فنون و آداب

“المولوية”.. تواشيح صوفية تعطر سماء الأردن

“المولوية”.. تواشيح صوفية تعطر سماء الأردن

 

قليل من الأردنيين خبروا تجربة مشاهدة دراويش الطريقة المولوية وهم يؤدون رقصاتهم وتواشيحهم الصوفية فهذا النوع من الفن لم تعرفه المملكة من قبل. ولكن فرقة الإيمان للمدائح والابتهالات النبوية القادمة من حلب أرتهم أداء راقصا من نوع مختلف لم يعتادوا عليه في السابق.

لقد قضى رواد شارعي الوكالات والرينبو وحدائق الملك الحسين ليالي رمضانية استمتاعا بالأداء الصوفي المولوي والأناشيد الدينية ، من الفرقة – التي تأسست عام 1995 وحظيت بتفاعل خلال عروضها المتنوعة ، خاصة عندما بدأت حلقة الذكر المولوية بالأدعية والابتهالات، بمرافقة الدراويش بأدائهم وفقا للطريقة الصوفية التي تعتمد على الدوران بسرعة وتزداد حسب إيقاعات الإنشاد الديني ليصبح الدوران على شكل ناقوس.

والرقص المولوي حركات لدراويش الطريقة تعتمد على جسد ولكنها تنتظم كذلك في ايقاع موسيقي موشح بالأناشيد الدينية التي يقول أصحابها إنهم يصلون بها إلى حالة من الصفاء والروحانية والتوحد.

ويتألف لباس المولوية من تنورة بيضاء كناية عن الكفن الذي يدل على الزهد بالحياة وتمتد حتى أسفل الساقين، ويثبت على الخصر حزام أحمر اللون، ويرتدى فوقه جاكيت أبيض ويصنع الطربوش المسمى (القلبق) من اللباد.

والمولوية التي اشتقت اسمها من كلمة المولى عز وجل من أشهر الطرق الصوفية وأكثرها انتشاراً، أسسها جلال الدين الرومي (1207- 1272). في مدينة قونية التركية، وهو ناظم لمعظم الأشعار التي تنشد في حلقة الذكر المولوية. ويقول رئيس فرقة الإيمان للمدائح والابتهالات النبوية السورية محمد أيمن الحلبي إن الأردن هو المحطة الأولى للفرقة خارج سوريا.

والدراويش «الراقصون» يقولون إن حركاتهم الدائرية لمدة ساعات طويلة يدورون فيها حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، وصولا إلى الاندماج تخلصهم من المشاعر النفسانية مبتعدين عن العالم المادي.

والرقص عند الدراويش مناجاة من خلال رسم لفظ الجلالة عبر حركات جسد المؤدين الذين تتراوح أعمارهم بين أربع إلى ثماني سنوات ودورانهم حول أنفسهم مرتدين التنورة.

ويسير الدراويش حول أنفسهم بالاتجاه الذي يطوف به المسلم حول الكعبة بعكس عقارب الساعة، وبما يشبه حركة الكواكب في السماء. كما يرفع الراقص يده اليمنى إلى الأعلى طلبا للمدد من الله عز وجل، ويخفض اليسرى إلى الأسفل باتجاه الأرض كناية عن الزهد بالدنيا وملذاتها ورغباتها، مع النظر إلى السماء.

وتتكون كل فرقة من فرق المولوية الصوفية التي تنتشر في سوريا ومصر بالنسبة إلى البلاد العربية بعد قدومها من بلاد الأناضول من أربعة منشدين وعازف على الرق وآخر على الطبل، إلى جانب اثنين من مؤدي المولوية.

ويقول رئيس الفرقة إن المنشد يحتاج إلى ما لا يقل عن ثلاث ساعات يوميا للتدرب على الإنشاد إلى جانب ضرورة توفر الموهبة والصوت الجميل.

وعلق أحد السياح على ما يشاهده بأنه ممتع خاصة مع الهدوء الذي يصحب الموسيقى ورقصات الأطفال «الراقصون» المتقنة.

____________________________

*نقلاً عن موقع جريدة “البيان”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى