غير مصنف

“الخالدون” الذين تغنى بهم الجزائريون

“الخالدون” الذين تغنى بهم الجزائريون

 

كثيراً ما يردّد فنّانون جزائريون في أغانيهم أسماء أشخاص، هم في الحقيقة أعلام ومشاهير من داخل البلاد ومن خارجها، لكن هناك من لا يعرف بمن يتعلّق الأمر ولا يدرك قيمة الشخصية التي تغنّى بها أولئك الفنانون.

‘الراي، الحوزي، السطايفي.. الشاوي’، كلها طبوع غنائية جزائرية حفلت بأسماء هؤلاء المشاهير، فما هي قصتهم؟

سيدي الهواري.. ‘سيّد وهران’

تردّد اسم سيدي الهواري كثيراً في أغاني “الراي” في الغرب الجزائري، ومن أبرز من تغنى به الشاب خالد، الذي يقول في إحدى أغنيه “يا فرحي على أولاد الحمري.. أولاد المدينة وسيدي الهواري”.

وسيدي الهواري هو الشيخ محمد بن عمر الهواري، ولد في مستغانم (غرب) سنة 1350م، يعدّه أهل وهران من أهل العلم ووليّا من أولياء الله الصالحين.

​​حفظ القرآن صغيرا وانتقل إلى الصحراء للاستزادة من العلم ثم إلى بجاية، كما سافر إلى فاس بالمغرب طلبا للعلم، وفي سن 25 سنة كتب كتابه “السهو في الطهارة والصلاة” باللغة العامية تبسيطا للناس.

درّس في فاس ثم سافر إلى تونس وليبيا، وأقام بالأزهر في مصر ثم الحجاز، حيث حج وزار المسجد الأقصى ثم دمشق ورجع أخيرا إلى وهران، حيث فتح زاويته وظل يدرّس إلى أن توفي عن 89 عاما، ولا يزال ضريحه في وهران إلى اليوم معلما من معالم المدينة.

سيدي الخير.. ‘عامر الاحرار’

في مدينة سطيف (شرق)، يتغنى ‘السطايفيو’ن برجل اسمه “سيدي الخير“، وتقول إحدى أشهر الأغاني الرياضية “يا سيد الخيّر يا عامر الاحرار.. تربح الكحلة ونهدي ليزار”.

ولد سنة 1780م بسطيف، حفظ القرآن صغيرا، واشتهر بين قومه بحل النزاعات والسعي إلى إصلاح ذات البين.

​​كان فلاّحا، وهو أصيل عائلة صيفي العريقة بسطيف، التي عمّرت (بنَت) المنطقة، لذلك أطلق عليه لقب “عامر”.

تقول الروايات إنه قضى حياته عابدا زاهدا، وإنه ارتقى إلى مصاف “أصحاب الكرامات”.

تؤكد روايات أهل المنطقة أن سيدي الخير اختار مكان دفنه قبل موته، وتحوّل هذا المكان اليوم إلى زاوية فيها ضريحه، يزوره السطايفيون بصفة خاصة في المناسبات والأعياد، ومن أبرز زواره فريق وفاق سطيف لكرة القدم بعد كل نصر أو كأس يفوز بها.

سيدي بومدين.. شيخ تلمسان

تقول كلمات أغنية تلمسانية مشهورة من طابع ‘الحوزي الأندلسي’، “سيد بومدين جيتك زاير.. داويني نبرا”، ويشير اسم بومدين إلى واحد من أشهر متصوفة عاصمة الغرب الجزائري، تلمسان.

اسمه أبو مدين شعيب الإشبيلي، أحد أقطاب الحركة الصوفية بالجزائر، كانت حياته مليئة بالزهد والعبادة، حتى اتخذه أهل تلمسان رمزا لمدينتهم واعتبروه وليا صالحا.

​​ولد في سنة 1115م في إشبيلية بالأندلس، تعلم في مدينة فاس بالمغرب من شيوخ التصوف، ثم انتقل إلى المشرق العربي وتلقى العلم هناك على يد كبار المتصوفة، في مقدمتهم الشيخ عبد القادر الجيلالي في مكة.

عاد بعدها إلى بجاية (شرق الجزائر)، التي كانت حاضرة العلم، ثم إلى تلمسان وبها درّس، وتوفي بها سنة 1189م، ولا يزال ضريحه إلى اليوم هناك يزوره الجزائريون.

عبد القادر.. ‘بوعلام’

“عبد القادر يا بوعلام” عبارة ترددت كثيرا في أغان تراثية بالجزائر، تقول كلمات إحداها “عبد القادر يا بوعلام داوي حالي.. داوي حالي يا بوعلام سلطان الأولياء”، وقد غناها بالخصوص مغنو “الراي”.

والمقصود بهذه “الاستغاثة” هو الشيخ عبد القادر الجيلاني، المتصوف الكبير المدفون في العراق، والذي يسميه المشارقة عبد القادر الجيلاني.

​​هو إمام صوفي وفقيه حنبلي، إليه تُنسب الطريقة القادرية الصوفية، ولد سنة 1077م وهناك خلاف حول مكان ولادته هل هو العراق أو إيران.

حفظ القرآن منذ صغره وتلقى علوم الدين في العراق من كبار الفقهاء هناك، وقضى حياته معلّما لعلوم الدين في العراق، لكن صيته بلغ الجزائر والمغرب العربي عبر الطلبة المغاربيين الذين درسوا على يديه.

وتوجد في الجزائر زوايا تسمى باسم الشيخ عبد القادر الجيلالي، يزورها المريدون، ووُصف عبد القادر الجيلالي بـ”بوعلام”، بسبب الأعلام الخضراء التي تعلو قباب الزوايا.

____________________

المصدر: “أصوات مغاربية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى