الدراسات والبحوث

ملامح الخطاب الصوفي في الغرب الإسلامي

د. علي المطهري

ملامح الخطاب الصوفي في الغرب الإسلامي

د. علي المطهري

الملخص:

يعد التصوف الإسلامي أحد الروافد الفكرية التي يظل يمد قارئه والباحث فيه بجواهر معرفية، وأخرى أخلاقية، تستمد مشروعيتها من القرآن والسنة، وينفرد التصوف في الإسلام عن غيره من المدارس الفكرية بنمط معرفي خاص، يرتبط فيه عنصر المعرفة بالتجربة المباشرة المؤسسة على السلوك والإرادة معتمدا الذوق منهجا في التفسير.

كما ولا ننسى مكانة علم الكلام في الفكر الإسلامي، بحيث يعتبر جزءا لا يتجزأ من المنظومة الفكرية الإسلامية لعدة أسباب منها أنه يمثل الجانب الأوفر في التراث الإسلامي من حيث الكم، وتداخل بعض قضاياه ومواقف آرائه مع القضايا والآراء الفقيهة والفلسفية والصوفية.

ولعل حديثنا عن” ملامح الخطاب الصوفي في الغرب الإسلامي ” وجه من أوجه التداخل والتمازج بين علمي الكلام والتصوف.

 

Summary

IslamicSufismis one of the intellectual tributaries that continues to provide its reader and researcher with epistemological essences and other moral essences whose legitim acyisderived from the Qur’an and Sunnah. Sufism in Islam is unique from other schools of thought in a special cognitive pattern, in which the knowledge component is linked to direct experience based on behavior and will, depending on taste as a method. In explanation.

Weal so do not forget the place of theology in Islamic thought, as it is considered an integral part of the Islamic intellectual system for several reasons, including that it represents the largest aspect of the Islamic heritage in terms of quantity, and the over lap of some of its issues and positions of its views with the juris prudential, philosophical and mystical issues and opinions.

Perhaps our discussion of “the features of the Sufi discourse in the Islamic West” is an aspect of the overlap and inter mingling between the two sciences of speech and mysticism.

 

 

 

مشكلة البحث:

تأتي هذه الدراسة كمحاولة للإجابة عن بعض الأسئلة من قبيل:

  • إبراز ملامح الخطاب الصوفي في الغرب الإسلامي، وبيان أن المغرب يعج بالأولياء والصالحين.
  • هل التصوف له قيمة خاصة في تاريخ الفكر البشري ؟
  • وبيان أي دور لعبه علم التصوف في الارتقاء بالإنسان؟

الدراسات السابقة:

إن موضوع ” ملامح الخطاب الصوفي في الغرب الإسلامي “، تم التطرق إليه، لكن بصيغ مختلفة، فبعد بحث وتحر لما كتب حول هذا الموضوع وعن أهم الأطاريح والبحوث التي كتبت فيه، وجدت بأن الكتابات والدارسات حوله قليلة، إن لم نقل نادرة، وهذا راجع بالأساس؛ إلى أن التصوف لا زال قيد الدراسة. وقد وقفت على دراسة وهي:

ملامح الدرس العقدي عند صوفية الغرب الإسلامي: الشيخ أحمد زَروق نموذجا، لصاحبها هشام الحليمي.

 

المنهج المتبع :

سيلاحظ المطالع لهذه المقالة أني استعنت بالمنهج الوصفي التحليلي أحيانا والمنهج المقارن أو النقدي في بعض الأحايين، وذلك بحسب ما يتناسب وطبيعة الدراسة، كما أني تعمدت التعليق على أقوال الأعلام وتحليل آرائهم.

يحتل التصوف مكانة كبيرة في الساحة الفكرية الإسلامية، إذ يعده بعض العلماء والدارسين أحد الموضوعين الأساسيين الخاصين بعلم الشريعة الإسلامية، إلى جانب الفقه الذي يبحث في أحكام أفعال الإنسان الخارجية المتعلقة بالعبادات والمعاملات، باعتبار أن التصوف يبحث في الأحكام الشرعية للأفعال الباطنة.

ومن جانب آخر يعد التصوف أحد اتجاهات الفكر الإسلامي الذي يقف إلى جانب علم الكلام والفلسفة الإسلامية، على اعتبار أنه يعتمد على منهج معرفي يقوم على التصفية والمجاهدة والحدس، فيما يعتمد علم الكلام على الجدل في دفاعه عن العقيدة الدينية، والفلسفة تستند إلى البرهان العقلي في الوصول إلى المعرفة في المجالين العلمي والديني إن صح التعبير.

والواقع أن أهمية التصوف اليوم لا تكمن في أصوله الاعتقادية[1]، بقدر ما تكمن في الحقل المعرفي الذي أسس له وفي الأصول التي تولدت عنه.

فأهمية التصوف بالنسبة للثقافة الإسلامية تتجلى في إعادة قراءة التراث الديني على وفق منهج معرفي خاص، يقع خارج إطار دائرة الثقافة الدينية الإسلامية التقليدية – الفقهية والكلامية -، وربما كان ذلك سببا لاتهامهم بالكفر وإقصائهم عن الكيان الإسلامي الفكري والاجتماعي.

وإننا في هذا المقال وعلى الرغم مما تفرضه طبيعة التقصي في معاني التصوف بالنظر إليه كنوع من التجربة الروحية التي لها ما لها من سمات وأبعاد سيكولوجية خاصة ولها ارتباطات سوسيولوجية أيضا مع باقي أفراد وسط الفاعل لها… يبقى البحث المنهجي ذو مغزى وفائدة في استكناه الظاهرة الصوفية وأيضا ذو فائدة في معرفتها بشكل علمي وموضوعي بعيدا عن الذاتية التي غالبا ما تحول كنوع من العوائق المعرفية بين الدارس وبين حقيقة النزعة الصوفية.

فــ ” العقل البشري معني برؤية الحقيقة، والعقل مكون ليملك نفاذا لهذه الحقيقة والتي كانت فعلا موجودة في الأشياء أو في العالم ، ولكن العقبات والموانع حول هذه الحقيقة هي ما تمنعه من رؤيتها، والتي قد تكون ظروفا اقتصادية أو اجتماعية أو المعتقدات والأساطير الدينية ، ” [2]

فمن أجل مقاربة التصوف مقاربة علمية كان لزاما علينا تخطي أحكام القيمة والأحكام المسبقة كتلك التي يسوقها كل من المتحمسين للنموذج الصوفي باعتباره المخلص لما تتخبط فيه الأمة أو غيرهم من الذين يرون فيه نوعا من النكوص والذوبان.. وذلك لأن المنهج البحثي القويم يستدعي منا وضع الحالة أو الظاهرة موضع الدرس بغرض معرفة جزئياتها وملابسة نشأتها وعوامل انتشارها وكذا تاريخها.. بعيدا عن كل ما من شأنه توجيه نتائج البحث بشكل مسبق كالإيديولوجيات أو التوجهات السياسية.

وقد تباينت تصورات العلماء في القديم والحديث حول التصوف وذهبوا فيه سبلا شتى حتى أن الإمام السبكي في الطبقات أورد له ما يناهز ألف تعريف وحد استقصاها من موارد عرف أصحابها بتصوفهم عند القاصي والداني.

وبناء على هذا فإن مفهوم التصوف هلامي غير منضبط أو متعين فيصعب إن لم نقل يستحيل أن يحسم فيه وذلك بكل بساطة لارتباطه بالتجربة الصوفية التي تتسم بالفردانية وبالتالي هي بعدد أنفاس الخلائق، فالتجربة الصوفية مختلفة عن مثيلاتها والتعريف الذي يبنى بناء على تلك التجربة حتمي الاختلاف عن باقي التعاريف .

ومن ذلك ما ورد في الرسالة القشيرية من تعريف للتصوف بأنه ” ذكر مع اجتماع، ووجد مع استماع، وعمل مع اتباع”[3]

وهو تعريف يجمع بين توليفات سجعية تظهر في أول وهلة أنها بسيطة ولكنها إذا ما تم إرجاعها إلى القاموس الصوفي أو قرائتها ضمن البراديغم الصوفي سيكون لها عمق دلالي لا يدركه إلا الراسخون في التصوف، ويرى بعض الدارسين أن الغاية والهدف من عمومية تعريف أهل التصوف لطريقتهم وغموضه هو رغبتهم في الإلغاز والإسرار لمذهبهم على المشاكسين من الفقهاء وغيرهم وهذا ما يفسر مساءلة الإمام الكلاباذي[4] للصوفية : ” ما بالكم ، أيها المتصوفة ، اشتققتم ألفاظا ، أغربتم بها على السامعين ، وخرجتم عن اللسان المعتاد، هل هذا إلا طلب للتمويه أو ستر لعوار المذهب ” [5]، فهذه عينة من العناصر التي تجعل تعريف علم التصوف ممتنعا على الحصر .

وبسبب تقولب التصوف بقوالب كثيرة، ذهب البعض إلى أنه قد دخلت عليه عناصر  أجنبية رأوها بعيدة كل البعد عن روح الإسلام وجوهره المنحصر في القرآن والسنة، فقد قاد ذلك البعض – سواء من داخل دائرة الإسلام أو خارجه كالمستشرقين – إلى الجزم بأن  منشأ التصوف ومصدره يرجع إلى عناصر خارجية دخيلة على الإسلام، ويقصد هنا في المقام الأول المؤثرات الهندية والفارسية، إلى جانب أخرى يونانية ومسيحية وفلسفية وهرمسية وغنوصية… وغير ذلك من المؤثرات غير الإسلامية[6].

وعودا على بدء فإنا نؤكد أن الاعتناء بالتصوف قديم فقد تناوله بالدرس والتحليل العلماء والمؤرخون العرب والمسلمون مثل الطوسي[7] والكلاباذي والقشيري[8] وغيرهم كما ألف فيه الفلاسفة كابن سينا[9] والغزالي[10] وابن خلدون[11] وغيرهم وتجادل فيه الفقهاء وعلماء الكلام، إضافة إلى جهود المستشرقين أمثال: ماسينون[12]، ونيكلسون[13]، وغيرهما.

فلم يستقر هؤلاء على قول موحد، حيث تباينت آراؤهم واختلفت تصوراتهم حول مفهوم التصوف، ومن تم فغير مجد التطرق إلى جرد كل تعاريف التصوف وتتبع مفاهيمه وإشكالاته في تفاصيلها الدقيقة، فهي كثيرة ومتشعبة غير أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، حيث يبدو لزاما معرفة التصوف قبل الحديث عنه إذ الحكم على الشيء فرعه عن تصوره .

فبمجرد أن نشرع في البحث عن مصطلح التصوف فإننا نجد تضاربا كبيرا في الأقوال حول أصله اللغوي، حيث يقال إن أول من عرف عليه لقب صوفي هو أبو هاشم الكوفي المتوفى سنة 120هـ، غير أن الحكيم الطوسي نقل عن الحسن البصري المتوفى سنة 110هـ أنه قال ” رأيت صوفيا في الطواف، فأعطيته شيئا، فلم يأخذه، وقال: معي أربعة جوالق فيكفيني ما معي”.

وبالنسبة لنا كباحثين لا نسلم بتدليل هذه النقول على المراد بحيث أن المصطلحات تتطور عبر الزمن بحيث تتغير الدلالة بين اللفظ والمعنى بحيث يعبر الكاتب عن معنى قديم بمصطلحات عصره المتداولة فيحتمل أن يروج لفظ الصوفي في زمن الطوسي بحيث كان يقرن بأشخاص ذوي صفات وسمات معينة وعند نيته التعبير عن شخص يحمل نفس السمات في رواية البصري استعمل نفس المصطلح مما لا يلزم منه وجود مصطلح الصوفي أيام الإمام البصر.

وبالرجوع إلى كتب اللغة وبعض القواميس التي يعتد بها نجد أن ابن فارس أورد بأن مادة : ” صوف: الصاد والفاء أصل واحد صحيح، وهو الصوف المعروف، والباب كله يرجع إليه، يقال كبش أصوف وصوف وصائف وصاف، كل هذا يكون كثير الصوف، فأما قولهم صاف عن الشر، إذا عذل فهو من باب الإبدال، يقال صاب إذا مال “.[14]

وهي عند ابن منظور : ” وصاف السهم عن الهدف يصوف ويصيف عدل عنه ….، ومنه قولهم صاف عني شر فلان وأصاف الله عني شره “.[15]

وجاء في المعجم الوسيط ما نصه : ” صاف الكبش صوفا ظهر عليه الصوف فهو صائف وكثر صوفه فهو أصوف وهي صوفاء، تصوف فلان صار من الصوفية، التصوف طريقة سلوكية قوامها التقشف والتحلي بالفضائل لتزكو النفس وتسمو الروح … “.[16]

وبالعودة إلى أحد أقدم الكتب العربية في التصوف وهو كتاب ” اللمع ” للإمام أبي نصر السراج الطوسي المتوفى سنة 387 هـ، نلفيه يرجع تسمية الصوفية إلى اللباس الذي اتخذوا منه شعارا ورمزا، وهو لباس الصوف، ولم ينسبوا إليه على أنه علم من العلوم كالعقيدة والفقه والحديث والتفسير، ولا إلى حال من أحواله كالحزن أو القبض أو البسط أو الفناء .

أما الكلاباذي في كتابه ” التعرف لمذهب أهل التصوف ” المتوفي سنة 385هـ فيرى أن تفسير هذه الكلمة متعدد، فطائفة قالوا إنما سموا صوفية لصفاء أسرارهم ونقاء سريرتهم وجميل آثارهم، وذهب آخرون إلى أنهم سموا صوفية لأنهم في الصف الأول بين يدي الله بارتفاع هممهم وعلو إرادتهم في العبادة، وذهب آخرون إلى أنهم سموا صوفية لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصفة الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم….[17]

أما أبو القاسم القشيري في كتابه ” الرسالة القشيرية ” فيقول: ” ليس لهذا الاسم من حيث العربية، قياس ولا اشتقاق، والأظهر أنه كاللقب “[18]

وسئل رويم عنه فقال : ” التصوف هو استرسال النفس مع الله تعالى على ما يريد “.[19]

وقال معروف الكرخي : ” التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق “.[20]

وعرفه المزين بقوله : ” هو الانقياد للحق “.[21]

وعرفه الإمام السيوطي بأنه : ” تجريد القلب لله تعالى واحتقاره ما سواه “.[22]

وهو عند الشيخ زروق ” صدق التوجه إلى الله بما يرضاه من حيث يرضاه “.[23]

وجماع الكلام وعصارة هذه التعاريف أن التصوف هو كل فعل أو أمر متسم بالخيرية أو بعبارة أخرى هو كل خلق كريم ، وقد أجاد الإمام ابن القيم حين لخص القول في قوله :  ” … واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم : أن التصوف هو الخلق، وجميع الكلام فيه يدور على قطب واحد : هو بذل المعروف وكف الأذى[24]

ومن الواضح كما سبق القول أن تعاريف التصوف تتعدد وتتلون تبعا للأحوال والمقامات، وكذلك تتباين حسب العصور والبيئات، وبعض البلاد الإسلامية عرفت انتشارا للتصوف ملحوظا، ومنها شمال إفريقيا وخاصة المغرب، التي تنبت الأولياء كما تنبت الأرض الكلأ[25] ولذلك قيل قديما إذا كانت أرض المشرق بلاد الأنبياء فبلاد المغرب أرض الأولياء.

واحتراما للتوجه الرئيس للبحث، كان لزاما علينا استدعاء تعريفات صوفية الغرب الإسلامي بشكل أخص، وبمجرد أن يذكر صوفية المغرب إلا ويتطرق إلى الذهن اسم ابن عجيبة والذي يرى التصوف بأنه: ” علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، أو تصفية البواطن من الرذائل وتحليتها بأنواع الفضائل، أو غيبة الخلق في شهود الحق مع الرجوع إلى الأثر، أوله علم ووسطه عمل وآخره موهبة “[26]

فتعريف ابن عجيبة للتصوف يحيط بأغلب معاني الصوفية، إن لم نقل كلها وذلك بألفاظ بليغة موصلة للدلالة المقصودة، فمن حيث المعنى يؤكد هذا التعريف أن التصوف علم وعمل وأخلاق، ثم أخيرا هبة من الله وتوفيق من الخالق ، ولذلك فهو تعريف يسد مسد كل باقي التعاريف ولعل سبب ذلك أن ابن عجيبة تأخر عن الباقين وبالتالي فحظه من العلم يكون أكبر بحكم التراكم ولذلك جعلناه محل الخلاصة .

بعد هذه المقدمة النظرية سنمضي قدما إلى بسط الكلام عن تاريخ التصوف في الغرب الإسلامي وتسليط الضوء على حقب طويلة، حيث يجده الدارس أنه خضع لتطور مستمر مما أكسبه ثيمة وطابعا ميزه عن نظيره في المشرق الإسلامي. وعندما نمعن النظر في كل حقبة من تاريخ تصوفنا التليد نلفي أن هنالك رافدا طغى تأثيره على الروافد الأخرى مما جعل لكل طور سمة معينة.

وسنحاول تتبع قدر الإمكان أهم القنوات التي أثرت في التصوف المغربي، منذ نشأته الأولى، مع الوقوف على تلك الادعاءات التي ترجعه إلى حقبة الدولة المرابطية[27]، وبالضبط مع بداية افول نجمها، ولكن الأمر ليس كذلك، فالتصوف لم يكن ظهوره مرتبط بالأزمات.

وقد تأثر وتشبع – التصوف المغربي – بعدة قنوات مشرقية، باعتبار المشرق منطلق التصوف، وهذه حقيقة لا يتمارى فيها اثنان، وكان هذا التأثر عن طريق الرحلات سواء للحج أو لطلب العلم على كبار مشايخ المشرق الإسلامي.

ينضاف إلى هذا تأثير كل من العدوتين – إفريقيا والأندلس -، فقد كان لها الفضل الكبير على التصوف المغربي، سيما بعدما حل بعض المتصوفة بأغمات قادمين من القيروان.

وإن أغلب الدارسين والباحثين يعزي ظهور الفكر الصوفي في المغرب الإسلامي إلى عدة عوامل نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.

 

1- الاحتكاك بالمشرق الإسلامي

إن التفاعل المغربي المشرقي الذي شمل مجالات وميادين جمة من خلال علاقات متينة ساهم في توطيد الفكر الصوفي في الغرب الإسلامي، من ذلك مثلا رحلة الحج ورحلة طلب العلم ورحلة التجارة.

فبديهي إذن أن يكون المشرق الإسلامي مصدر تأثير مباشر باعتباره – المشرق – منطلق التصوف[28]،  ” فطبقا لوحدة الظاهرة الصوفية في العالم الإسلامي، لا سبيل لإنكار التلاقح الروحي بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه “[29].

ولا شك في هذا، فالتصوف بالمغرب الإسلامي جزء لا يتجزأ من التصوف الإسلامي المشرقي، وقد تم هذا التلاقح عن طريق الحج والرحلات العلمية، فقد كان المغاربة يذهبون المغاربة لأداء مناسك الحج وعند العودة منه يكونون قد تشبعوا بأفكار وتعاليم وسلوكيات صوفية وتحملوا مؤلفات لها صلة بالتصوف سيعملون على نشرها فيما بعد.

وقد ساعد على سيادة التوجه الرقائقي، كذلك أن معظم أقطاب التصوف بالمغرب، كانوا من العلماء العاملين، الذين زاروا مهد الوحي وفضاء الرسالة، لأداء فريضة الحج، فوقع احتكاك بعلماء المشرق فقرة الحج.

ومن ثم، تعميق المعرفة الشرعية، بل إن بعض الباحثين[30] يذهب إلى أن التصوف تسرب إلى المغرب صحبة حجاج الأماكن المقدسة، وطلاب العلم من المغاربة في الديار المشرقية، وبغض النظر عن دقة هذا الحكم، فهو يعكس انشغالا بقصة البداية قضية النشأة، والواقع أن التصوف في المغرب، قد مر بمراحل وقطع أشواطا من الترقي في السلوك الصوفي، من الطبيعي أن يبدأ بتقليد المشارقة أولا، قبل أن يؤسس لنفسه تصورات خاصة به، تميزه عنما هو سائد في المشرق.

وقد بدأت قصة التصوف في بلاد المغرب إلى القرنين الخامس والسادس الهجريين وبالضبط إلى واقعة إحراق كتب الصوفية وبالذات كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي إبان حكم المرابطين وذلك لما يشتمله من تأويل للآيات والأحاديث مما يتماشى مع فكر غريب عن فكر فقهاء المالكية المرابطين ، وكل ذلك بطلب من الأمير يوسف بن تاشفين .

فقد جاء في التشوف للزيات أنه : ” لما أفتى الفقهاء بمراكش بإحراق كتاب الإحياء للغزالي أحرق بصحن جامع السلطان ”  [31]

ولقد كان لمثل هذه السياسات نتائج عكسية غير مرجوة تعزز مكانة أهل التصوف مما أكسبهم شعبية فيما بعد أيام الموحدين.

ينضاف إلى ذلك أيضا السلسلة الرجالية الممتدة من المشرق إلى المغرب عبر ثنائية الشيخ والمريد والعالم والمتعلم، ويشهد لذلك قول أبو مدين شعيب : ” وطريقتنا هذه أخذناها عن أبي يعزى بسنده عن الجنيد عن سري السقطي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العالمين ”  [32]

ومن القصص التي تذكر في شأن تفاعل المشارقة مع المغاربة في مجال التصوف قصة أوردتها زكية زوانات منقولة عن ابن مبارك اللمطي :  ” وذلك أنّه كان شيخٌ مِنْ رَكْبِ الحجيج ، وكان من بلاد المغرب ، وكان يعتني كثيرا بلقاء الصالحين ويحبّهم ، ويُفَتِّش على الذي يربح على يديه . فكان هذا دأبه إذا طلع إلى المشرق وإذا رجع . فالْتقى بمصر مع بعض الصالحين ، فأعطاه أمانة وقال له الرجل : الذي يطلبها منك هو صاحبك . فما زال يطوف على الصالحين الذين يعرفهم واحدا واحدا حتّى قدِم لبلده ودخل داره ، وبقى ما شاء الله ، فلقيه ذات يوم جاره فقال له : أين الأمانة التي أعطاكها فلان بمصر ؟ فعَلِمَ أنّ جاره هو صاحب الوقت ”  [33]

 

2- فضائل إفريقية على التصوف بالمغرب

تعد إفريقيا بمثابة القناة الثانية التي تأثر بها التصوف المغربي، وذلك عبر حاضرة القيروان التي ترددت فيها أصداء المدارس الصوفية المشرقية، ويكفي شرفا أن حل بها ذو النون المصري ردحا من الزمن بحثا عن الصلحاء، واستوطنها كذلك العديد من الصلحاء الزهاد، وقد عرفت عبادا ونساكا من القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي.

ويعتبر الزاهد إسماعيل بن عبيد الأنصاري، الذي تصفه المصادر بأنه كان من أهل الفضل والعبادة والنسك والإرادة[34]، أهم الأعلام الصوفية العالمين العاملين الذين أسهموا بنصيب وافر في نشر التصوف في بقاع الغرب الإسلامي ولا ننسى التابعي أبي يزيد اللخمي ت: 172هـ، الذي كان زاهدا قانتا، وكان يوصي فيما يوصي بكتاب الله عز وجل.

والمطلع لكتب التراجم يجدها ضمت بين دفتيها أسماء عديدة لزهاد كثر، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الزاهد عبد الخالق المعروف بالقتاب، والزاهد عبد الملك بن أبي كريمة، وحمدون بن عبد الله العسال، وغيرهم كثير.

والذي يهمنا نحن، هو أن معظم هؤلاء الصلحاء هاجروا من إفريقية صوب المغرب الأقصى، بل منهم من استقر به المقام به – المغرب الأقصى – مساهمين في نشر مبادئ التصوف، ومن الشخصيات التي حازت قصب السبق في نشر التصوف في المغرب الإسلامي نجد ابن سعدون القيراوني صاحب عدة تآليف، ينضاف إلى هذه الشخصية، شخصية عبد العزيز التونسي، الذي كان يحث تلامذته من المصامدة على قراءة كتاب ” رعاية حقوق الله ” للمحاسبي، ونحو ذلك من علوم التصوف.

 

ولا ننسى فضل ابي الفضل ابن النحوي الذي أقام مدة ليست بالقصيرة في سجلماسة وفاس، بل يعود له الفضل الكبير في نشر كتاب الإحياء لصاحبه الغزالي حجة الإسلام، والدفاع عنه. وكل هؤلاء اختاروا أغمات مكانا لإقامتهم، ونشر دعوتهم.

 

  • إسهام الموحدين:

أسهمت دولة ابن تومرت في بعث الفكر الصوفي في الغرب الإسلامي، كون المهدي 527 هـ انتقل من تارغة التي تقع في سوس المغرب إلى المدرسة النظامية لطلب العلم على يد حجة الاسلام أبي حامد الغزالي فتشبع بأفكاره الصوفية ثم عاد بها إلى المغرب لينشرها بشكل متواز مع فكره الأشعري .

أيضا ينضاف إلى ما سبق إعطاء الموحدين العقل مكانته التي يستحقها بعد أن عانى هذا الأخير من سنوات طويلة من التعطيل بسبب جمود فقهاء المالكية المرابطين، وما فعله الموحدون يتماشى مع الفكر الأشعري الذي يتخذ من العقل وسيلة لإدراك صفات الله وإثبات وجوده تعالى والمحاجة عن النبوات وما إلى ذلك..

كما رفعوا أيضا الحظر عن الكتب والمؤلفات والمتون الصوفية التي كانت ممنوعة زمن المرابطين فصارت تدرس في الكتاتيب والحلق العلمية… ككتاب إحياء علوم الدين للغزالي وكتاب الرسالة القشيرية للإمام القشيري فبدأ التصوف ينتشر ويسود في الأوساط العلمية والفقهية المغربية .

ويرى بعض الباحثين أن العقلانية المجردة والمفرطة التي جاء بها فكر ابن تومرت جعلت الحياة جافة من الروحانيات والعرفانيات مما صير الناس متعطشين لكل شيء روحاني فلم يكن غير الفكر الصوفي، وبهذا يكون الفكر التومرتيأحد عوامل انتشار الفكر الصوفي .

وفي نفس الاتجاه يحدو دارسون آخرون إذ يرون ان الفكر الأشعري الذي جاء به الموحدون وهو فكر تجويزي بامتياز يجوز عقلا كرامة الولي تصديقا بمعجزة النبي ولا ينفيها كما فعل المعتزلة ساهم بهذا القول في انتشار الفكر الصوفي الطرقي منه خاصة.  [35]

 

  • تأثير الحصون والرباطات

انتشرت القلاع والحصون والثكنات والرباطات بالسواحل والثغور بهدف الدفاع والدود عن حياض الأراضي الإسلامية وصد الهجمات البحرية التي كانت تشنها الأساطيل البرتغالية والاسبانية، فكانت هذه الأماكن بمثابة خلوات وزوايا وتكايا صوفية للعبادة والذكر والتفرغ من الدنيا.

واستغل قواد الحرب هذه الخصيصة وسعوا إلى نشر التصوف لكسب المزيد من المريدين الذين سيشكلون في نفس الوقت مجاهدين وجندا ، وبهذا انتشر التصوف بين صفوف الناس وساد يقول الطاهر بونابي : ” أن الحركة الصوفية التي شهدت المغرب في القرنين السادس والسابع الهجريين 12 و13 للميلاد هي نتاج عمل الرباط والرابطة ” مما يؤكد ما سبق طرحه من ان الحصون لعبت دورا طلائعيا في نشر الفكر الصوفي في شمال إفريقيا عامة وفي المغرب الأقصى خاصة.

وفي الأخير خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:

  • إذا كان العقل وحده يكفي لإثبات الأشياء والحقائق، فهناك مواضيع وحقائق لا يكفي العقل فيها وحده، مما يجعل الحاجة دائمة إلى – القلب والوجدان -، في إدراك ما غاب وما عجز عنه العقل، الشيء الذي يعطي للتصوف المكانة العليا في الوصول إلى حقائق الأشياء، عن طريق الكشف والإلهام والتجليات، المنطبة بالكتاب والسنة.

خاتمة

يتبين لنا من خلال هذا العرض السريع أن التصوف بالمغرب الإسلامي ظهر وظهور الدعوة الإسلامية به، أي منذ القرون الهجرية الأولى.

فالتصوف المغربي نهل من مجموعة من القنوات، تأتي على مقدمتها القناة المشرقية، فإليه يعود الفضل كله في تشكل ملامح التصوف المغربي.

فرغم أننا بصدد الحديث عن أثر التصوف في المشرق وانتقاله إلى هذه الرقعة – المغرب الإسلامي – إلا أننا ننبه إلى أن أساس التصوف المغربي تمثل في التمسك بالتوجه السني المعتدل بعيدا عن الانزياح الغنوصي والتطرف والمغالاة [36] الشيء الذي كان له دور كبير في ترسيخ التصوف الرقائقي، إلى جانب العامل السياسي كان له تأثير ملحوظ في انتعاش تصوف رقائقي مرغوب، وإبعاد آخر غير مرغوب، أو بالأحرى إظهار الأول وكتمان الثاني، وقد كان صوفية المغرب على وعي بهذه القضية، فحرصوا على إخفاء بعض الحقائق الصوفية، والتركيز على ما يخدم الحياة الدينية المباشرة لعامة الناس، أي إحياء الأخلاق الفاضلة، وتزكية النفوس من خلال تخليتها من الرذائل وتحليتها بالفضائل وقد أثر هذا التوجه الرقائقي العام على اهتمامات متصوفة المغرب الذين ” ابتعدوا عن التصوف الفلسفي ” [37] الذي كان شائعا في الأندلس.

 

 

 

لائحة المراجع المعتمدة:

 

  1. الطوسي السراج، اللمع في التصوف، تحقيق وتنقيح: عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور، دار الكتب الحديثة، مصر، مكتبة المثنى، بغداد
  2. محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط 1980
  3. أبو العلا عفيفي، التصوف الثورة الروحية في الاسلام، دار المعارف، القاهرة، ط 1، 1963
  4. معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس ج 2
  5. لسان العرب ابن منظور ج4
  6. المعجم الوسيط، ابراهيم مصطفى ج 1
  7. أبو القاسم القشيري، الرسالة القشيرية
  8. محمد الزحيلي، تعريف عام بالعلوم الشرعية
  9. فؤاد صالح السيد، الأمير عبد القادر متصوفا وشاعرا،المكتبة الوطنية للكتاب
  10. ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ابن قيم الجوزية، تحقيق وتعليق، محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، ط1
  11. ابن قنفد، أبو العباس أحمد الخطيب القسطنطيني ت 810 هـ ، أنس الفقير وعز الحقير، تحقيق محمد الفاسي وأدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، د.ط 1965
  12. أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني ت 1224 ه ، معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ضمن كتاب: شرح صلاة القطب بن مشيش، سلسلاتنوارنية فريدة من تأليف سيدي أحمد بنعجيبة، السلسلة الأولى، تحقيق العمراني الخالدي عبد السلام، دار الرشاد الحديثية، ط: 1 ، 1999
  13. عبد الجليل لحمنات، التصوف المغربي
  14. إبراهيم القادري بوتشيسش، المغرب والأندلس في عصر المرابطين، المجتمع، الذهنيات، الأولياء، منشورات الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية، ط 2، تطوان: 2004
  15. أحمد الوارث، الأولياء ودورهم الاجتماعي والسياسي في المغرب خلال القرن السادس عشر، رسالة لنيل ديبلوم الدراسات العليا في التاريخ، تحت إشراف أحمد بوشور ، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز– 1988
  16. التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي ، بن الزيات ، تحقيق : أحمد نوفبق، الرباط : منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1997 ، ص : 2.
  17. البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، ابن مريم ، ص 115 . الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعية ، 1986
  18. الطرق الصوفية في الجزائر وبلاد المغرب ودورها في نشر الوعي والإخاء والتضامن الاجتماعي ، بن حيدة يوسف
  19. المالكي، أبو بكر بن عبد الله بن محمد ت474هـ، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم، تحقيق بشير البكوش، مراجعة محمد العروسي المطوي، 3 أجزاء، دار الغرب الاسلامي، بيروت 1983، ج1
  20. عبد الوهاب الفيلالي، عوارف معرفية من التصوف وأدبه في المغرب، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط 1، 2010،
  21. محمد فتحة، النوازل الفقهية والمجتمع: أبحاث في تاريخ الغرب الإسللامي، منشورات كلية الآداب بن مسيك، جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، 1999

name=”_ftn1″>[1] أجمع مؤرخو التصوف على أن هذا العلم قد بنى قواعده على أصول صحيحة وقواعد متينة من الكتاب والسنة الصحيحة، أما رجال التصوف فقد أجمعوا على أنهم براء ممن خرج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال إمام الصوفية أبو القاسم الجنيد ” من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بأصول الكتاب والسنة “.

[2] يرجع للمناظرة التي جرت بين الفيلسوفين ميشل فوكو و نعوم تشومسكي حول موضوع ” الطبيعة الإنسانية ” .

[3] الطوسي السراج، اللمع في التصوف،، ص:  4

[4] الإمام الحافظ الأوحد ، أبو نصر ، أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رستم ، البخاري الكلاباذي ، وكلاباذ محلة من بخارى . ولد في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة .

[5] محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط 1980، ص 88

[6] لعل المرحوم محمد إقبال أشار إلى هذه الإشكالية مُصححا ما ذهب له بعض المستشرقين قائلا: ” ليس من الصواب أن نرجع كل ظاهرة في بيئةٍ ما إلى عوامل خارجة عنها فنُهمل بذلك العوامل الداخلية، فإنه لا فكرة من الأفكار ذات قيمة يكون لها سلطان على نُفوس الناس إلا إذا كانت تمتُّ إليهم بصِلَة، فإذا جاء عامل خارجي أيقَظَها، ولكنه لا يَخلقها خلقًا، وعندما بحث المُستشرقُون في أصل التصوُّف، ذهبوا إلى أن مردَّه إلى هذا العامل الخارجي أو ذلك، ونسوا أن أيَّة ظاهرة عقلية أو تطوُّر عقلي في أمة، لا يكون لهما معنًى ولا يفهمان إلا في ضوء الظروف العقلية والسياسية والدينية والاجتماعية التي عاشَت فيها هذه الأمة قبل ظهور تلك الظاهرة “، وبالتأمل في هذه العبارة الوجيزة، نجد  المرحوم إقبال توجه بالنقد للمستشرقين، وصحح لهم الفهم المغلوط في مسألة نشأة التصوف

[7]هو شيخ الشيعة ، وصاحب التصانيف أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي . قدم بغداد ، وتفقه أولا للشافعي . ثم أخذ الكلام وأصول القوم عن الشيخ المفيد رأس الإمامية ، ولزمه وبرع ، وعمل التفسير ، وأملى أحاديث ونوادر في مجلدين ، عامتها عن شيخه المفيد

[8] الإمام الزاهد ، القدوة ، الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري ، الخراساني ، النيسابوري ، الشافعي ، الصوفي ، المفسر ، صاحب ” الرسالة ” .

[9] العلامة الشهير الفيلسوف ، أبو علي ، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا ، البلخي ثم البخاري ، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق .

[10] هو الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي ، الشافعي ، الغزالي ، صاحب التصانيف ، والذكاء المفرط .

[11] اسمه عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن. ولد ابن خلدون في تونس عام 732هـ لأسرة عربية يتصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر، ويمتد أصلها إلى قبيلة يمانية بحضرموت، ولقد هاجر أجداده إلى قرمونة بالأندلس، وأول من دخلها من أجداده خالد بن عثمان، ولقب بابن خلدون بزيادة واو ونون إلى اسمه كعادة أهل الأندلس.

[12] يعد لويس ماسينيون من أكبر مستشرقي فرنسا ، والذي تسنم مناصب حساسة كان لها الدور الكبير في خدمة المشروع الاستشراقي والاستعماري والتبشيري الفرنسي ، فقد شغل منصب مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية ، وكان الراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر

[13] رينولد ألين نيكلسون: هو مستشرق إنجليزي. تخصص في التصوف و الأدب الفارسي ويعتبر من أفضل المترجمين لأشعار جلال الدين الرومي.

[14] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج2 ص: 322

[15]  ابن منظور، لسان العرب ج4 ص 2528

[16] ابراهيم مصطفى، لمعجم الوسيط، ج 1 ص 529

[17] الكلاباذي، التعرف لمذهب اهل التصوف، مصدر سابق، ص: 50

[18] أبو القاسم القشيري، الرسالة القشيرية، مصدر سابق، ص: 426

[19] نفس المصدر ص: 386

[20] نفسه ص: 387

[21] نفسه ص: 387

[22] محمد الزحيلي، تعريف عام بالعلوم الشرعية،  ص: 189

[23] فؤاد صالح السيد، الأمير عبد القادر متصوفا وشاعرا، ص : 114

[24] ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ص: 590

[25] ابن قنفد، أبو العباس أحمد الخطيب القسطنطيني ت 810 هـ ، أنس الفقير وعز الحقير، ص: 63

[26] أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني ت 1224 ه ، معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ضمن كتاب: شرح صلاة القطب بن مشيش، سلسلاتنوارنية فريدة من تأليف سيدي أحمد بنعجيبة، ص: 69

[27] قد حاول بعض الدارسين تمويه حقيقة علاقة المرابطين بالتصوف بحيث صوروا المرابطين الذين تعودوا الزهد والتقشف وحياة المرابطة… وهم حقا كانوا كذلك وإنما كان اعتراضهم على التصوف الفلسفي وكمثال على هذا ما أورده عبد الله احميدة من ”  أن المرابطين تعودوا على حياة الرباط وألفوا الزهد،ومع ذلك فإنهم ّأنكروا التصوف الفلسفي أيما إنكار، واعتبروه من أخطر البدع في الإسلام، وناصبوه العداء، ووقفوا ضده بحزم، كما فعلوا مع غيره من البدع ”   وهنا يأتي السؤال المرتبط بالوقائع التاريخية : هل كتب الإمام الغزالي تدخل ضمن كتب التصوف الفلسفي المنحرف حتى يفتى بحرقها بساحة المسجد الأكبر

[28] عبد الجليل لحمنات، التصوف المغربي، ص: 165

[29] إبراهيم القادري بوتشيسش، المغرب والأندلس في عصر المرابطين، المجتمع، الذهنيات، الأولياء، منشورات الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية، ص: 129

[30] أحمد الوارث، الأولياء ودورهم الاجتماعي والسياسي في المغرب خلال القرن السادس عشر، رسالة لنيل ديبلوم الدراسات العليا في التاريخ، تحت إشراف أحمد بوشور ، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز – 1988

[31] ابن الزيات، التشوف إلى معرفة رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي ، ص: 145 .

[32] ابن مريم، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، ص: 115  ص: 115

[33] بن حيدة يوسف، الطرق الصوفية في الجزائر وبلاد المغرب ودورها في نشر الوعي والإخاء والتضامن الاجتماعي ، ص: 17

[34] المالكي، أبو بكر بن عبد الله بن محمد ت474هـ، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم، تحقيق بشير البكوش، مراجعة محمد العروسي المطوي، 3 أجزاء، دار الغرب الاسلامي، بيروت 1983، ج1، ص: 107

[35] بن حيدة يوسف، ص 20 ، من المرجع السابق .

[36]عبد الوهاب الفيلالي، عوارف معرفية من التصوف وأدبه في المغرب، ص: 94

[37] محمد فتحة، النوازل الفقهية والمجتمع، ص: 161

 

______________________________

*نقلاً عن موقع “الرابطة المحمدية للعلماء” – المملكة المغربية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى