أعلام وأقطاب

بهاء الدين العاملي من الرياضيات والفلك إلى الفقه والفلسفة

بهاء الدين العاملي من الرياضيات والفلك إلى الفقه والفلسفة

 

بهاء الدين العاملي آخر علماء الرياضيات والفلك الكبار في العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية توصل إلى القانون الرياضي الخاص بجمع الأعداد المفردة، وهو أيضاً عالم دين وفقيه وفيلسوف.

 

نبذة عن حياته

هو محمد بن الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي العاملي، لقبه الشيخ البهائي أو بهاء الدين العاملي. ولد في 27- من ذي الحجة- 953 هـ/ 18 – فبراير-1547 بمدينة بعلبك اللبنانية.

جد والده: الشيخ عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني الجبعي العاملي، ولد في العام 855 هجرية وتوفي في عام 935 هجرية، له من الأولاد محمد، علي، حسن وأصغرهم حسين.

والده: الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي.

عمه: الشيخ نورالدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد، من أجلة تلامذة الشهيد الثاني ويروي عنه. له كتاب (نظم ألفية الشهيد).

والد زوجته: الشيخ علي المنشار زين الدين العاملي، عالم وفقيه كبير، من المروجين للدين، كان ذهب إلى الهند وحصل كتباً كثيرة وجاء إلى أصفهان أيام السلطان الشاه طمهاسب الصفوي، وتقدم عنده حتى إذا توفي أستاذه المحقق الثاني الكركي صار شيخ الإسلام على الإطلاق. وهو الذي طلب الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي من بلاده، ولما جاء أخذ في ترويجه حتى صار للشيخ حسين مقام عظيم عند الصفوية بواسطته، وزوج ابنته من الشيخ البهائي وزودها عدة كتب في جهازها، ولما توفي انتقلت مشيخة الإسلام إلى الشيخ البهائي.

أخوه: الشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي، كنيته أبو تراب، له حاشية على كتاب الأربعين للبهائي، توفي في العام 1020 هجرية بالقرب من المدينة ونقل جثمانه إلى النجف حيث دفن هناك، ومن ذريته آل عبد الساتر آل أبي جامع، وآل محيي الدين وآل مروة وآل شرف الدين المقيمون في جوار النبطية، ومنهم الشيخ جواد محيي الدين الذي وضع كتابا سمَّاه “ملحق أمل الآمل” اقتصر فيه على ترجمة آل أبي جامع ممن فات الحر العاملي أو من جاء بعده، وقد انتقل بعض من آل أبي جامع إلى العراق وأقاموا فيها ومن بقي منهم في جبل عامل عُرف بآل محيي الدين.

ابن أخيه: الشيخ حسين بن عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد، كان قاضياً بهراة أيام الدولة الصفوية.

رحلته إلي الحج

عزم الشيخ البهائي على أداء مناسك الحج صارفاً النطر عن منصبه في الدولة الصفوية، وقد رجع من سفره إلى أصفهان سنة 1025 هـ وقد مر في سفره هذا بالعراق وحلب والشام ومصر وسيلان والحجاز وبيت المقدس، عاقداً للجلسات العلمية مع بعض العلماء والشخصيات الصوفية، ومحاججاً رؤساء المذاهب والأديان الأخرى، وأثناء العودة من الحج مر  بمدينة تبريز وأقام هناك مدة سنة واحدة تقريباً، كما مر بقرية كرك نوح والتقى هناك بالشيخ حسن صاحب المعالم، ويظهر من آثار الشيخ البهائي أنه سافر إلى مدن أخرى أيضاً أمثال الكاظمية وهرات وآذربيجان وقم وشيروان.

دراسته

  • درس المراحل الأولى من حياته في العلوم الدينية في لبنان. وسافر وهو في عمر الرابعة عشرة مع والده الشيخ حسين بن عبد الصمد إلى مدينة قزوين، عاصمة الدولة الصفوية في ذلك الوقت، وكانت رحلتهما في إطار هجرة الشيعة القاطنين في جبل عامل التي تلت مقتل زين الدين بن نور الدين العاملي المعروف بالشهيد الثاني، وكان في طريقه إلى القسطنطينية، لمقابلة السلطان سليمان الأول سنة 965هـ/1557، عقب اتهامه بجرم لم يرتكبه.
  • وصل إلى مدينة أصفهان لتحصيل العلوم، وقد حظي باحترام الشاه عباس الصفوي، ثم عينه في منصب شيخ الإسلام في الدولة، وقضى ثلاثين سنة من حياته في السفر إلى المدن والأقطار المختلفة، للدراسة وزيارة العتبات المقدسة.

أساتذته

  • الشيخ عبد العالي الكركي، ابن المحقق الكركي.
  • أبوه، الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي.
  • الشيخ أحمد الكجائي، المعروف ببير أحمد.
  • الشيخ عبد الله اليزدي.

تلاميذه

  • الشيخ محمد بن إبراهيم الشيرازي، المعروف بصدر المتألهين.
  • محمد تقي المقلسين.
  • الفيض الكاشاني.
  • محمد صالح المازندراني.
  • السيّد حسين بن حيدر الكركي.
  • السيّد رفيع الدين النائيني.
  • ماجد الصادقي.
  • الشيخ محمد القرشي.
  • السيد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي.
  • السيد نظام الدين أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي.
  • السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي الأنصاري.
  • الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني.
  • السيد حسين بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي.
  • الشيخ عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي.
  • الشيخ حسين بن علي بن محمد الحر العاملي (عم صاحب الوسائل).
  • الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي الجبعي.
  • الشيخ محمد بن علي العاملي التبنيني.
  • الشيخ جعفر بن لطف الله الميسي.
  • الشيخ محمد بن محمد بن الحسين الحر العاملي.

 

 

أقوال العلماء في بهاء الدين العاملي

  • قال الشيخ محمد تقي المجلسي، المعروف بالمجلسي الأول: (كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر، عظيم الشأن، كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه، ووفور فضله، وعلو مرتبته أحداً).
  • قال الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في “أمل الآمل”: (حاله في الفقه والعلم والفضل، والتحقيق والتدقيق، وجلالة القدر، وعظم الشأن، وحسن التصنيف، ورشاقة العبارة، وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهرا متبحرا، جامعاً كاملاً).
  • قال الشيخ الأميني في “الغدير”: (شيخ الإسلام، بهاء الملّة والدين، وأُستاذ الأساتذة والمجتهدين، وفي شهرته الطائلة صيته الطائر في التضلّع من العلوم، ومكانته الراسية من الفضل والدين، غنى عن تسطير ألفاظ الثناء عليه، وسرد جمل الإطراء له…).

 

مؤلفاته

الكتب الدينية الكتب الأدبية واللغوية الكتب العلمية
الزبدة في الأصول المخلاة تشريح الأفلاك ـ في علم الهيئة
شرح الأربعين حديثا أسرار البلاغة رسالة في تضاريس الأرض
الجامع العباسي في فقه الأمامية تهذيب البيان كتاب خلاصة الحساب من تأليف بهاء الدين العاملي
حديقة السالكين ديوان شعر رسالة في أن أنوار الكواكب مستفادة من الشمس
بداية الهداية رياض الأرواح ـ منظومة الصحيفة في الأعمال الاسطرلابية
هداية الأمة إلى أحكام الأئمة التهذيب في النحو رسالة في حل إشكالَي عطارد والقمر
منظومة في الموعظة الفوائد الصمدية في علم العربية خلاصة الحساب
العروة الوثقى والصراط المستقيم ـ في التفسير. الكشكول رسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قطر الأرض
كتاب في إثبات وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف السر المستتر في العلوم الغريبة والجفر
الحبل المتين في مزايا القرآن المبين كتاب تشريح الأفلاك في علم الهيئة من تأليف بهاء الدين العاملي
شرح الصحيفة السجادية
أجوبه عديدة على مسائل مختلفة
رسائل فقهية عديدة
مفتاح الفلاح ـ في الأدعية والأوراد

أشعاره

 

مدح النبي صلى الله عليه وسلم

إليك جميـع الكـائنـات تشـير          بأنـك هـاد منـذر وبشـيـر

وأنك مـن نـور الإله مكـون         على كل نور مِن جلالك نـور

وروحك روح القدس فيها منزل       وقلبك في قلب الوجود ضمـير

وشخصك قطب الكائنات فسرها        على سره في العـالمـين تدير

نزلت من الله العـزير بمنـزل          يسير إليه الطـرف وهو حسير

 

مدح صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف

سرى البرق مِن نجد فجدد تذكاري     عهودا بحزوى والعذيب وذي قارِ

وهيج من أشـواقنـا كل كـامن      وأجـج في أحشـائنا لائـج النـارِ

خلـيفـة رب العـالمـين وظـلـه      على ساكني الغبـراء من كـل ديارِ

إمـام هـدى لاذ الـزمان بظـلـه      وألقى إليـه الدهـر مقـود خـوارِ

علوم الـورى في جنب أبحـرِ علمه   كغـرفة كـف أو كغمسه منقـارِ

فأنعش قلـوبا في انتظارك قـرحت   وأضجـرها الأعـداء أية إضـجارِ

وخلص عبـاد الله مـن كل غاشم      وطهـر بلاد الله من كل كفارِ.

 

وفاته

توفي بهاء الدين العاملي عام 1031 هجرية في عام 1622 ميلادية، ثم نقل جثمانه من أصفهان إلى مشهد الإمام علي الرضا عليه السلام عملاً بوصيته، فدفن في داره القريبة من الحضرة المشرفة، وقبره معلوم يوقف عنده لقراءة الفاتحة من قبل زوار المولى علي الرضا عليه السلام.

 

المراجع:

  1. * اليافي، عبد الكريم (1987) بهاء الدين العاملي وفكرة المتصل والمنفصل، التراث العربي، اتحاد الكتاب العرب.
  2. * فضل الله، مهدي (1978) دراسات في التراث: بهاء الدين العاملي: العالم والفيلسوف، مجلة الباحث، الشركة الشرقية العلمية للصحافة والنشر.
  3. * فزاع، خالد عبد (2005) التهذيب في النحو لبهاء الدين العاملي: ت 1031 هـ -1622 م: دراسة وتحقيق، مجلة القادسية في الآداب والعلوم التربوية، مج 4، ع 1، جامعة القادسية – كلية التربية.

__________________________

*نقلًا عن موقع ” أبحاث نت”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى