طرق و مدارس

الزاوية القادريَّة ودورها الديني والاجتماعي

الزاوية القادريَّة ودورها الديني والاجتماعي

تعتبر الطريقة القادرية (أو الزاوية القادرية) لمؤسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني المزداد 471 هـ – 1078 م بمدينة راشت الإيرانية بإقليم جيلان إحدى أقاليم بلاد إيران والمنسوب إلى جيلان والمتوفى ببغداد سنة 561هـ – 1066 م من أكبر وأشهر الطرق الصوفية في العالم الإسلامي. وتوجد الطريقة القادرية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وإثيوبيا والصومال وغانا ومالي وغينيا والتشاد والكمرون ونيجيريا وموزامبيق وسيراليون والأردن وفلسطين وسوريا والعراق وإيران وأفغانستان وتركيا والباكستان والهند وبورما والطايلاند وماليزيا وأندونيسيا والصين والاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وألبانبا.
– دورها الديني –
وتعد الطريقة القادرية -يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن فيما كتبه بعنوان: “انتشار الإسلام في القارة الإفريقية”، (مجلة البيئة – السنة الأولى)- أوسع الفرق الدينية انتشارا، وقد دخلت إفريقيا الغربية في القرن الخامس عشر على يد المهاجرين من توات واتخذوا لواتة (بفتح اللام) أول مركز لطريقتهم ثم لجأوا إلى تمبكتو.
وفي مستهل القرن التاسع عشر نجد النهضة الروحية الكبيرة التي كانت تؤثر في العالم الإسلامي تأثيرا عميقا تدفع بالقادرية الذين كانوا يقيمون في الصحراء الكبرى وفي السودان الغربي إلى حياة ونشاط جديدين، وتقوم المراكز الرئيسية لتنظيم دعوة الفرقة القادرية في كنكا ويمبو بجبال فوتاجالون ومسردو ببلاد الماندنجو وموطنهم على نهر الجمبيا.
وكانت هذه المدن تؤلف مراكز النفوذ الإسلامي وسط شعب وثني رحب بالقادرية باعتبارهم كتابا وفقهاء ومعلمين. ولم يمض زمن طويل حتى وجدنا ?فقهاء مثقفين وجماعات من المريدين قد انتشروا في أرجاء السودان الغربي من السينغال إلى مصب نهر النيجر، وكان بعض هؤلاء الذين دخلوا في الإسلام يوفدون لإتمام دراستهم بمدارس القيروان والزيتونة وطرابلس وبجامعتي القرويين والأزهر حتى إذا ما أتموا دراستهم الدينية عادوا إلى أوطانهم مزودين للعمل على نشر العقيدة الإسلامية بين مواطنيهم. وكان المعلمون الذين تربوا في سلك نظام الفرق الصوفية التي كانت تقوم على حب الجار والتسامح يؤسسون ويقومون بالإنفاق عليها، وكان نشاط هذه الجماعة -يقول “سير توماس أرنولد” في كتابه “الدعوة إلى الإسلام”، ترجمه عن الإنجليزية حسن إبراهيم حسن وعبد المجيد عابدين وإسماعيل النحراوي- ذا طابع سلمي للغاية، تعتمد كل الاعتماد على الإرشاد.. كما كان يعتمد على مبلغ تأثير المعلم في تلاميذه، وكما كان يعتمد على انتشار التعليم في الوقت نفسه.
وبذلك برهن دعاة القادرية في السودان على أنهم أوفياء لأهم المبادئ التي كانت تسيطر على مؤسس هذه الجماعة وهي حب الجار والتسامح وغيرهما من الصفات الكريمة. وكان المعلم المسلم كلما تكلم عن أهل الكتاب عبر عن أسفه عما كانوا عليه من باطل ودعا الله أن يهديهم سواء السبيل”.
وقد دخلت الطريقة القادرية إلى إفريقيا السوداء في القرن الخامس عشر الميلادي حسب ما ذكرته الموسوعة الإسلامية باللغة الفرنسية ومجلة غدا إفريقيا في عددها 20 وتاريخ 12 يبراير 1979 الخاص بنهضة الإسلام. وتقول المؤلفات التاريخية إن الطريقة القادرية انتشرت في اسبانيا قبل سقوط غرناطة عام 897هـ.
ويقول المؤرخ الفرنسي دولانوس: إن أبرز نشاط للطريقة القادرية كان في إفريقيا السوداء عندما تولت جماعات من القادرية العمل على نشر الإسلام في صفوف القبائل السود الوثنية في إفريقيا السوداء.
ويقول الدكتور عبد الرحمن زكي في كتابه “المسلمون في العالم اليوم”: انتشرت في أوائل القرن الرابع عشر الهجري الطريقة القادرية بإرشاد الشيخ عمر البكاي، وتفرعت القادرية البكائية التي يتبعها كثيرون في السودان وموريتانيا والسينغال وغينيا ونشأت الطريقة الفاضلية المنسوبة إلى محمد فضل ثم ماء العينين ثم السيدية بالصحراء الكبرى.
وتقول مجلة “الإسلام والتصوف” في عددها التاسع الصادر في فاتح يناير 1961 أن أول طريقة دخلت الصومال هي الطريقة القادرية وذلك على يد اليمنيين والحضارمة الذين استقروا في مقديشو وزيلع وغيرها من المناطق الساحلية ولم تتوغل هذه الطريقة في الداخل إلا في عام 1819م عندما أسس الشيخ إبراهيم حسن جبرو مركزا لها مكان بلدة برديرة الحالية على نهر جوبا، وفي هذه المنطقة أيضا تأسس أول مركز من مراكز استيطان الجماعات الصوفية لزراعة الأرض واستغلالها، ولذلك يطلق الصوماليون عليها جماعة أو جماهة نظرا لقدمها وبدء هذا النظام فيها. ونشر الشيخ عويس بن محمد البراوي هذه الطريقة في جوبا العليا وأسس مسجدا وزاوية في قرية توججلة وتوفي عام 1909 ودفن في بيولي بالقرب من توججلة،  وفي مولده يقام احتفال كبير حول ضريحه يستمر ثلاثة أيام.
ومن مشايخ القادرية البارزين في الصومال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الشاي الشهير بالشيخ صوفي المتوفى سنة 1919 م، وقد أسس زاوية قادرية في مقديشو حيث يوجد ضريحه، وقد زار الأستاذ أبو بكر القادري صاحب مجلة الإيمان هذه الزاوية أثناء إحدى المؤتمرات التي انعقدت هناك. وقد أخذ الشيخ عبد الرحمن بن يوسف القلنقوني على عاتقه نشر الطريقة القادرية في الشمال وخاصة في مديرية مجرتين. وقد ذكر المستشرق الفرنسي فانسان مونطاي، في محاضرته عن الإسلام بالصين وروسيا ويوغوسلافيا التي ألقاها يوم الخميس 31 يناير 1957 بما كان يسمى بمعهد الدروس العليا المغربية بالرباط والذي أصبح اليوم كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أنه وجد بمقاطعة ينان بالصين قبرا مكتوبا عليه اسم عبد الرزاق البغدادي يرجع تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويعتقد مسلمو تلك المقاطعة الصينية أنه هو الذي أدخل الإسلام إليها وأنه من حفدة الشيخ عبد القادر الجيلاني.
ويقول المرحوم علال الفاسي في جريدته “صحراء المغرب” إن الطريقة الفضلية التي أسسها الشيخ محمد فضل والد الشيخ ماء العينين من فروع الطريقة القادرية هي التي كان لها دور في نشر الدعوة الإسلامية في إفريقيا السوداء خصوصا بعد أن نجب عليها الشيخ ماء العينين الذي عمل على توحيد مختلف الطرق وتوجيهها لمقاومة الأجنبي”.
ويقول الأستاذ ا. ي. م. لويس في كتابه “تراث الإسلام” إن الطريقة القادرية هي أول طريقة أدخلت إلى جميع المناطق الإفريقية ولها أكبر عدد من الأتباع. وفي القرن السادس عشر أدخلت هذه الطريقة في السودان الغربي بواسطة مركز النيجر العلمي العظيم في تمبكتو، وفي الفترة نفسها نقلت إلى (لاهور) التي كانت تحتل مكانا مماثلا في شمال إفريقيا. وكان أروع تحقق لهذه الطريقة هو جهاد الهوسا في القرن التاسع عشر بوحي من عثمان دان فوديو (1754- 1817).
وفي العقود الأولى من القرن العشرين كان أتباع الطريقة القادرية نشطين أيضا في تنظيم المقاومة ضد المستعمرين الألمان في تنجانيقا في ظل القيادة الملهمة للشيخ الصومالي عويسر بن محمد البراوي (1846-1909).
ويقول الدكتور عبد الرحمن زكي: وانبثق نور الإسلام في بلاد (داهومي) ولاسيما في مناطقها الساحلية فيما بين عامي 1700-1720م بواسطة التجار القادمين من (كانو) شمال نيجيريا الذين عرفوا باسم المعلمين، وقد وفدت هجرة إسلامية قوية بزعامة مشايخ القادرية من الشمال الشرقي منذ القرن السابع عشر.
ويقول الدكتور أحمد الشرباصي بمصر في مجلة (الهلال) عدد يبراير1977: “إن الطريقة القادرية من أنشط الطرق الصوفية في نشر الدين الإسلامي في غرب إفريقيا وأتباعها، وكانوا ينشرون الإسلام عن طريق التجارة والتعليم، ونحن نجد التجار غالبا هناك من مريدي الطريقة القادرية.
ويذكر الأمير شكيب أرسلان رحمه الله إن منهم الذين كانوا يفتحون كتاتيب في كل القرى ويلقنون صغار الزنوج الدين الإسلامي أثناء التعليم”.
ويقول أستاذنا الجليل عبد الله الجراري في مقاله “الصوفية وحركاتها في الإسلام” المنشور بمجلة البحث العلمي، العدد 26 سنة 1976: “ولم تظهر بعد ذلك طريقة بالمعنى الكامل إلا الطريقة الجيلانية القادرية، فإن الشيخ المولى عبد القادر الجيلاني كان أحد كبار علماء الحنابلة وكان واعظا ومؤلفا وطبع من مؤلفاته العنبة ومجالس وعظه. وقد ترك عدة أولاد في المشرق والمغرب قاموا بتنظيم طريقته ونشرها كما يعلم ذلك من كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير، وطريقتها منتشرة في العالم الإسلامي، وتوجد في إفريقيا السوداء، والذي نشرها هم أنصار الشيخ المختار الكونتي”.
وجاء في كتاب (الماضي المغربي لموريطانيا) تأليف السيدة أوديت دويو يكودو طبع وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الإسلامية التي كان يشرف عليها المرحوم علال الفاسي عام 1962: “أن المورسكيين حسب ما جاء في كتاب (أولياء الإسلام) المطبوع في باريس عام 1881 م لمؤلفه الأستاذ طرومولي: لما طردوا من اسبانيا بعد سقوط غرناطة عام 1492م نزحوا إلى الساقية الحمراء واستقروا فيها وانخرطوا في الطريقة القادرية. وتقول الكاتبة المذكورة إن الطريقة القادرية أدخلها إلى الساقية الحمراء الكونتيون الذين جاؤوا من مدينة سبتة في القرن الخامس عشر. وإن الشيخ أحمد البكاي كان أول داع لها في القبائل الصحراوية، وإن الطريقة القادرية بلغت أوجها على يد الشيخ سيد المختار الكبير الكونتي الذي عاش في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ما بين ولاطة وتمبكتو وتوات.
وذكرت السيدة هيلي كاربر دانكوس في كتابها القيم: “الإمبراطورية المتصدعة” أن أهل القوقاز بالاتحاد السوفياتي ما زالوا متمسكين بالسنة النبوية وبالطريقة القادرية –رغم الشيوعية- ويتلون الورد القادري في منازلهم.
– دورها الاجتماعي –
ومن الناحية الاجتماعية فالزاوية القادرية ساهمت في فترات تاريخية في توعية المجتمع الإفريقي في القارة السوداء عن طريق تعليمه الكتابة والقراءة وترك عبادة الأوثان والدخول في الإسلام ونشر الثقافة الإسلامية في السينغال ومالي وغانا والنيجر وتشاد وساحل العاج وغينيا وموزامبيق والكامرون.
وعن الطريقة الجيلالية يقول الأستاذ راجي عنايت في مجلة (المصور) عدد 5271 تاريخ 18 يناير 1974: ومن النطق المغربي للطريقة الجيلانية القادرية التي نعرها في مصر والتي أسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني استمدت فرقة جيل جيلالة أغانيها واسمها عام 1972″، وفي سهرة المغربية لمساء يوم السبت 14 أبريل 1979 ظهرت على الشاشة الصغيرة فرقة جديدة تابعة لمجمع الصناعة التقليدية فرقة بمراكش وهي تغني أغاني الحضرة الجيلالية.
– الوِرد القادري –
وقد لعب الورد القادري دورا مهما في تهذيب أتباع الطريقة القادرية وجمعهم على الكتاب والسنة، وقد ذكرت الكاتبة هيلي كارير دانوكس في كتابها الآنف الذكر أن أهل بلاد القوقاز بالاتحاد السوفياتي مازالوا يتلون الورد القادري في منازلهم كل أسبوع.
وذكر الشيخ ماء العينين بن الشيخ سيدي محمد فاضل بن مامين وكانا من أتباع الطريقة القادرية: “أن الورد القادري من أجل الأوراد قدرا وأوفرها ذخرا وأعلاها ذكرا”، وأجاز سيدي محمد الإمام بن الشيخ العارف بالله سيدي ماء العينين السيد عبد الحي القادري رئيس الطريقة القادرية بتطوان ومؤلف كتاب “بستان الأصاغر والأكابر في ترجمة الشيخ عبد القادر الجيلاني” -أقول أجازه في ورد السلسلة القادرية (انظر الصورة المثبتة ببحثنا هذا)، وقد نظم الإمام محمد حبيب الله الشنقيطي مؤلف كتاب الباطني والظاهري منظومة للقادري في 48 بيتا.
ويقول الأستاذ الحسن السايح في مقال له بمجلة دعوة الحق العدد 2/3 السنة 19 تاريخ مارس 1978 تحت عنوان: (الجوانب الإنسانية في الشخصية التاريخية المغربية): “لقد كان التصوف المغربي يهدف إلى تكوين الإنسانية المغربية بواسطة تربية روحية، وقد امتازت الصوفية المغربية بقدرتها على خلق زعامة مربية في العالم الإسلامي. فالإمام الشاذلي مغربي من غمارة استقر في مصر، والإمام البدوي كذلك. وإذ اقتفى المغاربة طرقا صوفية أخرى خارجة عن المغرب مثل القادرية لمؤسسها عبد القادر الجيلاني فإن المغرب أحدث لها زوايا خاصة ذات أوراد مغربية، وتعدد الزوايا في المغرب تعدد في الأسلوب والمذهب، لا تعدد في الهدف، فالقادرية تتسم إنسيتها بالجبرية بينما الشاذلية تتسم بالقدرية.
ويقول الأستاذ عبد الرحمن زكي: إن الطريقة البدوية من فروع الطريقة القادرية.
– دورها السياسي والعسكري –
لعبت الطريقة القادرية في العالم الإسلامي دورا سياسيا وعسكريا لا سبيل إلى إنكاره، فقد شهد بدورها السياسي والعسكري كثير من المستشرقين والمؤرخين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المستشرقين الإنجليزي مرجيلوت، والمستشرق الألماني شاخت، والمؤرخ الفرنسي هنري طيراس،والمؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان، والكاتب الفرنسي ريشيه، والأستاذ ديبون، والضابط الفرنسي كويولاني الذي قتله الصحراويون في الصحراء عام 1906، والجنرال كورو الفرنسي، والأستاذ مارتان، والأمير شكيب أرسلان في تعليقاته على حاضر العالم الإسلامي، والمرحوم علال الفاسي في جريدته صحراء المغرب، والدكتور عبد الرحمن زكي المصري، والدكتور أحمد الشرباصي المصري، والمستشرق الفرنسي فانسان مونطاى الذي أسلم أخيرا وتسمى باسم المنصور بالله الشافعي، والمستشرق الإنجليزي سير توماس أرنولد، والسيد محمد عيني الشركي الأستاذ بجامعة استانبول بتركيا، والمؤرخة الفرنسية السيدة أوديت دو بوبكودو. وغيرهم وغيرهم كثير.
وممن نبغ من أتباع الطريقة القادرية الأمير عبد القادر الجزائري بطل الجزائر، وكان أبوه أيضا من أتباعها وزارا معا ضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني ببغداد. (انظر مجلة البحث العلمي العدد الثالث السنة الأولى)، ومحمد أحمد المهدي بطل الثورة السودانية أعوام 1882-1885، وساهوري توري بطل غينيا، والشيخ محمد علي السنوسي الذي كان قادريا ثم أسس بعد ذلك الطريقة السنوسية.
ومن شيوخ الطريقة القادرية السيد أحمد بن إدريس الفاسي الذي أسس الطريقة الأحمدية المنتشرة في السودان والشيخ سيدنا الكبير بالصحراء المغربية وموريطانيا والشيخ محمد الأغضف دفين طانطان والشيخ مصطفى محمد ماء العينين الذي كان من أخلص المخلصين للسلاطين المولى عبد الرحمن والمولى الحسن الأول والمولى عبد العزيز، ومات سنة 1910، ودفن في زاويته التي بناها بمدينة سمارة بالصحراء المغربية، وأحمد الهيبة، ومصطفى مربيه ربه.
ويجمع كتاب التاريخ ونقاد الحركات المناهضة للاستعمار أن الذي أخر دخول الاستعمار إلى الأقاليم الجنوبية المغربية من سنة 1912 إلى سنة 1934 هو الكفاح المرير الذي قاده أحمد الهيبة وأخوه الشيخ مصطفى مربيه ربه .. (انظر ما كتبته عنهما جريدة العلم في فاتح أبريل 1979). وقد ذاق الاستعمار الإيطالي والفرنسي والإنجليزي والاسباني والهولاندي والبرتغالي على أيدي أتباع الطريقة القادرية الأمرين.
– فروع الطريقة القادرية-
وقد تفرعت عن الطريقة القادرية فروع كثيرة هي :
1- العمارية في الجزائر وتونس.
2- العروسية في طرابلس الغرب.
3- الإشرفية في تركيا، أسسها أشرفي أوغلو 1493م.
4- البكائية في السودان.
5- السمانية في السودان.
6- بيناوة في دقان.
7- بوعلية في الجزائر وتونس.
8- كورزمار في الهند.
9- المشرفية في اليمن.
10- العرابية في مصر.
11- الهندية في تركيا.
12- الخلوصية بتركيا.
13- النابلسية في تركيا.
14- الرومية بتركيا.
15- الوسلاتية بتركيا.
16- القاسمية بمصر.
17- الفرضية.
18- اليافعية باليمن والصومال.
19- الهالسية بالكردستان أسسها ضياء الدين الطالباني.
20- الزنجية في ألبانيا أسسها علي بابا من جزيرة كريت.
21- البكطاشية في ألبانيا.
22- الأهدلية أسسها الأهدل اليمني.
23- البدوية أسسها الشيخ أحمد البدوي بمصر.
24- الدسوقية.
25- البيومية بمصر.
26- الكاباشية بالسودان أسسها الشيخ الكاباشي.
27- الفضلية أسسها الشيخ محمد فضل بالصحراء.
29- بيناوة أو القادرية الأكبرية في أندونيسيا
30- بينيوة في الصين.
– المدى الجغرافي للطريقة القادرية –
يذكر المؤرخ الفرنسي ديبون والضابط الفرنسي كوبولاني في كتابهما (الطرق الصوفية): أن الطريقة القادرية منتشرة في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وإيثيوبيا والصومال وغانا والنيجر والتشاد والكامرون وموزامبيق وسيراليون وموريطانيا والسينغال والصومال ومالي وتنجانيقا وزنجبار (تانزانيا الحالية) وأوغندة وكينيا وفلسطين وسوريا والأردن والعراق وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والهند وبورما والطايلاند وماليزيا وأندونيسيا والصين والاتحاد السوفياتي وألبانيا ويوغوسلافيا.
ولا تخلو مدينة من المدن الإسلامية من زاوية قادرية أو دار للقادرية تذكر فيها الأوراد القادرية الأسبوعية: ورد يوم الأحد وورد يوم الاثنين وورد يوم الثلاثاء وورد يوم الأربعاء وورد يوم الخميس وورد يوم الجمعة وورد يوم السبت. وأحصى عدد الزوايا القادرية في العالم الإسلامي حيث بلغت في أول القرن العشرين ألفي زاوية.
– المكتبة القادرية ببغداد –
في عام 1354 هـ نظمت المكتبة القادرية بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني ببغداد، وهي تحتوي على آلاف الكتب المخطوطة والمطبوعة، ويشرف عليها يوسف الكيلاني متولي الأوقاف القادرية بالعراق.
هذا وقد كان للدعوة القادرية وانتصاراتها الروحية والدينية ثم العسكرية ثم السياسية ثم العمرانية أثرها الكبير في العالم الإسلامي.
وذكر الدكتور عبد الهادي التازي مدير المعهد الجامعي للبحث العلمي في كتابه رسائل مخزنية على عهد السلطان مولاي الحسن وابنه السلطان مولاي عبد العزيز تتعلق بأمير الأمناء محمد (مخا) التازي وشقيقه عبد السلام -الذي هو جدي من الأم- هذا الكتاب الذي أهداه إلي الدكتور التازي مشكورا.. “أن الدولة المغربية منحت للزاوية القادرية حصانة تحمي الملتجئ إليها من أن يناله عقاب، وكانت النقابة على الزوايا القادرية تمنح أيام السلطان محمد الثالث بمرسوم ملكي يتجدد”.
ولا خفاء أنه كان لسلاطين تركيا مثل السلطان سليم والسلطان سليمان القانوني والسلطان مراد الرابع والسلطان مراد الثالث الذي عمر جامع الشيخ عبد القادر الجيلاني ببغداد والسلطان سليمان القانوني الذي عمر قبة الشيخ عبد القادر الجيلاني جامعا وتكية وعمادة حرمة للزاوية القادرية. وقد أخبرني الدكتور محمد حجي صاحب كتاب الزاوية الدلائية أنه وجد في رسائل سعدية أن الأتراك العثمانيين أرادوا عند غزوهم المغرب أيام السعديين استمالة أتباع الطريقة القادرية إلى جانبهم بصفة أن هذه الطريقة شرقية غير أن أتباع القادرية لم يلبوا طلبهم.
والخلاصة أن الطريقة القادرية هي أقدم الطرق الصوفية في الإسلام حيث أسست قبل الطريقة الشاذلية التي منها أغلب الطرق الصوفية بالمغرب بعصر كامل أي مائة سنة، لأن الشيخ عبد القادر الجيلاني توفي عام 561 هـ والشيخ أبا الحسن الشاذلي توفي عام 656هـ. والطريقة القادرية كانت وما زالت تدافع عن يقظة الإسلام ونشر الدين الإسلامي ولها حظ وافر من الناحية الايكولوجية والدينية والاجتماعية.

_______________________

*نقلاً عن مجلة” دعوة الحق”- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى