طرق و مدارس

الطريقة الواحدية في اندونيسيا

فرحان ضيفور جهري

الطريقة الواحدية في اندونيسيا

فرحان ضيفور جهري

هذه الطريقة نشأت على تربة إندونيسيا، وليست آتية من الخارج، كما أنها تعتبر طريقة مستقلة، وليست متفرعة عن طريقة من الطرق الصوفية.

والواحدية طريقة حديثة، لم يبلغ عمرها أكثر من ثلاث وثلاثين سنة، لكنها انتصرت الآن في كثير من مناطق إندونيسيا، فهي إذاً لها رواج وإقبال من بعض المسلمين هناكº فلذلك قامت وزارة الشؤون الدينية التي لها اهتمام بأحوال المسلمين كما أن لها اهتماماً بأمن الدولة، قامت بالدراسة الميدانية لهذه الطريقة في عدة مناطق بجاوا الشرقية وجاوا الوسطى عن طريق المكتب الخاص التابع لهذه الوزارة، وهو مكتب دراسة الفرق الروحانية أو الدينية([1]).

* نشأتها ونسبتها:

من الجدير بالتنبيه على أن أتباع هذه الطريقة وبعض الناس غير هؤلاء الأتباع لا يعتبرون الواحدية طريقة من الطرق الصوفية بل يسمونها \”الصلوات الواحدية\”º ذلك لأن أشهر ما فيها ترديد الصلوات التي ألفها مؤسسها بكيفية وآداب معينة على ما سوف أبين بالتفصيل بعد هذا إن شاء الله، كما أنها لا تفرض على أتباعها البيعة التي تكون أصلاً من أصول الطرق الصوفية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

لكن من حيث أنها تقدم منهجاً معيناً وتعاليم معينة للتقرب إلى الله- تبارك وتعالى -أو لتصفية القلوب على حد تعبيرهم، فلا مانع من اعتبارها طريقة من الطرق الصوفية، كما أطلقت وزارة الشؤون الدينية عليها اسم الطريقة أيضاً في الدراسة الميدانية المذكورة.

 

والكلام عن نشأة هذه الطريقة يعني الكلام عن نشأة الصلوات الواحديةº لأنها فعلاً أهم ما في هذه الطريقة من التعاليم، وبظهور تلك الصلوات ظهر اسم الواحدية.

وقبل ذلك ينبغي التعرف على مؤلف تلك الصلوات الواحدية ومؤسس هذه الطريقة الواحدية.

فهو كياهي الحاج عبد المجيد معروف، ولد سنة (1920م)، وتوفي في كدونج لو كديري جاوا الشرقية في (29) من رجب سنة (1409هـ) الموافق (7) من مارس سنة (1989م) ([2]).

وهو قبل تأليفه لتلك الصلوات وبعده كان مدير بسانزين كدونج لو كديري جاوا الشرقية، فهو من العلماء البارزين في منطقته([3]).

هذا القدر من ترجمة حياته هو الذي عثرت عليه، ولم أجد أكثر من ذلك.

والمراد بالصلوات الواحدية هي مجموعة من الأذكار والصلوات التي ألفها كياهي الحاج عبد المجيد معروف، والتي يلتزم بقراءتها أتباعه في أوقات معينة كما سيأتي.

وقصة ظهور تلك الصلوات كما يحكي أتباعه على النحو التالي([4]):

في شهر يوليو سنة (1951م) تقريباً حدث لكياهي الحاج عبد المجيد معروف شيء غير معتاد، وهو أنه في ذلك الوقت رأى إشارة غيبية في يقظته لا في المنام، وتلك الإشارة هي أنه يطلب منه أن ينقذ المجتمع عن طريق القناة الباطنية. فبعد تلك الحادثة أصبح كياهي الحاج عبد المجيد معروف يتضرع إلى الله – سبحانه وتعالى – ويتقرب إليه بإكثار العبادة وقراءة الصلوات المتنوعة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى