الدراسات والبحوث

الفلسفة الفيثاغورية

الفلسفة الفيثاغورية

الفيثاغورية أو الفيثاغورسية؛ مدرسة فلسفية وأخوية دينية تعتمد تعاليم وفلسفة فيثاغورس وأتباعه، والتي قد تكون نشأت في جنوب إيطاليا في القرن السادس ما قبل الميلاد.

وصفها البدوي بأنها أكثر من فلسفة “بل كانت إلى جانب هذا، أي الفلسفة، مدرسة دينية أخلاقية على نظام الطرق الفلسفية”. وتم إحياء الفيثاغورية في زمنٍ لاحق فعُرفت بالفيثاقورية المحدثة. وكان لهذه الأفكار تأثيراً كبير على الفكر الأرسطي والأفلاطوني ومن خلالها على الفلسفة الغربية.

ذُكر في المعجم الفلسفي أن مذهب فيثاغورس يرد الأشياء إلى العدد، فجوهرها جميعا أعداد وأرقام، والظواهر كلها تعبر عن قيم ونسب رياضية. ودراسة الفيثاغورية تظهر أن له طروحات فلسفية حول العقل والدين والروحانيات بالإضافة للرياضيات.

ويقول جون بورنت (1982) إن مدرسة فيثاغورس تعتبر أن المعرفة العلمية الممنهجة يمكنها وحدها أن تشرح الحقيقة كلها. وتطوير هذا المذهب على أيدي طاليس وأناكسيماندر و أنكسيمانس يدل استمرارية هذه الفكرة كمدرسة فلسفية.

بحسب المؤرخين، ترأس أرخيتاس المدرسة الفيثاقورية بعد عام من مقتل فيثوغاروس، مع أن مؤرخين آخرين ذكروا أن من خلف فيثاغورس كان فيلولاوس هو من خلفه. كما ذكر أن فيلولاوس واوريتوس كان جيل من معلمي الفيثاقورية.

 

المذهب

تدل الدراسات أن فيثاغورس أنشاء مذهبين أو مدرستين فكريتين. تسمى الأولى بـ”ماثيماتيكو” وهي كلمة يونانية تعني “معلمون”. والثانية تسمى “اكوسماتيكو” وتعني “مستمعون”.

والكل يعترف أن الماثيماتيكو هي أفكار فيثاقورية، لكن هتاك من يشكك بدوره في النظرة الاكوسماتيكية ويردها للفيلسوف هيباسيوس.

 

المعلمون

اعتبر المعلمون الفيثاغوريون (ماثيماتكوي) انهم هم أتباعُ الفيثاغوريةِ الحقِّ فركزوا اهتمامهم على تطوير مباديء الرياضيات والعلوم التي بدآها فيثاغوراس.

 

الأرقام

مر فيثاقوروس بمراحل فكرية عديدة، من دراسة الفيزياء والماورائيات، لفهم اصل الكون والقوانين التي تتحكم به. انتهى به المطاف إلى الاعتقاد إلى ان الاعداد هي علة الكون وهي الطريق الصحيح لفهمه. وان الارقام وعلاقاتها تفسر اساسيات المعرفة.

طوّر فيلولاوس هذا المعتقد ليصل ان الرقم واحد هو اساس كل الاعداد لأنه مفرد ومزدوج بنفس الوقت وعليه، فإنه علة كل الاشياء. وسموا هذا الواحد بالله. ولتفسير “الكل”، رجع الفيثوغاريون إلى فكرة العدد المحدود والاعداد اللانهائية وان دمج المحدود باللانهائي يولد كل الكون من زمن وفضاء وحركة. ومن دون هذه الخاصية يصبح الكون غير مفهوم. كما ربطوا المحدود بالمفرد واللامحدود بالمزدوج.

 

المستمعون

لا يوجد العديد من المعلومات حول “المستمعون” (اكوسماتيكو) الا ما ذكره يامبليخوس بآنهم ركزوا اعمالهم على الافكار الدينية والشعائر.

 

الشعائر

يذكر سميث (1870) ان التقاليد الفيثاغورية تأثرت بتقاليد عصره وخاصة الاوركية والمصرية. فعرف عنهم امتناعهم عن تناول اللحوم وارتداء اللباس الابيض من الكتان. كما كانوا يمتنعون عن الملذات الجسدية. كما اعتمدوا الموسيقى والشعر كاسلوب شعائري لترقية النفس.

 

فلسفتهم

بحسب مايسون، كان للفيثوغوريين كتابين. تناول الكتاب الأول الوجود والكون وكيفية عملهم ونشؤهم. وتناول الكتاب الثاني طبيعة الارقام وعلاقاتهم بالكون. وهناك دلالات على علاقة فيثاغوروس بوضع اسس الارقام وعلاقتها بالكون.

لكن لا يمكن الجزم بمصدر فلسفتهم حول المادة ومصدرها. وسبب الضباع بمصادر الفلسفة هو ان لم يدون فيثاغروس اي من افكاره لكنها كتبت بعد فترة طويلة من مماته ما يجعل رد الامور له صعب ومشكوك به. ويعد كتابات فيلولاس من ادق المعلومات اذ انه عاش بحياة فيثوغوريس.

إلا أنه لم يمكن التأكد من ان المكتوب هو كلام فيثوغورس الحرفي ام تأويل لفيلولاس. اعتقد الفيثوغاريين انه لا يمكن للامحدود ان يآخذ شكلا الا بواسطة المحدود. وان الفراغ موجود وهو يصل للسماء من التنفس اللامحدود وان الفراغ هو من يحدد ماهية الاشياء وهذا ما يدل عليه الاعداد.

ومثل سلسلة الاعداد التي يفصل الفراغ بين عدد واخر، فالكون هو سلسلة من الاشياء يفصل بينها الفراغ. لذلك الرياضيات والكون هما تعبيرين لنفس الشيء يحكمهما التجانس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى