاعتراض عليه، مع دوام الانتباه من الغفلة، والتبري من الخطوات المذمومة والتدرج في أحوال محددة، إلى أن يؤذن بتلاوة الأذكار.
ومن شروطها كذلك الخلوة لمدة معيينة، وجواز السماع، وملخص أصول الطريقة :
– اجتناب المحارم.
– أداء الفرائض.
– ترك الدنيا لأهلها مالا وجاها.
– الصدق.
– الإخلاص37.
انتشرت هذه الطريقة خارج أغمات فبلغت قبائل هزرجة وهيلانة ودرعة وانتقلت إلى مراكش على يد أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي المعروف بابن البناء العددي (654-721 هـ).
3) الطريقة الحنصالية :
أسسها سعيد أحنصال تلميذ أبي محمد صالح ودفين دادس، ورغم دورها في نشر العلم واللغة العربية بمناطق القبلة38، لم تعطنا المصادر القديمة تفاصيل عنها وعن شاراتها وأتباعها وبعد قرون من الخمول ستعود إلى الظهور في آخر القرن الحادي عشر الهجري على يد أبي عثمان سعيد بن يوسف الحنصالي39.

من الشاذلي إلى الجزولي :
ليس في نيتنا التعرض إلى الطريقة الشاذلية بتفصيل، فهذا لا يسمح به المجال، ولكن هدفنا تقديم الخطوط الرئيسية لها مع التركيز على الأسانيد الرابطة بين الشاذلي والجزولي.
والشاذلي هو أبو الحسن علي بن جبار المغربي دفين صعيد مصر (المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة)، فقد قضى أغلب مراحل حياته في الرحلة بين مصر والحجاز وبلدان المشرق آخذا عن العلماء والصوفية بها إلا أن أشهر شيوخه هما عبد السلام بن مشيش، ومحمد بن علي بن حرزهم، لهذا اشتهرت طريقته أول الأمر بالمشرق والأندلس قبل أن ينقلها تلامذته المغاربة إلى المغرب40.
واعتنى بها الناس في مختلف العصور، وبالغوا في تقديرها وتعظيمها حتى أننا كثيرا ما نسمع عند المصنفين أمثال محمد المهدي الفاسي مثل هذه الأقوال : “لو حلف حالف أن ما عليه أهل الطريقة الشاذلية هو الذي كانت منطوية عليه صدور الصحابة رضي الله عن جميعهم لبر في يمينه”. وقيل أن الطريقة الشاذلية نسخت سائر الطرق، كما نسخت الملة المحمدية سائر الملل41.
وبنى الشاذلي طريقته على المواظبة على الذكر والصلاة على النبي، ولم يشترط الشيخ إذ بوسع السالك أن يصل إلى القطبانية بلا وساطة كما أنه لم يشترط اتخاذ رباط أو زاوية.
وعرفت تغييرا على يد تلامذته، ولخص ابن الخطيب مبادئ الشاذلية في عبارة “لا إله إلا الله” وجعل السالكين تسعة أصناف تبدأ من أفراد الكلمة باللسان وتنتهي بمرتبة الفناء أي التوحيد وإسقاط التدبير مع الحـق42.
وقد أحصى جورج دراك G. Drague تسع عشرة طريقة متفرعة عن الشاذلية في الغرب العربي43 وأشهرها الطريقة الجزولية والطريقة الزروقية، خصص لهما محمد المهدي الفاسي مؤلفه “تحفة أهل الصديقية بأسانيد الطائفة الجزولية الزروقية” تحدث فيه عن مبادئهما وطبقاتهما، وأتباع كل طبقة44.
وتكاد كل كتب الطبقات والسلسلات تتفق على اتصال الطريقة الجزولية بالشاذلي حسب السند التالي :
– فقد أخذ محمد بن سليمان الجزولي.
–  عن أبي عبد الله محمد أمغار (من رباط تيط)
– عن سعيد الهرتناني (من رباط هرتنانة)45.
– عن أبي زيد عبد الرحمن الرجراجي.
– عن أبي الفضل الهندي.
– عن أحمد عنوس البدوي.
– عن أحمد القرافي.
– عن أبي عبد الله محمد المغربي.
– عن أبي الحسن الشاذلي46.
وقد نظم بعض العلماء هذا السند تسهيلا لحفظه47.

الجزولي وما بعده :
يعد الجزولي معلمة من معالم التصوف المغربي الإسلامي. فإليه انتهت الطريقة الشاذلية، وعنه تتفرع جملة من الطرق التي يكثر اتباعها في كافة أنحاء العالم الإسلامي : كالطريقة التباعية، والغزوانية، والفلاحية، والبكرية، والعيساوية، والشرقاوية، والبوعمروية…
واشتهر الجزولي، كذلك بأحزابه وأوراده وأذكاره، وعلى رأسها “دلائل الخيرات” والتي ظلت محل رعاية وعناية في مختلف العصور. هذا بالإضافة إلى إسهامه في المجالات التربوية والاجتماعية والسياسية، وسعيه نحو إصلاح مجتمعه وتوجيهه. هذا ما جعلنا نخصص له هذه المقالات. وسنتناول كل هذه الجوانب إن شاء الله.

 

المراجع:

1  الطوائف الدينية بالمغرب : 1927 : Archives marocaines Vol XXVII conféries religieuses au Maroc.
2  التصوف الإسلامي في المغرب، علال الفاسي المحاضرات الثقافية 1/1969 ص 44 وزارة الثقافة، الرباط.
3  الطرق الصوفية، مخطوط الخزانة العامة ضمن مجموع رقم 637 ك من ص 90 إلى 135.
4  انظر باقي الأسانيد في “المواهب القدسية” لمحمد ابن العباس الجزولي السوسي مخطوط الخزانة العامة بالرباط رقم 97 ج، ص 399-400
5  نموذج طريقة أبي عمرو القسطلي، أنظر السندين معا في مثن المعرفة في سيرة غوث المتصوفة للحلفاوي، مخطوطة خزانة ابن يوسف بمراكش رقم 171 ص 45-46.
6  أنس الفقير، تحقيق محمد الفاسي وأدولف مور، ط الرباط 1965 ص 93.
7  Esquisse d histoire religieuse du Maroc : Annexe
8  المواهب القدسية 399-400
9  المواهب القدسية و Esquisse d histoire religieuse du Maroc : Annexe
10  خصص له ولأصحابه أنس الفقير ص 11
11  Les conféries religieuses au Maroc p 46
12  التشوف إلى رجال التصوف لابن الزيات الطبعة الأولى 195.
13  أنس الفقير ص 27، ومقاله ألفريد بيل Algréd Bel. Abou median et son maître Eddaqaq à Fés, Mélange R. Basser T.1 Paris 1923 p 31-68.
14  أنس الفقير 16-26.
15  أنس الفقير 15-31-36.
16  التشوف 195.
17  أنس الفقير 16.
18  حكى ابن قنفد تفاصيل رحلته من بجاية إلى العباد حيث دفن، انظر أنس الفقير 102-103.
19  التشوف 322 وأنس الفقير 16.
20  أنس الفقير 16.
21  أنس الفقير 36 وما بعدها.
22  فهرست ابن ناصر ص 162، والواهب القدسية 410-411.
23  الروض الزاهر في التعريف بالشيخ ابن حسين واتباع السادات الأكابر لمحمد الدرعي ص 231-232 مخطوط الخزانة الحسنية رقم 3443 ز.
24  المواهب القدسية 408-409 وسلسلة الأنوار في طريقة السادات الصوفية الأخيار لأحمد بن محمد بن عطية السلاوي، مخطوط الخزانة العامة بالرباط رقم 2458، ص 31-32.
25  Les confréries religieuses 52-54.
26  المنهاج الواضح لأحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي محمد صالح ط مصر 1933 ص 123.
27  أنس الفقير 63-64.
28  انظر التفاصيل في المنهاج الواضح.
29  المنهاج الواضح ص 158-188.
30  Les confréries religieuses 50-51
كانت هناك فرقة من أصحابه في الأندلس للدفاع عنها ضد المسيحيين أنظر ورقات عن الحضارة المغربية على عهد بني مرين لمحمد المنوني ص 244.
31  من أتباعه التونسيين : أبو الربيع سليمان بن سالم النفوسي البربري، وصاحبه أبو حفص عمر بن بركات الكتاني، انظر معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان للدباغ، ط 1320 هـ ج/4 157.
32  من أتباعه السلاويين : أبو العباس أحمد بن عاشر، وأبو البقاء يعيش المصمودي، وأبو الحسن المغيلي، انظر السلسل العذب للحضرمي ص 158.
33  من أحواز مراكش، أصبح الآن من أملاك الزاوية المصلوحية.
Le Haouz de Marrakech P. Pasean T 2 Annexe.
34  أنس الفقير 64-65.
35  أنس الفقير 66.
36  ورقات عن الحضارة المغربية لمحمد المنوني 239.
37  أنظر تفاصيل الطريقة في إثمد العينين لابن تيجلات المراكشي مخطوطة الخزانة العامة بالرباط رقم 535 والحسنية 380.
38  السعادة الأبدية لابن المؤقت 3/71.
39  انظر الدراسة المفصلة لجورج دراك 182-163-……….Esquisse.
40  التيار الصوفي والمجتمع د. محمد مفتاح ص 162 مرقونة بخزانة كلية الآداب بالرباط.
41  ممتع الأسماع ط حجرية فاسية ص 4.
42  روضة التعريف 2/629 انظر بها الأصناف التسعة بتفصيل.
43  Esquisse d”histoire religieuse 277.
44  مخطوطة الخزانة العامة بالرباط رقم 26 ج.
45  المسالك والممالك الكبرى 86 و 153 وانظر كذلك :
Note sur les Ribats : G. Marcoirs Mélanges R. Basset T 2 1925 p. 410.
46  دوحة الناشر لابن عسكر 3-4  وسلسلة الأنوار لابن عطية 31-32 والمواهب القدسية 408-409 مع خطأ في اسم البدوي.
47  التشوف الصغير للصومعي مخطوط الخزانة العامة بالرباط 1103 هـ ص 75.

_____________________________

*نقلًا عن موقع مجلة “دعوة الحق” الصادرة عن وزارة الأوقاف في المملكة المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى