كيف نشر الصوفيون الإسلام فى ماليزيا وإندونيسيا من دون حرب؟
كيف نشر الصوفيون الإسلام فى ماليزيا وإندونيسيا من دون حرب؟
تعتبر الطرق الصوفية فى منطقة شمال شرق آسيا، صاحبة الفضل الأكبر فى نشر الدين الإسلامى فى الدول والبلدان الموجودة فى هذه المنطقة الآسيوية، من دون إراقة قطرة دم واحدة، مثلما يؤكد الباحثون والمؤرخون الصوفيون من دولتى ماليزيا وإندونيسيا.
وفى هذا الإطار، يقول الدكتور على البهار هداية الله من إندونيسيا، إن الطرق الصوفية كان لها الفضل في نشر الإسلام بماليزيا وإندونيسيا وباكستان من دون استخدام السلاح أو الحروب، حيث إنهم نشروا الإسلام بأخلاقهم فى تلك البلدان، ما جعل ملوكها وسلاطينها يدخلون فى دينهم عن محبة واقتناع داخلى.
وأوضح البهار أن المنهج الصوفي الوسطي، كان سبباً رئيسياً فى جذب الإندونيسيين والماليزيين إليه، وهذا ما جعل هاتين الدولتين حاليًا من أكبر الدول التى يوجد فيها الصوفية.
وفى السياق ذاته، قال عبد المنان بن محمد، الباحث بجامعة السلطان زين العابدين بماليزيا، إن الصوفية كانت وراء دخول الإسلام إلى دول شمال شرق آسيا عامة، وإلى دولة ماليزيا خاصة، عن طريق الشيخ عبدالله العارف.
وأكد عبد المنان أن الطريقتين القادرية والتيجانية تعدان الأكثر انتشاراً فى دولتى ماليزيا وإندونيسيا، بفضل دولتى المغرب والجزائر، اللتين نجحتا خلال الفترة الاخيرة فى إرسال العديد من الدعاة والعلماء الصوفيين لنشر الفكر.
وأوضح الباحث الماليزي أن سر نجاح الصوفية في دعوتها يكمن في نهجها أسلوباً فريداً، يتمثل في “دعوة الملوك، حيث كانوا يتقربون للملوك لدعوتهم وإرشادهم، وليس رغبة في المال أو السلطة”، مضيفاً: أنهم “اختاروا هذا المنهج لأنهم أدركوا أن الشعب المالاوي معروف بطاعته لملوكه، فإذا أسلم الملوك أسلم الشعب، وبعض الملوك أضحوا شيوخا في الطريقتين القادرية والتيجانية”.
وأكد أن من بين الأساليب التي انتهجتها الطريقة القادرية لاقتحام ماليزيا “دعوتهم الشعب بطريقة لا تحمل تشدداً أو تخويفاً، بل يتقربون إليهم ويشتركون معهم في تقاليدهم الشعبية مع قليل من التغيير، وما يتناسب مع الإسلام، كما عمد الصوفيون إلى الزواج بالمواطنات الماليزيات في حالة ما أعلنَّ إسلامهن؛ وهو ما يمكِّن من دخول العائلة بأسرها للإسلام ومعها القبيلة بأكملها أحياناً”.