طرق و مدارس

الطريقة الصوفيَّة الخلواتيَّة في الخليل – فلسطين

ساري جرادات

الطريقة الصوفيَّة الخلواتيَّة في الخليل – فلسطين

ساري جرادات

في قرية “نوبا” جنوبي مدينة الخليل بفلسطين يعيش عدد من أتباع الطريقة الصوفية الخلواتية، وينشطون في المناسبات الدينية وعيدي الفطر والأضحى، وينظمون احتفالات يشارك فيها المئات من “الدراويش أو المريدين” الذين يأتون من جميع المناطق الفلسطينية ابتهاجًا بالأعياد ولأداء الطقوس والابتهالات الدينية. ومن ثم يخرجون بمسيرة “تكبير” إلى مقبرة القرية لزيارة قبور مشايخهم وقراءة الفاتحة، ويعودون إلى الزاوية لتهنئة مرشد الطريقة.

في اليوم التالي للعيد  الذي يطلقون عليه يوم “الجمعية العامة”، يهنئ “الدراويش” بعضهم بعضًا ويتناولون طعام الغداء الذي أعده المتصوفون بكميات كبيرة داخل الزوايا التابعة لهم في البلدة، ودعوا إليها جميع أتباع الطريقة وكبار الشخصيات والعائلات وأهالي نوبا والبلدات المجاورة لها.

عميد كلية الشريعة في كلية القاسمي الدكتور خالد قرقور قال لـ “دنيا الوطن”: تعتبر “القاسمي الخلواتية” إحدى الطرق الصوفية المعروفة بـ”المغالاة في العبادة، التي تبحث عن تزكية النفوس بالتخلص من الرذائل والتحلي بالفضائل”، ويتبع إليها قرابة 55 زاوية وأكاديميتين تُدرّسان الشريعة الإسلامية في فلسطين.”

يضيف:”الطريقة دخلت فلسطين قبل نحو 180 عامًا على يد الشيخ محمود الرافعي الطرابلسي، والطريقة الصوفية لها أتباعها في الخليل وبيت لحم وباقة الغربية ومنطقة المثلث (تجمع مدن وقرى داخل أراضي 48) وغزة، ونقوم بالكثير من الفعاليات والجلسات الدينية والتوعوية لنشر طريقتنا الوسطية “.

ويلفت الدكتورخالد إلى أن طريقة القاسمي الخلواتية حملت لواء العلم والمعرفة وتنشر الدعوة الإسلامية من خلال بناء الزوايا والأكاديميات العلمية في فلسطين، وأن رسالة أتباعها دينية اجتماعية ولا علاقة لها في السياسة، وان الاختلاف فكري وفقهي وفي وجهات النظر وله منتقدون ومؤيدون ايضا.

ولفت الدكتور خالد إلى أنه تم بناء أكاديمية القاسمي في باقة الغربية داخل الأراضي المحتلة عام 48 التابعة للطريقة الصوفية “الخلواتية”، ويدرس فيها حوالي 3 آلاف طالب وطالبة، وفيها 9 اقسام وهي كليات الشريعة واللغة العربية واللغة الإنكليزية، والحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والرياضيات والتربية الرياضية، والعلوم ورياض الأطفال، كما أنها تمنح درجة الماجستير في اللغة العربية والشريعة الإسلامية والرياضيات.

يخضع جميع أبناء الطريقة لشيخ واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، وهو الشيخ عبد الرؤوف القاسمي، المقيم في بلدة نوبا، ولا يتم تنصيب بديل له إلا بعد وفاته. ويشار إلى أن نشاط أصحاب “القاسمي الخلواتية” تصاعد في محافظة الخليل، بعدما أعادت ترميم مسجد وزاوية “الحرس” وسط مدينة الخليل ووضعت حجر الأساس لبناء الجامعة الإسلامية إلى جانبها.

________________________

*نقلًا عن موقع ” دنيا الوطن “.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى