أبو بكر الرازي
صبا مصلح
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريّا الرازي، هو عالِم مسلم، وطبيب، ومفكّر، وفيلسوف، وكيميائيّ، وفيزيائيّ، ينتمي إلى القرن الثالث الهجريّ.[١]، جَمَع بين مُختلَف العلوم، وساهم في تدعيم النهضة والحضارة الإنسانيّة، ولُقِّب “أبو الطبّ العربي”، درس الرازي علوم الطبّ على يد العالم والطبيب ابن ربن الطبري، فتمكّن من اكتساب مكانةٍ بارزة في الطبّ في عمرٍ صغير، وأصبح خبيرًا فيه، متقنًا له، فكان أوّل من استطاع الاستفادة من المستحضرات الكيميائية في الطبّ، وكتَب عن عدّة أمراض وطُرق علاجها، وكان أوّل من جرّب فعّالية الدواء الجديد على الحيوانات كتجربة، إضافةً إلى أنّه كان أوّل من ربَط بين الحالة النفسيّة والمرضيّة للمريض، مُدرِكًا أنّ تحسّن الحالة النفسيّة للمريض يؤدّي إلى تحسّن الحالة الصحّيّة له، فأصبح طبيبًا مشهورًا يقصده المرضى، ويتوافد إليه طلّاب العلم من شتّى الجهات البعيدة، فأصبح بعدئذٍ المرجعَ الأساسيّ لأغلبيّة الحالات المرضيَة الصعبة والمستعصية، ومن هناك حاز على لقب “جالينوس العرب”.[٢][١]
مولده ونشأته:
وُلد الرازي عام 250 هـ / 865 م في مدينة الريّ في طهران، المدينة التي كانت أوّلَ معين ينهل منه العلمَ، والأدبَ، والنبوغَ، والمدينة التي يُقال بأنه سُمّي بالرازي نسبةً إليها،[٣] ومنذ الصِغر، انصبّت أولى اهتماماته على الموسيقى، فبرع في عزف العود، ثمّ درس الرياضيَات وتعمّق فيها، ثمّ عمِل صرافًا، وبعدها بدأ بدراسة باقي العلوم، فتعلّم الكيمياء وبرع فيها، كذلك الفيزياء، والصيدلة، والطبّ، والفلسفة، وعلم الفلك.[٤]
صفاته:
تميّز الرازي بذكائه، وقوّة ذاكرته، وفطنته، ورزانته، وهدوئه، وكان عادلًا، تحلّى بالعفّة، والنُصح، والإقلال من الجدال الذي لا طائل له، متعهّدًا لطالبي العلم، فكان الزهد دأبه في أموره كلّها، فضلًا عن ذلك، كان أبرز ما تَميّز به العبقريّة؛ فإلى جانب براعته في ميادين عدّة، برع في الطبّ براعةً سبق بها من قبلَه علمًا وعملًا، جاعلًا الجانب الأخلاقي جانبًا لا يمكن فصله عن الجانب المهنيّ في الطبّ، ولا عجب أنّه لُقِّب “أبو الطب العربي” و “جالينوس العرب”، إذا عُدّ أحدَ الأطبّاء العلماء الذين شهد لهم أعلام الطبّ بالتفوّق؛ فشهد له ابن سينا، وابن رشد، وابن ميمون.[٣]
مؤلَّفاته:
قام الرازي بتأليف ما يزيد على مائتي كتاب في مختلَف العلوم، ولكن أشهر كتبه على الإطلاق كان كتاب “الحاوي في علم التداوي”، وهو عبارة عن موسوعة طبّيّة كبيرة، وقد تُرجِم هذا الكتاب إلى اللاتينيّة، واعتمده أطبّاء أوروبا في القرن الرابع عشر ميلاديًّا، وفيما بعد، تمّت ترجمته إلى العديد من اللغات إلى جانب كتب أخرى له، مثل: “المنصوري في التشريح”، و”الحصبة والجدريّ”، فكان لهذه الكتب أهمية عظيمة وأثر واضح في الطبّ، ليس فقط في العالم العربيّ، بل في العالم بأسره،[٣] ومن مؤّلفاته الطبّيّة أيضًا: “بُرء الساعة”، و”الطب الروحاني”، و”المرشد”، “الشكوك على جالينوس”، ومن أشهر مؤلفاته في الكيمياء: “سر الأسرار”، و”المنصوري في الكيمياء”، و”الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب”، وأمّا عن الفلسفة، فله كتاب “رسائل فلسفيّة”، ومقالة “في اللذة”، وفي العقيدة “إن للعبد خالقاً”، وفي الفيزياء “هيئة العالم”.[٣]
وفاته:
تعدّدت الروايات عن وفاة الرازي، لكنّ الأرجح أنّه قد تُوفّي في الريّ، عام 311 هـ /923 م، عن عُمر يناهز ستّين عامًا، وهناك رواية، عن ابن أبي أصيبعة، تقول بأنّه لم يمُت ميتةً عاديّةً، بل قُتل خنقًا.[١]
المراجع:
^ أ ب ت “Abu Baker Mohd Alrazi his Input and achievements”, ResearchGate. Edited.
↑ “The Valuable Contributions of al-Rāzī(Rhazes) in the History of Pharmacy “, foundation for science technology and civilisation, 2007, Page 3. Edited.
^ أ ب ت ث محمد عويضة، بكر الرازي الفيلسوف الطبيب_42967_Foulabook.com_.pdf&hl=ar أبو بكر الرازي الفيلسوف الطبيب، صفحة 21. بتصرّف.
↑ Sharif kaf al ghazal, The Valuable Contributions of al Razi in the History of Pharmacy, Page 3. Edited.
___________________________________________
نقلًا عن موقع ” مفكرون”.