الدراسات والبحوث

النصُّ الصوفيُّ التفتازاني

د. أحمد عبد الحليم عطيَّة

النصُّ الصوفيُّ التفتازاني

د. أحمد عبد الحليم عطيَّة

    مقدِّمة:

جمع التفتازانيُّ نزعة روحيَّة صوفيَّة أخلاقيَّة نابعة من تبنِّيه الاتِّجاه السُّنِّيَّ في التصوُّف المرتبط بتصوُّر شامل للعلوم الإسلاميَّة الشرعيَّة إلى جانب البحث الدقيق العميق. وقد تجلَّت هذه النزعة في نفسه الراضية المطمئنَّة، وسلوكه الإسلاميِّ الذي التزم به في الحياة العامَّة، وكان تجسيداً للتصوُّف بجانبيه النظريِّ والعلميِّ، وعند الصوفيَّة هناك علاقة قويَّة بين هذين الجانبين؛ فقد  كان ورعاً زاهداً عابداً مطمئنِّاً، كما كان باحثاً فاحصاً محقِّقاً مدقِّقاً مثالاً ونموذجاً وواقعاً حيَّاً للخلق الإسلاميِّ([i]) محتذياً صورة الغزاليِّ في (المنقذ من الضلال)، ومؤكِّداً مثل القشيري صاحب (الرسالة) والطوسي صاحب (اللمع) وغيرهما: أنَّ الجانب المهمَّ من التصوُّف هو الخلق، وأنَّ هذا الجانب من الحياة الروحيَّة يمثِّل علم الأخلاق الإسلاميّْ.

يؤصِّل التفتازاني نصَّه الصوفيَّ داخل إطار هذا الاتِّجاه السُّنِّيِّ المعتدل المرتبط بالكتاب والسنَّة، والذي وجد في القرآن وحياة الرسول وسنَّته والصحابة والتابعين والزهَّاد والصوفيَّة الأوائل البداية

______________________

*مفكر وأستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة- جمهوريَّة مصر العربيَّة.

 

الحقيقيَّة للتصوُّف الإسلاميِّ، والتي عبَّر عنها بصدق الإمام الغزاليُّ حجَّة الإسلام، والتي تحدَّدت في التصوُّف العمليِّ التربويِّ لدى أصحاب الطُّرق، خصوصاً الشاذلي وتلاميذه.

ينطلق الأستاذ من هذه المرجعيَّة في بحثه للتيَّار المتفلسف من الصوفيَّة لدى ابن مسرَّة وابن عربي وابن سبعين. وهو يُعتبر من أهمِّ علماء التصوُّف الإسلاميِّ الذين حدَّدوا مجاله، ورتَّبوا موضوعاته، وكشفوا النقاب عن شخصيَّاته، وصاغوا الأُطُر النظريَّة له. وقد أبان عن تاريخه وأبعاده النظريَّة والعمليَّة، وعرف بالتجربة الصوفيَّة وخصائصها، وأوضح المنهج العلميَّ لدراستها، وظلَّ أكثر من خمسة وعشرين عاماً أهمَّ باحثي التصوُّف الإسلاميِّ، منذ وفاة أبي العلا عفيفي في أكتوبر 1966 ومحمد مصطفى حلمي في فبراير 1969، وحتى وفاته، وامتدَّ ذلك لدى تلاميذه.

قدَّم التفتازانيُّ العديد من الدراسات التاريخيَّة والسيكولوجيَّة والأبستمولوجيَّة في التصوُّف في مقدِّمتها ثالوثه الشهير: (ابن عطاء الله السكندري وتصوُّفه) 1955([ii])، و(ابن سبعين وفلسفته الصوفيَّة) 1961([iii])، و (المدخل إلى التصوُّف الإسلاميِّ) 1973([iv])، والتي تعدُّ في تخصُّصه أقرب إلى ثالوث كانط Kant الشهير: نقد العقل النظريِّ الخالص، ونقد العقل العمليِّ الخالص، ونقد ملكة الحكم، أي أنَّها تشمل مجالات التصوُّف الثلاثة: السُّنِّيَّ العمليَّ (ابن عطاء الله) ، الفلسفيَّ النظريَّ (ابن سبعين)، والتصوُّف العامَّ أو تاريخ التصوُّف الإسلاميِّ (المدخل). فقد غطَّت هذه الأبحاث الثلاثة بلغة هيغل الجدليَّة الموضوع الذي تأسَّس حوله نصُّه؛ وهو التصوُّف السُّنِّيُّ الشاذليُّ عند ابن عطاء الله ونقيضه الفلسفيُّ عند ابن سبعين، والمركَّب بينهما التصوُّف الإسلاميُّ بكلِّ اتجاهاته وتاريخه ومدارسه وأعلامه (المدخل إلى التصوُّف الإسلامي).

سوف نتناول في هذه القراءة النصَّ الصوفيَّ التفتازانيَّ: موضوعه ومنهجه، لغته وأسلوبه، مقدِّماته ونتائجه، وحججه وبراهينه، من خلال تحليل كتاباته المختلفة التي تكون مجمل هذا النص.

 

قضايا التصوُّف:

موضوع الفقرة الحالية قضايا التصوُّف: معناه وطبيعته وتعريفه ومراحله واتجاهاته وأُسُسه السيكولوجيَّة ونظريَّاته الأبستمولوجيَّة، التي نبدأها ببيان تعريف التفتازانيِّ للتصوُّف؛ الذي شغل به في مراحل متعاقبة من دراساته وفي أجزاء متعدِّدة من نصِّه.

أ ) يغلب التفسير النفسيُّ على تعريف مبكر قدَّمه التفتازانيُّ للتصوُّف، حيث يحدِّده بقوله: “هو صفاء النفس البشريَّة، وهو تربية روحيَّة، وفلسفة عمليَّة أساسها المعرفة بالله أوَّلاً وآخراً. والمتصوُّف هو ذلك الشخص الذي استطاع أن يروِّض نفسه ويقاوم شهواته ليتحرَّر من سلطان البدن وليصل إلى المعرفة اليقينيَّة لأسرار الكون وموجده”([v]). وفي دراسة تالية يجعل منه منهجاً كاملاً في الحياة يربط حياة الفرد بالمجتمع، حيث تبلور لديه تعريف خاصٌّ به يتَّضح في قوله: “والتصوُّف في رأينا منهج كامل في الحياة، والصوفيُّ المحقِّق هو الذي لا يرى تعارضاً بين حياته التعبُّديَّة وحياة المجتمع الذي عاش فيه، بل هو الذي يستعين بحياة التعبُّد على حياة المجتمع وما فيها من مشقَّة وكفاح. والتصوُّف بهذا الاعتبار يُعدُّ (فلسفة إيجابيَّة) تضفي على حياة الإنسان معنى سامياً”([vi]).

لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ هذا التعريف الذي يطالعنا به في مقدِّمة الطبعة الأولى من (ابن عطاء الله السكندري وتصوُّفه) يختلف عن التعريف الأول الذي قدَّمه في دراسته المبكرة (الإدراك المباشر عند الصوفيَّة) 1949م في مسألتين:

المسألة الأولى: تتعلَّق بالموضوع، حيث يعالج في (الإدراك المباشر عند الصوفيَّة مسألة معرفيَّة ذات طبيعة نفسيَّة في إطار توجُّهات مجلَّة “علم النفس” التي كان يشرف عليها الدكتور يوسف مراد في نهاية الأربعينيَّات (نشرت المقالة 1949م) ، والتعريف الثاني في مقدِّمة دراسته عن ابن عطاء الله السكندري الذي يقدِّم لنا التصوُّف الشاذليَّ السُّنِّيَّ الأخلاقيَّ التربويَّ القائم على العمل والمعاملات والعلاقة بالآخرين.

المسألة الثانية: تتعلَّق بتاريخ كتابة كلٍّ من الدراستين الأولى عام 1949 قبل ثورة يوليو، والثانية بعدها عام 1958، حيث ظهرت أهميَّة المجتمع والحياة العامَّة للأفراد داخل المجتمع، والشعور التفتازانيِّ بذلك وهو العالِم الذي شارك بشكل ما في الحياة العامَّة بعد ذلك من خلال عضويَّته بمجلس الشورى.

يقدِّم لنا الاستاذ كذلك في دراسة من أخريات أعماله تعريفاً شاملاً للتصوُّف محدِّداً إيَّاه بأنه (فلسفة حياة، وطريقة معيَّنة في السلوك يتَّخذهما الإنسان لتحقيق كماله الأخلاقيِّ، والاتصال بمبدأ أسمى، وعرفان بالحقيقة، وتحقيق سعادته الروحيَّة). والتصوُّف في هذا التعريف مشترك بين ديانات وفلسفات وحضارات متباينة في عصور مختلفة، ومن الطبيعيِّ أن يعبِّر كلُّ صوفيٍّ عن تجربته في إطار ما يسود مجتمعه من عقائد وأفكار، ويخضع تعبيره عنها أيضاً ما يسود عصره من اضمحلال وازدهار”([vii]).

يحرص التفتازانيُّ هنا على تعريف التصوُّف عموماً، وليس التصوُّف الإسلاميَّ فحسب، وهو يجمع فيه بين الفرديَّة (التجربة الصوفيَّة) والمجتمع والعصر (ما يسود مجتمعه) وبالإضافة إلى ذلك فالتعريف يحتوي على الخصائص العامَّة للتصوُّف التي حدَّدها لنا في كتابه (المدخل) وفي دراسته (التصوُّف) في خمس خصائص نفسيَّة وأخلاقيَّة وأبستمولوجيَّة تنطبق على مختلف أنواع التصوُّف، هي: الترقِّي الأخلاقيُّ، الفناء في الحقيقة المطلقة، العرفان الذوقيُّ المباشر، الطمأنينة أو السعادة، الرمزيَّة في التعبير.

وإذا كان تعريف التصوُّف تطوَّر في كتابات التفتازاني المتعدِّدة، ولو ظلَّ محافظاً على جوهره باعتباره صفاء للنفس وسلوكاً أخلاقيَّاً ، فإنَّ بناء العلم وموضوعاته كما نجده لديه- كما في (المدخل) والذي يتناول التصوُّف: تعريفه وتسميته، نشأته ومراحله، اتجاهاته ومدارسه، نجد أصوله في كتاب محمد مصطفى حلمي (الحياة الروحيَّة في الإسلام)، وإن كان أستاذنا قد حدَّد العلم بدقَّة، وأضاف إلى موضوعاته، وفصل في مراحله، وتوسَّع في أعلامه، وناقش كثيراً من نظريَّات الفلاسفة الغربيين في التصوُّف مثل: راسل في دراسته (التصوُّف والمنطق)، ووليم جيمس في كتابه (أنواع مختلفة من الخبرة الدينيَّة)، ورده على آراء المستشرقين خصوصاً في الجدل الذي أثير في القرن التاسع عشر حول التصوُّف الإسلاميِّ، وهل هو مردود إلى مصادر أجنبيَّة، وهذا ينقلنا من التعريف إلى الموضوع نفسه، التصوُّف: نشأته ومراحل تطوُّره.

ب) يواجه نصُّ التفتازانيِّ مشكلة أصل التصوُّف ومصادره، وهو يتابع جهود الروَّاد: مصطفى عبد الرازق ومحمد مصطفى حلمي وأبي العلا عفيفي في مناقشة آراء الجيل السابق من مستشرقي القرن التاسع عشر ممَّن ردُّوا التصوُّف الإسلاميَّ جملة إلى مصدر خارجيٍّ أو أكثر. وهو يلاحظ أنَّ المستشرقين المعاصرين يردُّون نشأة التصوُّف إلى مصدر إسلاميٍّ أساساً مع التسليم بوجود تأثيرات في عصر متأخِّر من حضارات سابقة، كما يرى (ترمنغهام) في كتابه (الطرق الصوفيَّة في الإسلام). ويرى أنَّ التصوُّف الذي يذكره ترمنغهام، الذي وصلته إشعاعات من التصوُّف المسيحيِّ أو من الأفلاطونيَّة المحدَثة أو من الغنوصيَّة، هو نوع واحد من التصوُّف، وهو الذي اصطُلح على تسميته بالتصوُّف الفلسفيِّ . أمَّا التصوُّف السُّنِّيُّ الذي يمثِّله غالبيَّة صوفيَّة الإسلام فهو إسلاميُّ النشأة والتطوُّر([viii]).

يوضح الأستاذ هذا الرأي الذي يقدِّمه في تفسير نشأة التصوُّف سمة مهمَّة في كتاباته، وهي السمة السجاليَّة التي تبرز في العديد من أعماله، وتؤدِّي به في هذه القضيَّة إلى التأكيد على أنَّ نظريَّات متقدِّمي المستشرقين في مصدر التصوُّف لم تكن صحيحة أو منطقيَّة، وأنَّ الأثر الأجنبيَّ في ميدانه لم يظهر إلاَّ في وقت متأخِّر من تاريخ الإسلام، وأنَّه محدود للغاية وعند طائفة قليلة من رجاله.

ونلاحظ أنَّ التفتازانيَّ في موقفه هذا يشيد برأي ماسينيون في كون التصوُّف الإسلاميَّ ذا مصدر إسلاميِّ، وقد اجتهد في تأكيد هذه الحقيقة. كما أنَّه يرتبط بالنشأة التطوُّر، فقد مرَّ بمراحل متعدِّدة ، وتورادت عليه ظروف مختلفة، واتخذ تبعاً لكلِّ مرحلة ووفقاً لما مرّ به من ظروف مفاهيم متنوِّعة.

فالمرحلة الأولى من التصوُّف وهي مرحلة الزهد، وإن كنا نميل إلى اعتبارها مرحلة مستقلَّة سابقة على التصوُّف بمعناه الاصطلاحيِّ، التي تقع في القرنين الأول والثاني ، وراءها عاملان أساسيَّان سبَّبا ظهورها هما: القرآن الكريم الذي تضمَّن آيات كثيرة تدعو إلى الزهد، والعامل الثاني الأحوال السياسيَّة والاجتماعيَّة واضطرابها بعد مقتل عثمان، ممَّا دفع كثيراً من أتقياء المسلمين إلى إيثار العزلة والعبادة.

يؤكِّد نصُّ التفتازانيِّ حرصه الشديد، سواء في تتبُّعه لنشأة التصوُّف أو لتطوُّر مراحله على الربط بينه وبين الشريعة، ومن هنا تفرقته بين اتِّجاهين ظهرا في القرنين الثالث والرابع للتصوُّف؛ الذي أصبح طريقاً للمعرفة بعدما كان طريقاً للعبادة: الأول يمثِّله صوفيَّة معتدلون في آرائهم يربطون بين تصوُّفهم وبين الكتاب والسنَّة بصورة واضحة، والثاني يمثِّله صوفية انطلقوا من حال الفناء إلى القول شطحاً بالاتحاد أو الحلول، ويؤكِّد التفتازاني على استمرار الاتجاه الأول (السنِّيِّ) أثناء القرن الخامس الهجري، على حين اختفى الثاني أو كاد اثناء هذا القرن.ويرجع ذلك إلى غلبة مذاهب أهل السنة والجماعة الكلاميَّة، ويُعدُّ القشيري (ت 465هـ) والهروي الأنصاري (ت 481 هـ) من أبرز صوفيَّة هذا القرن الذي نحوا بالتصوُّف هذا المنحى.

ويبرز نصُّ التفتازانيِّ أهمَّ الصوفيَّة هذا القرن أبا حامد الغزالي (ت 505 هـ) ، والذي يظهر كأكبر مدافع عن التصوُّف السنِّيِّ في كثير من دراساته، وكتبه هي المصدر الأساسيُّ للحديث عن المعرفة الصوفيَّة المباشرة([ix]). ويتميَّز الغزالي على من سبقه من الصوفيَّة بأنه جعل التصوُّف طريقاً إلى المعرفة بالله واضح المعالم، فتحدَّث عن موضوعات أفاض فيها الحديث مثل: المعرفة الصوفيَّة من حيث أدواتها ومناهجها وغاياتها، وقد كان صوفيَّاً  إيجابيَّاً عني بشئون عصره، فقد وقف في وجه المذاهب الفكريَّة المنحرفة بقوَّة ونقدها نقداً علميَّاً دقيقاً ، وكان من الممكن لهذه المذاهب أن تقوِّض دعائم المجتمعات الإسلاميَّة في عصره، وبعده لو تركت وشأنها([x]) وهو ما فعله  في ردِّه على وجوديَّة سارتر، أو في بيانه لمعالم (منهج إسلاميٍّ في تدريس الفلسفة الأوروبيَّة الحديثة والمعاصرة في الجامعة) ([xi])، وهو ما يمكن أن نعلِّق عليه الغاية من مجمل نصِّه والتوجُّه الأساسيِّ لهذا النص.

يمضي نصُّ التفتازانيِّ في تحديد تيَّارين في التصوُّف ظهرا في القرنين السادس والسابع، أحدهما فلسفيٌّ والآخر عمليٌّ، يتمثَّل الأول بوضوح عند متفلسفة الصوفيَّة، والآخر عند أصحاب الطريق، ويعرض لكلِّ منها موضحاً القضايا الرئيسيَّة التي يدور حولها التصوُّف الفلسفيُّ؛ الذي خصَّص لأحد أعلامه رسالته للدكتوراة وهو عبد الحق ابن سبعين المرسي (ت668هـ)، وخص أبرز أعلامه محيي الدين بن عربي (ت638هـ) بدارسة مستفيضة عن (الطريقة الأكبريَّة) في الكتاب التذكاريِّ الذي صدر عنه) ([xii]).

يرتبط التيَّار الثاني (العمليُّ) تيَّار الصوفيَّة من أصحاب الطرق – بالغزالي ارتباطاً وثيقاً، ويفيض في الحديث عنه، ويخصِّص له دراسته في الماجستير عن (ابن عطاء الله السكندري وتصوُّفه) ، و (ابن عباد الرندي) ([xiii])، ويكتب عن أهمِّ أعلامه في (معجم أعلام الفكر الإنساني) ([xiv]).

تلك هي بنية وموضوعات التصوُّف الإسلاميِّ التي عرضها التفتازانيُّ، ولنا عليها ملاحظتان: الأولى: أنَّها تناولت التصوُّف الإسلاميَّ باتجاهيه السُّنِّيِّ والفلسفيِّ في العصور الوسطى عند أهمِّ أعلامه من دون التطرُّق إلى التصوُّف في العصر الحديث، ألَّلهمَّ إلاَّ في بعض موادِّ معجم أعلام الفكر الإنسانيّْ.

الثانية: أنَّ الأستاذ من خلال تلاميذه كوَّن مدرسة متميِّزة من الباحثين استوفت معظم جوانب هذا العلم، سواء في موضوعاته أم تاريخه أو أعلامه، بحيث يمكن القول : إنَّ ما قدَّمه الأستاذ من خلال دراساته ودراسات تلاميذه يفوق جهد أيِّ باحث آخر في هذا الميدان، وتلك في نظري – وإن كانت لا تدخل في متن النصِّ التفتازاني – فهي بلا شكٍّ أحد هوامشه المكثَّفة أو ظلاله الوارفة.

جـ)  يقدِّم نصُّ التفتازانيِّ ويتضمَّن مجموعة من القضايا الأبستمولوجيَّة والسيكولوجيَّة،  يعرض في إحدى دراساته لنظريَّة المعرفة وأداتها ومنهجها وموضوعها عند الصوفيَّة، وفي الدراسات الأخرى للجوانب النفسيَّة من التصوُّف باعتباره حالات وجدانيَّة. وقد قدَّم هذه الدراسات في فترة مبكرة من حياته، وربما قبيل تخرُّجه وحتى حصوله على الماجستير، وذلك في مجلَّتي “الرسالة” و”علم النفس” عام 1949 – 1950م.

يظهر نصُّ التفتازانيِّ الاهتمام الكبير بدراسة الناحية السيكولوجيَّة ، حيث يعتمد في العديد من دراساته على مراجع علماء النفس، ويذكر ويستشهد بكتابات الباحثين المعاصرين فيه، ويخضع الصوفيَّة وأقوالهم لتحليلات علم النفس، كما نجد في دارستيه عن (ابن عطاء الله السكندري) و(الطريقة الأكبريَّة)، ويخصص دراسة مستفيضة نشرها في عددين بمجلة “علم النفس” عن (سيكولوجيَّة التصوُّف)، موضحاً أنَّ التصوُّف رغم أنَّه – كمذهب – يختلف باختلاف الأديان جميعاً، ومن العسير أن نجد له تعريفاً جامعاً مانعاً من نواحيه الدينيَّة والفلسفيَّة والأخلاقيَّة، فهو من الوجهة السيكولوجيَّة من الممكن تعريفه بأنَّه سلسلة متَّصلة الحلقات من الحالات الوجدانيَّة الخاصَّة، وإن دراسته تعتمد اعتماداً كبيراً على المنهج الاستنباطيِّ في علم النفس([xv]).

يحاول الأستاذ أن يرسم صورة عامة واضحة المعالم للطريق الذي يسلكه الصوفيُّ بوجه عامٍّ، وأن يصنِّف هذه الحالات الوجدانيَّة التي ترتبط بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً، بحيث يخضع التصوُّف لقانون سيكولوجيٍّ عامٍّ يمكن أن يوحِّد بين المتصوِّفة على اختلافهم. وهو يحلِّل حالات المتصوِّف النفسيَّة في أربعة أُسُس هي:

أ) حالة الاستعداد النفسيِّ الصوفيِّ الذي قد ينشأ عن الإيحاء الخارجيِّ أو الذاتيِّ، وغالباً ما تكون الصدمات النفسيَّة عاملاً مهمَّاً في ظهور هذا الاستعداد، وهو هنا يعتمد على تحليل كلام الغزالي في (المنقذ من الضلال) الذي يقارنه بالقدِّيس أوغسطين موضحاً أنَّ هذه المرحلة تتركَّب من حالات وجدانية عدَّة كالشكِّ والقلق النفسيِّ والكآبة، والحزن العميق ، والخوف من أشياء مجهولة، ومحاولة إدراك حقيقة الكون، وكشف المحجوب، و إحساسات أخرى مبهمة غامضة تنتهي جميعها بواسطة الايحاء بالاتجاه نحو الله وسلوك طريق التصوُّف.

ب) العاطفة الصوفيَّة وتكوينها، فالحب الصوفيُّ هو الحالة الوجدانيَّة التي تصدر عنها سائر الحالات الأخرى، وهو المحور الرئيسيُّ الذي تدور حوله موضوعات التصوُّف الإسلاميِّ والمسيحيِّ على السواء، وأنَّ هذه العاطفة الصوفيَّة من نوع خاص من العواطف التي تتَّخذ المُثل العليا موضوعاً لها.

جـ) ضرورة وجود شيخ: والشيخ كما يصفه في حقيقة الأمر طبيب نفسانيٌّ بارع([xvi])، فهو يلجأ إلى التحليل النفسيِّ لتعرف أحوال النفس وتشخيص أمراضها ، ويشير إلى التصنيف السيكولوجيِّ الذي ذهب إليه الصوفيَّة في ما يختصُّ بقوى الإنسان وملكاته النفسيَّة، ويذكر أربع قوى هي: النفس والروح والقلب والسر، ولكلِّ منها وظيفة معيَّنة، فالنفس عندهم مركز للشهوات والأفعال المذمومة، والروح مبدأ للحياة والأفعال الحميدة، والقلب محلٌّ للمعرفة ، والسر محلٌّ للمشاهدة، ويرى أنَّنا لا نستطيع أن نضع حدوداً فاصلة بين هذه القوى إذ إنها ذات تأثير متبادل ومرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً.

د) المجاهدة النفسيَّة، هي سمة التصوُّف وبداية طريقه وأساسها هو قمع الميول والنزعات التي لا توافق المبادئ الأخلاقيَّة، وهذا القمع يكون قمعاً شعوريَّاً إراديَّاً في ما يرى التفتازاني، الذي يؤكِّد على أن سلوك المتصوِّف في المجاهدة سلوك إراديٌّ يتميَّز بالقدرة على الكفِّ وتركيز الانتباه في اتجاه معيَّن مرسوم.

وفي هذا السياق، يرى الأستاذ أنَّ المجاهدة النفسية وسيلة من وسائل الإعلاء للغرائز الإنسانيَّة. ويؤكِّد أنَّ الصوفيَّة توصلوا من اهتمامهم بالجانب السيكولوجيِّ والأخلاقيِّ إلى قواعد مهمَّة في ما يتعلَّق بالسلوك، وأشاروا على مريديهم بالأخذ بها للإتِّصاف بالكمال الأخلاقيّْ.

يفيض التفتازاني في الحديث عن الجانب النفسيِّ حين تناول ضرورة الشيخ للمريد في دراسته للطريقة الأكبريَّة، حيث يؤكِّد أنَّ الشيخ هو الطبيب (النفسي) المعالج للمريد السالك([xvii])، فالاستعداد النفسيُّ شرط أساسيٌّ للتصوُّف([xviii]) (فالمريد كما صوَّره لنا ابن عربي هو بتعبير علم النفس الحديث خاضع على الدوام لإيحاء شيخه الذي يوجِّه سلوكه وفق اتجاهٍ مثاليٍّ مرسوم، ويرى أنَّ الرياضيَّات العمليَّة التي كان يستخدمها ابن عربي في سلوكه وينصح بها مريديه، ذات تأثير قوي على تكوين المريد من الناحيَّة النفسيَّة([xix]).

يتضمَّن النصُّ التفتازانيُّ عدداً من شخصيَّات الصوفيَّة مختلفي الاتجاهات، فمنهم صوفيَّة من أصحاب الاتجاه السُّنِّيِّ من شيوخ الطرق، ومنهم متفلسفة، ومنهم شعراء خصَّص لهم بعض الدراسات الطويلة مثل: ابن عطاء الله، وابن سبعين، أو أبحاث مستفيضة مثل: ابن عباد الرندي، وابن الفارض ، وابن مسرة، والبسطامي، مما يجعلنا نتبيَّن نوعين من الأبحاث يقتسمها هذا النصُّ، الأول يعرض فيه لقضايا صوفيَّة، والثاني يتناول فيه الأعلام.

ولا يقتصر نصُّ التفتازاني على أعلام الصوفيَّة بل يضمُّ أعلام الفلاسفة والكلام، فمن كتاباته المبكرة (دراسات في الفلسفة الإسلاميَّة) ([xx])، يعرض لتيَّارها ومدارسها وأعلامها، وأبحاثه المختلفة في (الفكر الفلسفي في مجال العلوم الشرعيَّة) ([xxi]) و (ابن طفيل وأثره على الغرب) ([xxii])، (إخوان الصفا ودورهم في التفكير الإسلامي) ([xxiii]) و(ابن رشد وموقفه من التصوُّف) ([xxiv]) كما كتب عن (الوهابيَّة والتصوُّف) ([xxv]) و (الشيعة والسنَّة والصوفيَّة). ويهمُّنا أن نعرض لموقفه من السنَّة والشيعة والصوفيَّة الذي قدَّم  به كتاب الحرِّ العامليِّ (وسائل الشيعة)، وكتاب “المستدرك” للمحقِّق الميرزا حسين النوري، وهو يرى في نشر هذين الكتابين ما يحقِّق غاية التقريب بين السنَّة والشيعة، وإيجاد نوع من الفهم المتبادل بينهما فينظر كلُّ فريق منهما إلى الآخر نظرة إنصاف وتقدير([xxvi]).

ويتوقف الأستاذ عند أخطاء الباحثين في أحكامهم عن الشيعة، والعوامل التي أدَّت إلى عدم إنصافهم، منها الجهل الناشئ من عدم الاطِّلاع على المصادر الشيعيَّة والاكتفاء بالاطِّلاع على مصادر خصومهم، موضحاً ضرورة الاعتماد على تراثهم أو تحرِّي الصدق في الروايات التاريخيَّة التي يجدها الباحث في كتب خصومهم([xxvii])، وهو يرى أنَّ عموماً يستندون في تشيُّعهم إلى الإمام عليٍّ رضي الله عنه إلى شواهد من الكتاب والسنَّة، وبين الاتفاق بين السنَّة والشيعة في أصول العقائد، وذلك إذا ما استثنينا مسألة الإمامة والاتفاق بينهما في الأحكام الفقهيَّة باستثناء الخلاف حول بعض الأحكام الفروعيَّة مثل (نكاح المتعة)، ومصدر الاتفاق بينهما في أصول العقائد والأحكام الفقهيَّة هو الكتاب والسنَّة ([xxviii])، وما الخلاف الموجود بينهما بأبعد من الخلاف بين مذهبَي الإمام مالك وأتباعه من أهل الرأي والقياس، ومن هنا، كما يرى التفتازاني فلا ينبغي أن يغفل المسلمون من غير الشيعة عن قيمة تراث الشيعة في العقائد وفي الفقه، فهذا التراث يروي عن آل البيت وهم أئمَّة في الفقه والتشريع وسادة لهم فضلهم ومكانتهم في قلوب المسلمين على اختلافهم.

إن بين التصوُّف والتشيُّع صلات قويَّة، وللإمام عليٍّ عند الصوفيَّة منزلة رفيعة، فهم يعدُّونه مثلاً أعلى في الزهد والتقوى، كما أنَّ شيوخ الصوفيَّة من أصحاب الطرق من جلَّة علماء السنَّة من الصوفيَّة يرجعون في أسانيد طرقهم إلى أئمة أهل البيت، وهناك في كتب أهل السنَّة أنفسهم شواهد كثيرة على خصوصيَّة الإمام علي في العلم([xxix]).

إنَّ موقف التفتازاني من التراث والفكر والفلسفة الإسلاميَّة والعلوم والفرق الإسلاميَّة مهم، وهو يقوم إحياء هذا الفكر وتلك العلوم، وتحديد العلاقات بينهما في مواجهة العلوم والتيَّارات والمذاهب الغربيَّة، فهذا يجعلنا أكثر تفهُّماً لماضينا، وأكثر وعياً بقيمة وأصالة ذلك التراث، واستلهام تراثنا الفكريِّ من شأنه أن ينير أمامنا السبيل ويوضح لنا الرؤية في حاضرنا ومستقبلنا على السواء، وبذلك تبقى لنا شخصيَّتنا المستقلَّة ومقوِّماتنا الذاتيَّة.

في سبيل نهضة مجتمعنا الراهن (يتعيَّن علينا أن نذكر دائماً أنَّ الطاقات الروحيَّة التي تستمدُّها الشعوب من مُثُلها العليا النابعة من أديانها السماويَّة أو من تراثها الحضاريِّ، قادرة على صنع المعجزات) ([xxx]).

هنا تظهر في نص التفتازانيِّ أهمِّية القيم والعوامل الأخلاقيَّة والروحانيَّة التي نجدها في التصوُّف والعلوم الشرعيَّة الإسلاميَّة في بناء المجتمع، وهو ما يتَّضح في تعريفه للتصوُّف وما أشار إليه في مقدِّمة دراسته عن علم الكلام ، ممَّا دعاه إلى الردِّ على كثير من التيَّارات الفلسفيَّة الغربيَّة وفي مقدِّمتها الوجوديَّة. ففي دراسته عن (الصراع الأيديولوجيِّ بين أصحاب الاتجاهات المختلفة في قضيَّة الهويَّة العربيَّة، والتراث وانعكاساته على الثقافة) نجد أوضح تعبير على موقفه  وعلى الهدف والغاية من نصه وأهمَّ توجُّهاته.

إنَّ الإتِّجاه التوفيقيَّ هو السمة الأساسيَّة التي تميِّز نصَّ التفتازانيِّ، ففي مثل واقع الصراع الإيديولوجي الذي يميِّز عصرنا يشعر المواطن في العالم العربيِّ بحاجة ملحَّة إلى فهم ثقافات عصره على اختلافها والملاءمة بينها وبين تراثه الدينيِّ والحضاريِّ حتى لا يفقد هويَّته أو ذاتيَّته كما يرى التفتازاني. ومن هنا فهو يعرض للاتجاهات الفكريَّة المختلفة منذ أوائل القرن الحالي إلى الآن، وما كان بينها من صراعات ، وأثر ذلك على محاولة إيجاد هويَّة عربيَّة إسلاميَّة متميِّزة.

هو يعرض أولاً لدعاة الحفاظ على الموروث، وما يطلق عليه دعاة التغريب (القوميين والماركسيين)، ودعاة الملاءمة بين القديم والحديث (ونموذجه محمد عبده). كما يقدِّم لنا تصوُّراً يتَّسم بالتوفيقيَّة لصياغة ثقافة مصريَّة جديدة يتمثَّل في النقاط التالية:

  • النظر إلى مذاهب الفلسفة في عالمنا المعاصر، والأيديولوجيَّات السياسيَّة والاجتماعيَّة على أنها اجتهادات قابلة للصواب والخطأ، ولا يجوز أن نستورد أو نتَّبع فلسفات هي نتاج عصرها وبيئتها ولا تصلح لغير هذه البيئة وذلك العصر.
  • ليس ثمَّة تعارض بين العلم الطبيعيِّ والإسلام.
  • المعرفة الموضوعيَّة بالمذاهب والتيَّارات الفكريَّة المعاصرة على أن يمكِّن في الوقت نفسه من نقدها على أساس منهج العقل، ثم كذلك على أساس من عقائد الإسلام وشريعته وقيمه الخلقيَّة.
  • ضرورة تدريس الفلسفة الأوروبيَّة الحديثة والمعاصرة في جامعاتنا على أساس مدى نجاحها أو إخفاقها عند التطبيق العمليِّ لها في المجتمعات التي ظهرت فيها.
  • عدم إغفال تراثنا الفكريِّ عند تدريس مذاهب الفلسفة الأوروبيَّة الحديثة والمعاصرة.
  • التأكيد في تكوين الثقافة على أهميَّة القيم الدينيَّة في بناء الفرد والمجتمع.
  • التأكيد على أهميَّة الإنسان وتكريمه ودوره في هذا الكون الذي نعيش فيه([xxxi]).
  • الانفتاح على فكر العصر وثقافاته أمر ضروريٌّ في نظر الأستاذ، ولكن لابدَّ من الاعتماد في الوقت نفسه على تراثنا الدينيِّ والفكريِّ والحضاريِّ، وعندئذٍ تجمع ثقافاتنا بين الأصالة من ناحية والمعاصرة من ناحية أخرى، وتكثِّف موقفه في التأكيد على مجموعة من القيم الأساسيَّة التي تلخِّص مغزى نصِّه وهدف كتاباته، وهي أنَّه لا يمكن لشبابنا أن يستقرَّ نفسيَّاً ويبدع في الخلق والابتكار في كل المجالات العلميَّة والثقافيَّة والأدبيَّة، ويتمتَّع بحريَّته في التعبير، وبكرامته في مجتمعه، وبأنَّ له رسالة في هذه الحياة يحيا من أجلها ، فلا تبعيَّة للغير، ولا جمود على قديم في الوقت نفسه، وهنا تتحقَّق له هويَّته الحضاريَّة المتميِّزة التي ألقت عليها الصراعات الأيديولوجيَّة المعاصرة بظلال من الشكٍّ فلم يعد يتبيَّنها في وضوح.
  • وملاحظتنا الأساسيَّة على هذا النصِّ هو أنَّه بدأ معرفيَّاً ولم يستطع بحكم طبيعته إلاَّ أن يتحوَّل ليصبح نصَّاً مشبعاً بالإيديولوجيا، أو على الأقل تتداخل فيه الجوانب العمليَّة مع النظريَّة بحكم توفيقيَّته من جهة، وطابعه الأخلاقيِّ العمليِّ من جهة ثانية، ليكتمل في إطار سياسيٍّ عامّْ.

 

 ([i])هذا الوصف هو الإهداء الذي صدرت به دراستي وترجمتي لكتاب الأخلاق والحياة الأخلاقية عند المسلمين لدى بور الذي شرفني أستاذي بمراجعته وتقديمه، والصادر عن دار النصر، القاهرة، 1995.

 ([ii])د. أبو الوفا التفتازاني: ابن عطاء الله السكندري وتصوُّفه، الانجلو المصريَّة، القاهرة، ط2، 1969.

 ([iii])د. أبو الوفا التفتازاني: ابن سبعين وفلسفته الصوفيَّة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1973.

 ([iv])د. أبو الوفا التفتازاني: مدخل إلى التصوُّف الإسلامي، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، ط3، 1979.

 ([v])د. أبو الوفا التفتازاني: الإدراك المباشر عند الصوفيَّة، مجلَّة “علم النفس التكاملي”، المجلد الرابع، العدد الثالث 1949، ص 396.

 ([vi])د. أبو الوفا التفتازاني: ابن عطاء الله السكندري وتصوُّفه، مصدر سابق، ص، ك.

 ([vii])د. أبو الوفا التفتازاني: مادة تصوُّف، الموسوعة الفلسفيَّة العربيَّة، معهد الإنماء العربي، لبنان 1988.

 ([viii])د. أبو الوفا التفتازاني: مادة تصوُّف، ص 259، اهتم التفتازاني بكتابات ترمنغهام وحلل كتاباته وناقش أعمال مثل”أثر الإسلام على أفريقيا” العدد الأول، مجلد “عالم الفكر”، الكويت، 1970، ص 201 – 215.

 ([ix])راجع التفتازاني: مدخل إلى التصوُّف الإسلامي ص 152 – 184، سيكولوجيَّة التصوُّف، مجلَّة “علم النفس” أكتوبر 1949م، وفبراير 1950م، المعرفة الصوفيَّة: أدواتها ومنهجها، مجلَّة “الرسالة” 1950م، ص 550 – 554، الإدراك المباشر عند الصوفيَّة، مجلَّة “علم النفس”، المجلد الرابع، العدد الثالث 1949، وكلك العدد الرابع من مجلَّة “الجمعيَّة الفلسفيَّة المصريَّة”، ديسمبر 1995م.

 ([x])د. أبو الوفا التفتازاني: مدخل إلى التصوُّف الإسلامي، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ط3، القاهرة 1979، ص 1984.

 ([xi])د. أبو الوفا التفتازاني: منهج إسلامي في تدريس الفلسفة الأوروبيَّة الحديثة والمعاصرة في الجامعة، مجلة “المسلم المعاصر”، بيروت 979، وكذلك دراسته الإسلام ووجوديَّة سارتر، العدد الأول من مجلَّة “الجمعيَّة الفلسفيَّة المصريَّة”، القاهرة، 1993، ص 7 – 20.

 ([xii])د. أبو الوفا التفتازاني: الطريقة الأكبريَّة، الكتاب التذكاري عن محيي الدين بن عربي، الهيئة المصريَّة العامة للتأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1969، ص 295 – 353.

 ([xiii])د. أبو الوفا التفتازاني: ابن عباد الرندي حياته ومؤلَّفاته، مجلَّة “معهد الدراسات الإسلاميَّة في مدريد”، المجلد السادس، العدد 1 – 2، عام 1958، ص 221 – 258.

 ([xiv])راجع مواد: ابن عطاء الله السكندري أحمد زروق (ت 846 – 899 هــ)، أحمد الدردير(11217 – 1201 هــ)، أحمد بن إدريس (1173 – 1253 هــ)، أحمد بن الشرقاوي(1250 – 1316 هــ)، معجم أعلام الفكر الإنساني.

 ([xv])د. أبو الوفا التفتازاني: سيكولوجيَّة التصوف، مجلَّة “علم النفس”، أكتوبر، 1949، ص 291.

 ([xvi])ويذكر أربع قوى هي: النفس والروح والقلب والسر ولكلٍّ منها وظيفة معيَّنة، فالنفس عندهم مركز للشهوات والأفعال المذمَّة والروح مبدأ للحياة والأفعال الحميدة، والقلب محل للمعرفة، والسر محل للمشاهدة، ويرى أننا لا نستطيع أن نضع حدوداً فاصلة بين هذه القوى لأنها ذات تأثير متبادل ومرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً، المرجع السابق.

 ([xvii]) “فالمريد كما صوَّره لنا ابن عربي هو بتعبير علم النفس الحديث خاضع على الدوام لإيحاء شيخه الذي يوجِّه سلوكه وفق اتجاه مثاليٍّ مرسوم”، د. أبو الوفا التفتازاني: الطريقة الأكبريَّة، الكتاب التذكاري لابن عربي، ص 223.

 ([xviii])المرجع السابق، ص 223 .

 ([xix])المرجع السابق، ص 235 .

 ([xx])د. التفتازاني: دراسات في الفلسفة الإسلاميَّة، مكتبة القاهرة الحديثة، القاهرة، 1957.

 ([xxi])د. أبو الوفا التفتازاني: الفكر الفلسفي في مجال العلوم الشرعيَّة، مجلَّة “الهدي الإسلامي”، جامعة محمد على السنوسي، ليبيا العددان 2 – 3، أغسطس 1964م، والعددان 4 – 5، يناير وفبراير 1965م.

 ([xxii])د. التفتازاني: ابن طفيل وأثره على الغرب. كرى ابن طفيل في كتاب تدريس الفلسفة والبحث الفلسفي في الوطن العربي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م، ص 367- 372.

 ([xxiii])د. أبو الوفا التفتازاني: إخوان الصفا ودورهم في التفكير الإسلامي، مجلة الهلال بالقاهرة، سبتمبر، 1972، ص 66 – 77. ص 415 – 419.

 ([xxiv])د. أبو الوفا التفتازاني: ابن رشد والتصوُّف، بالإنكليزيَّة، في كتاب ابن رشد مفكِّراً عربيَّاً ورائداً للاتجاه العقلي، المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، 1993م، ص 415 – 419.

 ([xxv])د. أبو الوفا التفتازاني: الوهابيَّة والتصوُّف، مجلَّة “التصوُّف والإسلام”، العدد الأول 1958.

 ([xxvi])د. أبو الوفا التفتازاني: السنَّة والشيعة والصوفيَّة، مقدِّمة كتاب الحر العاملي، وسائل الشيعة ونشرها السيد مرتضى الرضوى في كتابه مع رجال الفكر، مطبعة النجاح، القاهرة، ط4، عام 1979، ص 173.

 ([xxvii])السيد مرتضى الرضوى: ص 165 – 166.

 ([xxviii])المرجع السابق ، ص 167 .

 ([xxix])المرجع السابق ، ص 167 – 177 .

 ([xxx])المرجع السابق.

 ([xxxi])المصدر السابق، ص 173 – 176.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى