شرح المصطلحات الصوفية في القصيدة التائيَّة الکبری لابن الفارض المصري
طاهره کرباسفروشها
(طالبة ماجستير بجامعة آزاد الإسلامية في کرج-إيران).
*** تحت إشراف: الدکتور محمد هادي مرادي
(أستاذ مساعد بجامعة آزاد الإسلامية في کرج-إيران)
الملخص:
إنّ التائية الکبری، قصيدة غزلية تتضمن رموزاً ومصطلحات صوفية نظمها ابن الفارض في 760 بيتاً. لقد سميت” التائية الكبرى” تمييزاً لها عن “التائية الصّغرى” التي نظمها الشاعر في مائة وثلاثة أبيات. سميت بالنظم السلوك” لأن هناك رواية نقلها سبطه – الشيخ علي- قائلاً بأنه: « رأى ابن الفارض النبي (ص)، في المنام وقال له: يا عمر ماسميت قصيدتك؟ فقال: يا رسول الله سميتها ” لوائح الجنان وروائح الجنان” ، فقال (ص): لا، بل سمها ” نظم السلوك”». [1] وهذا المقال يهدف إلی دراسة هذه القصيدة ويبحث عن المصطلحات الصوفية فيها.
الکلمات الدليلية: ابن الفارض، التائية الکبری، المصطلحات الصوفية.
التمهيد:
إنّ أهمّ المصطلحات الصوفية التي تعبّر عن هدف قصيدة التائية الكبری الأساسيّ والوارد فيها، عبارة عن: الإتحاد – البسط- التجلّي- التلوين- التمكين- التوحيد- الجلوة- الجمال- الجلال-الحب الجمع- جمع الجمع- الجمع والتفرقة- الخلوة- الخوف- الرجاء- السّكر- الصحو الأوّل- الصحو الثاني- صحو الجمع- الفرق الأول- الفرق الثاني- الفرق بعد الجمع – الفناء- القبض- القطب- المحو- الوجد والوجود- الهوى- وحدة الوجود- وحدة الشهود…
وفي هذا المجال تأتي الدارسة بأبيات عن التائية الکبری وتحاول أن توضح بعض المصطلحات الصوفية فيها،إلى جانب شرح مختصر، لكلّ واحد من المصطلحات.
المصطلحات الصوفية في التائية الکبری
( ألف – ش )
الاتحاد
209- – وها أنـا أُبدي في اتحـادي مبدئي وأُنهي انتهائي في تواضع رفعتـي
295– وجاوزتُ حدَّ العشق، فالحبُّ كالقِلی وعن شأو معراج اتحادي رحلتـي [2] وأيضاً الأبيات: (165، 240، 254، 393، 453،719 ،720،721،585)
الاتحاد لغةً :
” الوحدة : الإنفراد. تقول: رأيته وحده … ورجلٌ وَحَدٌ ووَحِدٌ، أي منفردٌ. وتوَحَّدَ برأيه، تَفَرّدَ به ». [3] « الاتحاد، امتزاجُ الشيئين، واختلاطُهما حتى يصيرا شيئاً واحداً لاتّصال نهايات الاتحاد “. [4]
الاتحاد اصطلاحاً:
” الاتحاد : هو شهود الوجود الحق الواحد المطلق الذي الكلُّ به موجودٌ بالحق، فيتّحدُ به الكلُّ من حيث كون كلّ شيء موجوداً به معدوماً بنفسه، لا من حيث أنّ له وجوداً خاصاً اتحد به فإنّه محالٌ “. [5]
الإرادة
64- – وعن مذهبي في الحب،مالي مذهب وإن مِلْـتُ يوماً عنـه فارقتُ ملتي
65- – ولـو خطرت لي، في سواك إرادةٌ على خاطري، سهواً، قضيتُ برِدّتي [6]
الإرادة لغةً :
” الرَّودُ : الطلب، مصدر رادَ، يرود. الإرادة : المشيئةُ، أرادَ الشيء : شاءَهُ. و راوَدته على كذا مُراودةً و رواداً، أي أرَدْته، قيل : الإرادةُ تكون محبةً وغير محبة … والفرق بين الطلب والإرادة : أن الإرادة قد تكون مُضمرةً لا ظاهرةً، والطلب لا يكون إلا لما بدا بفعلٍ أو قولٍ “. [7]
الإرادة اصطلاحاً :
” الإرادةُ جمرةٌ من نار المحبة في القلب مقتضية لإجابة دواعي الحقيقة ». [8] « الإرادة : عند السالكين هي استدامة الكدّ وترك الراحة. … وقيل : الإرادة، الإقبال بالكلّية على الحق والإعراض عن الخلق، وهي ابتداء المحبة “. [9]
الإشارة
395- – وعنّـي بـالتلويح يفهـم ذائقٌ غنـي عـن التصريح للمُتعنّتِ
396- – بها لم يبح من لم يبح دمه وفي الاشارة معنىً، ما العبارة حدّتِ [10]
الإشارة لغة:
” أشار إليه باليد : أومأ. وأشار عليه بالرأي » [11] ، « شوَّر إليه بيده، أي: أشار “. [12]
الإشارة اصطلاحاً :
” الإشارة : ما يخفى عن المتكلم كشفه بالعبارة للّطافة معناه ». [13] « الإشارة : إخبار الغير عن المراد بغير عبارة اللسان “. [14]
الاصطلام
232- – يُفَرّقُني لُبّي إلتزاماً بمَحضَري ويجمَعُني سَلبي، اصطلاماً بغَيبَتي [15]
الاصطلام لغة :
“الصّلْمُ : قَطعُ الأُذُن » [16] « رجلٌ أصْلَمُ، إذا كان مستَأصَل الأُذُنين… والاصطلام : الاستئصال » [17] و« الإصطلام : إبادة القوم من أصلهم “. [18]
الاصطلام اصطلاحاً :
” الاصطلام نعتُ غلبة تَرِدُ على العقول فيستَلِبُها بقوة سلطانه وقهره ». [19] « الاصطلام نعت وَلَهٍ، يرد على القلب فيسكن القلب تحت غلبته وسلطانه، ولا يقوم هذا النعت بالقلب إلّا إذا تجلى الحق له في صورة الجمال ». [20] « الاصطلام هو غلبات الحق التي تجعل كلية العبد مقهورةً لها بإمتحان اللطف في نفي إرادته “. [21]
الإنابة
177- – وسدّدْ، وقارب، واعتصم، واستقم لها مجيباً إليهــا، عن إنابــة مُخـبت [22]
الإنابة لغة :
“الإنابة : الطاعة والرجوع، أنابوا الى الله … والمُنيب : المُتَقَدِّمُ. وقيل: الراجع ». [23] « ناب إليه نوبة ومناباً : رجع مرّة بعد أخرى … ” وإليه مناب ” : مرجعي … وأناب الى الله. وعبد منيب ». [24] « أناب الى الله، أي : أقبل وتاب “. [25]
الإنابة اصطلاحاً :
” الإنابة : عند السالكين هي الرجوع من الغفلة الى الذكر. وقيل : التوبة في الظاهر، أي في الأفعال الظاهرة من المعاصي. والإنابة في الباطن أي في الأفعال الباطنة مما بينه وبين الله … وقيل : الإنابة على ثلاثة أوجه : إنابة من السيئات الى الحسنات، وإنابة من كل ما سوى الله الى الله، وإنابة من الله الى الله … وقال بعض أهل المعرفة : الإنابة هي الإخلاص في جميع الأحوال والأفعال ” [26].
الأنس
576- – ولمّا شعبتُ الصدع والتأمتْ فُطُور شملٍ بفرق الوصف غير مُشتَّت
577- – ولـم يَبقَ ما بينـي وبين توثّقي بـإيناسِ ودّي ما يُؤدّي لـوحشة [27]
الأنس لغة :
” الأنس والتأَنُّسُ واحدٌ. وقد أنِستُ بفلان ». [28] « ومكان مأنوس : فيه أنس كقولك مأهول : فيه أهل … وأنست به واستأنست به وأنَستُ إليه وآستأنست إليه ». [29] « الأنس : بضم الألف وسكون النون هو في اللغة : الإستئناس بالشيء “. [30]
الأنس اصطلاحاً:
” الأنس، عند الصوفية يطلق على أنس خاص وهو الأنس بالله وكذا المؤانسة. الأنس عند الصوفية حال شريف وهو اِلتذاذ الروح بكمال الجمال. وفي موضع آخر منه الأنس ضد الهيبة. وقال الجنيد: الأنس ارتفاع الحِشمة مع وجود الهيبة. ومعنى ارتفاع الحشمة هو أن يغلب الرجاء على الخوف منه “. [31]
البارق
520- – وأهفُو لأنفاسي لعلّي واجِدي بها مستَجيزاً أنّها بيَ مـرّت
521- – إلى أن بدا مني لعَينيَ بارقٌ وبانَ سنا فجري وبانَت دُجُنَّتي [32]
البارق لغة :
” برق السيف وغيره يبرُقُ بروقاً، أي تَلألأَ. والإسم البَريقُ. والبرقُ : واحد بروق السحاب … ويقال : رعَدَتْ السماء وبَرَقَت بَرَقاناً. أي لَمَعَتْ ». [33] « والبارقُ: سحابٌ ذو برق والسحابة بارقةٌ. والبارقةُ أيضاً: السيوف “. [34]
البارق اصطلاحاً:
” البارق : هو عند الصوفية من اللائحة الواردة على السالك من جناب القدس، وتنقطعُ بسرعة، وهذا من أوائل الكشف “. [35]
البرزخ
429- – فَحَنّتْ لِتَجريد الخِطاب ببرزخ الـتراب وكُـلّ آخِذٌ بأزمـَّــتي [36]
البرزخ لغة:
” البرزخُ : الحاجز بين الشيئين ». [37] « البرزخ : ما بين كل شيئين. البرزخ : ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إلى البَعث، فمن مات فقد دخل البرزخ “. [38]
البرزخ اصطلاحاً:
” البرزخ : العالم المشهود بين عالم المعاني وعالم الأجسام ». [39] « البرزخ : هو الحايل بين الشيئين ويعبر به عن عالم المثال، أعني الحاجز بين الأجساد الكثيفة وعالم الأرواح المجردة، أعني الدنيا والآخرة “. [40]
البسط والقبض
5- – ولما انقضى صحوي تقاضيتُ وصْلها ولمْ يغشني، في بسطها قبض خشية
290- – وما نال شيئاً منه غيري سوى فتیً على قدمي في القبض والبسط مافتي [41]
( وأيضاً الأبيات : 139، 103، 164، 269، 604،647،646).
البسط والقبض لغةً :
البسط : « بَسَطَ الشيء : نشره، وبالصاد أيضاً. والبسطة : السعةُ، وانبسط الشيء على الأرض. وتَبَسَّط في البلاد، أي سار فيها طولاً وعرضاً. والبِساطُ : ما يُبسَطُ. والبَساطُ، بالفتح : الأرضُ الواسعة. ويقال: مكانٌ بسيطٌ و بَساطٌ “. [42] القبض: « القبضُ : خِلاف البسط. والإنقباض : خِلاف الإنبساط وانقبض الشيء : صار مقبوضاً… وفي أسماء الله تعالى : القابضُ، هو الذي يُمسِكُ الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته… وفي الحديث : يقبضُ الله الأرضَ ويقبض السماء، أي : يجمعهما… والقبض : مصدر قَبَضْتُ قبضاً “. [43]
البسط والقبض اصطلاحاً :
” يستخدم الصوفية البسط ضد القبض… ويريدون بالقبض غلبة الخوف، وبالبسط غلبة الرجاء على القلب، فإذا خاف الصوفي من وعيد الله كان قبضاً وإذا رجا صوفي وعد الله ونعيم الله كان بسطاً، ويرى بعض أئمة الصوفية أن الله تعالى إذا كاشف عبداً بنعت جلاله قبضه، وإذا كاشفه بنعت جماله بسطه “. [44] ” البسط : هو عندنا من يسع الأشياء ولا يسعه شيء وقيل هو حال الرجاء وقيل هو واردٌ توجبه إشارة إلى قبول ورحمة وأنس ». [45] « القبض : حال الخوف في الوقت وقيل واردٌ يرد على القلب توجبه إشارة إلى عتاب وتأديب وقيل أحد وارد الوقت “. [46]
البلوى
55- – قضى حسنك الداعي إليك احتمال ما قصصتُ وأقصى بعدما بعد قصتي
56- – وما هـو إلا أن ظهرتِ لنـاظري بأكمل أوصاف، على الحسن أربتِ
57- فحليتِ لـي البلـوى فخليتِ بينهـا و بينـي، فكانت منك أجمل حلية [47]
و أيضاً البيت ( 21 ).
البلوى لغة :
” و بُلِيَ الإنسان واُبتُلي إذا اُمتُحِنَ. والبَلاءُ في الخير و الشرّ. والله يُبلي العَبدَ بَلاءً حَسَناً وبلاءً سَيِّئاً… والبلوى : هي البَلِيَّة، والبلوى : التجربة، بَلَوتُه أبْلُوْه بلواً » [48] « وبلي فلان : أصابته بلية. وأصابته بلوى “. [49]
البلوى اصطلاحاً :
” البلاء : ظهور امتحان الحق لعبده في حقيقة حاله بالإبتلاء “. [50] ” البلاء : ويريدون بالبلاء إمتحان أجساد الأحبّة بأنواع المشتقات والأمراض والآلام، لأنه كلما كان البلاء أكثر قوّة على العبد فإنه يكون أكثر قرباً للحق، لأن البلاء لباس الأولياء، ومهد الأصفياء، وغذاء الأنبياء صلوات الله عليهم ». [51] « البلاء وهو على ثلاثة أقسام : بلاء العامّ وهو للتأديب وبلاء الخاصّ وهو للتهذيب و بلاء الأَخصّ وهو للتقريب “. [52]
التجريد ( التجريد العادي، التجريد المعادي ).
276- – وجَرَّدتُ في التجريد عَزمي تَزَهُّداً وآثرتُ في نُسکي استِجابَةَ دعوتي
672- – ولـو أنهـا قبلَ الـمَنامِ تجرّدَتْ لـشاهَدَتَهـا مثلي بعينٍ صحيحةِ
673- و تجريدُهـا العـاديٌّ أثبَتََ أولاً تجـرُّدها الثاني المعاديّ فاثبُتِ [53]
( أيضاً البيت: 429،724،723،722، ).
التجريد لغة :
” والجُرْدةُ بالضم : أرض مستوية منجَرَدَةٌ. قال أيضاً : فلانٌ حسنُ الجُردَة والمُجَرَّدِ والمُتَجَرَّدِ، كقولك : حسنُ العُريَةِ والمُعَرَّى، وهما بمعنىً… التجريدُ : التعريةُ من الثياب. وتجريدُ السيف : انتضاؤهُ. والتجريدُ : التشذيبُ. والتجرُّدُ : التعرّي “. [54]
التجريد اصطلاحاً :
” التجريد : هو في اصطلاح الصوفية : اعتزالُ الخلق وتركُ العلائق والعوائق، والإنفصال عن الذات. والتجريد : قطعُ العلائق الظاهرية، والتفريد : قطع العلاقات الباطنية “. [55]« التجريد : أن العبد يتجّردَ عن الأَغراض فيما يفعله، لا يأتي بما يأتي به نظراً الى الأغراض في الدنيا والآخرة، بل ما كوشف به من حق العظمة يؤدّية حسب جهده عبوديةً و انقياداً ». [56] « التجريد : عند السادة الصوفية، فهو على ثلاثة أقسام : تجريد الظاهر، وهو ترك كل ما يشغل الجوارح عن الله، وتجريد الباطن، وهو كل ما يشغل القلب عن الله، وتجريدهما، وهو إفراد القلب والقالب لله “. [57]
التجلي والتحلي
632- – ونفسي على حجر التجلي برشدها تخلّتْ وفي حجر التحلي تربّتِ [58] وأيضاً أبيات: (32،11، 711 ).
التجلي لغة :
” الجَليُّ : نقيض الخفيّ. والجليّةُ : الخبر اليقين. والجَلاءُ بالفتح والمد : الأمر الجليّ. تقول منه : جلا لي الخبر، أي وَضَحَ… وجَلَوتُ ، أي أوضَحتُ وكشفت… ويقال أيضاً : جَلّی الشيء، أي كشفه. وهو يُجلّي عن نفسه، أي يُعبّر عن ضميره. وانجلى عنه الهَمُّ، أي انكشفَ. وتجلّى الشيء، أي تكشّف “. [59]
التحلي لغةً :
” الحَليُ : كلّ حِليَةٍ، حَلّيتَ به إمرَأة أو سيفاً أو نحوه، والجميع : حُلّي ». [60] « يقال : حَليَت المرأةُ : أي صارت ذات حُليّ… وتَحَلّى بِالحَلي، أي تَزَيّنَ به “. [61] التجلي والتحلي اصطلاحاً :
” التحليّ : الاتصاف بالأخلاق الالهية وعندنا الاتصاف بأخلاق العبودية وهو الصحيح فإنه أتمّ وأزكى ». [62] « التحليّ : التشبّه بأحوال الصادقين بالاحوال وإظهار الأعمال ». [63] « التجلّي : ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب ». [64] « التجلّي : إشراق الانوار إقبال الحق على قلوب المقبلين عليه “. [65]
التقيّة
51- – فـلاحٍ و واشٍ: ذاك يُهدي لِعِزّةٍ ضلالاً وذا بي ظِلَّ يهذي لغِرَّة
52- – أُخالفُ ذا، في لومِهِ، عن تُقىً كما أخالِفُ ذا، في لؤمِهِ، عن تقيّة [66]
التقية لغةً :
” التَوقِيَةُ : الكِلاءَة والحِفظ… وتَوَقّى واتّقى بمعنىً. وقد تَوَقَّيتُ واتّقيتُ الشيء وتَقَيْتُهُ وتَقِيَّةً وتِقاء : حَذِرْتُهُ… التُّقاةُ والتّقيّةُ والتقوى والإتّقاء كُلُّهُ واحد “. [67]
التقيّة اصطلاحاً :
” التقيّة : نورٌ في القلب يفرّق بها بين الحق والباطل. وقال : الجُنيد والحارث المحاسبي وأبو سعيد أبوالخير رحمة الله تعالى عليهم أجمعين : التقيّةُ استواء السِّرِّ والعَلانيّة “. [68]
التلوين والتمكين
484- – وما فاقِدٌ بالصَّحوِ، في المَحوِ واجدٌ لتلوينـِـهِ، أهلاً لِتَمكينِ زُلفَةِ [69]
التلوين لغةً :
” اللّون : معروفٌ، و جَمعُهُ : ألوانٌ، والفعل : التلوين والتَّلَوُّن » [70] « وحين صارت الألوانُ كالتلوين : وهو تغييرُ اللّونِ بعد المغرب » [71] « لوّنت الشيء فتلوّن… ورجل متلوّن : مختلف الأخلاق “. [72]
التمكين لغة :
” وأمكَنَ الشيء فهو مُمكَنٌ و مَكِينٌ، ومنه الإمكانُ والتَّمكينُ. وفلانٌ ذو مَكِنَةٍ من هذا الأمر: أي ذو مكانةٍ واِستِمكانٍ… مَكَّنَهُ الله من الشيء وأمْكَنَهُ منه، بمعنىً. واستَمكنَ الرجل من الشيء وتَمَكَّنَ منه، بمعنىً… ويقال : الناسُ على مَكِناتِهِم، أي على استقامتهم “. [73]
التلوين والتمكين اصطلاحاً :
” التلوين : تَلَوُّنُ العبد في أحواله. ». [74] « التمكين : هو التمكن في التلوين وقيل : حال أهل الوصول ». [75] « التمكين : فهو عبارةٌ عن إقامة المحققين في محل الكمال والدرجة العليا، فيمكن لأهل المقامات العبور من المقامات، [ ولكن ] العبور من درجة التمكين محالٌ، لأن الأول درجة المبتدئين، والثاني : مستقر المنتهين، ويكون العبور من البداية الى النهاية، ولا وجهَ لتجاوز النهاية، لأن المقامات منازل الطريق، والتمكين قرار الحضرة . [76] « التلوين صفة أرباب الأحوال والتمكين صفة أهل الحقائق فما دام العبد في الطريق فهو صاحب تلوين لأنه يرتقي من حال الى حال وينتقل من وصف الى وصف فاذا وَصَلَ، تَمَکَّنَ “. [77]
التوبة
328- – فغايـة مجذوبـي إليها و منتهى مُراديـه ما أسلَفتُـهُ قبلَ توبَتي [78] وأيضاً أبيات : ( 478،336 ).
التوبة لغة :
” التوبة : الرجوع من الذنب. وفي الحديث : ” النَدَمُ توبةٌ ” وكذلك التوبُ مثله “. [79] « تاب العبد الى الله من ذنبه، وتاب الله على عبده، والله توّاب، والى الله المتاب ». [80] « تُبْتُ الى الله توبةً ومَتاباً، وأنا أتوب الى الله ليَتُوبَ عَلَيَّ قابلُ التّوبِ، أي : قابل التوبَةِ “. [81]
التوبة اصطلاحاً :
” التوبة : هي الرجوع الى الله بحلّ عقدة الإصرار عن القلب ثم القيام بكل حقوق الرب ». [82] « التوبة : الرجوع عن الكبائر الى الطاعة، والإنابة : الرجوع عن الصغائر الى المحبة، والاوبة : الرجوع عن النفس الى الله تعالى. والفرق ظاهر بين من يرجع عن الفواحش الى الأوامر، ومن يرجع عن اللمم والوهم الى المحبة، وبين من يرجع عن نفسه الى الحق ». [83] « التوبة : فقد جعلناها من أسباب المحبة، ومقدماتها، وهي علّة في وجود المحبّية والمحبوبية “. [84] ” و يقول بعضهم : التائبون ثلاثة أقسامٍ : عوامٌ وخواصٌ وخواصُ الخواص : فأما توبة العوام : العودة عن الذنب، بمعنى الاستغفار باللسان والندم بالقلب. وتوبة الخواص : مراجعة الطاعات بمعنى رؤية التقصير فيها بحيث لا يرون عبادتهم لائقة بمقام الربوبية… وأما توبة خاصة الخاصة فهي : الالتفات من الخلق الى الحق، أي: عدم رؤية أيّ منفعةٍ أو مضرّة من الخلق وعدم الركون إليهم “. [85]
التوحيد
718- – ألسنةُ الأكوان إن كنتَ واعياً شهودٌ بتوحيدي بحال فَصِيحَــةِ [86]
وأيضاً أبيات : ( 228، 532، 722، 723 ).
التوحيد لغة :
” التوحيد : في اللغة : الحكم بأن الشيء واحد والعلم بأنه واحد ». [87] « التوحيد : الايمان بالله وحده لا شريك له، واللهُ الواحدُ الأحد ذو التَوَحُّدِ والوحدانية “. [88]
التوحيد اصطلاحاً :
” التوحيد : وهو في النهاية : أحدية الفرق و الجمع، و هو توحيد الحق ذاته بذاته. و صورته في البدايات : شهادة أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له…. وفي الاصول : رؤية القصد والعزم والسير لله، و في الله، و بالله… وفي الأحوال : شهود الحب من الحق بالحق للحق ذوقاً. و في الولايات : الفناء عن رسوم الصفات في الحضرة الواحدية، و شهود الحق بأسمائه وصفاته لا غير. وفي الحقائق : الفناء في الذات مع بقاء رسوم الخفي المستور بنور الحق “. [89]
يقول الكاشاني في فصل التوحيد : « كل طائفةٍ يتكلم عنه : بعضهم بلسان العلم و العبارة، و بعضهم بلسان الذوق والاشارة، و ما قدروه حق قدره، و ما زاد بيانهم غير ستره، إلّا أن أرباب الذوق لمّا كانت إشارتهم عن وجدان وبيانهم عن عيان، لاحت إشارتهم لأسرار المحبين لوائح الكشف المبين، وأذابت عباراتهم قلوب المتعطشين لذة برد اليقين… وللتوحيد مراتب، علم و عين و حق كما لليقين، علمه ما ظهر بالبرهان وعينه ما ثبت بالوجدان وحقه ما اختص بالرحمن. أما التوحيد العلمي، فتصديقي ان كان دليله نقلياً و هو التوحيد العام، وتحقيقه إن كان عقلياً و هو التوحيد الخاص والمصدّق… وأما التوحيد العيني الوجداني، فهو أن يجد صاحبه بطريق الذوق والمشاهدة عين التوحيد… وأما التوحيد الرحماني : فهو أن يشهد الحق سبحانه على توحيد نفسه بإظهار الوجود، إذ كل موجود يختص بخاصيته، لا يشاركه فيها غيره، وإلّا لما تعيّن “. [90]
الجذبة والمجذوب
427- – فمنّي مجذوبٌ إليها و جاذبٌ إليه، و نَزعُ النَزعِ في كلِّ جذبة [91]
وأيضاً البيت : ( 467 ).
الجذبة والمجذوب لغة:
“الجذب: المدّ … التجاذب: التنازع» [92] «الجذب: مدّک الشيء، ومنه التجاذب». [93] «جذبُ الحبل وغيره، واجتذبه اذا مدّه… وتجاذبوا اطراف الكلام، وكانت بينهم مجاذبات ثم اتفقوا” [94] الجذبة والمجذوب اصطلاحاً:
“الجذبة: هو تقريب العبد بمقتضى العناية الالهية المهيئة له كل ما يحتاج اليه في طي المنازل الى الحق بلا كلفة وسعي منه». [95] «المجذوب: من اصطنعه الحق تعالى لنفسه، واصطفاه لحضرة أنسه، وطهّره بماء قدسه فحاز من المنح والمواهب ما فاز به بجميع المقامات والمراتب بلا كلفة المكاسب والمتاعب”. [96]
الجلوة والخلوة
6- – وأبثثتها ما بي، ولم يك حاضري رقيب لها، حاظ بخلوة جلوتي
211—وأشهدت غيبي، اذ بدت، فوجدتني هنالك، اياها، بجلوة خلوتي [97]
الجلوة لغة:
“جلوت، أي أوضحت وكشفت… وجلوة، واجتليتها بمعنى، اذا نظرت اليها مجلوّة ” [98] « ويقال أيضاً: جلّى الشيء، أي كشفه. وهو يجلي عن نفسه، اي يعبّر عن ضميره. وانجلى عنه الهم، أي انكشف. وتجلّى الشيء، أي تكشّف… وتجالينا، اي انكشفت حال كل واحد منّا لصاحبه ». [99] « وتجلّيت الشيء، نظرت اليه. قال الله عز وجل: “فلما تجلّى ربه للجبل” أي: ظهر وبان. تجلّى، اي: بدا للجبل نور العرش” [100]
الخلوة لغةً:
” خلا الشيء يخلو خُلُواً. وخلوت به خلوة وخلاء. وخلوتُ اليه، اذا اجتمعت معه في خلوة. قال الله تعالى: “واذا خلوا الى شياطينهم» [101] « وأخليت المكان: صادفته خالياً. وإستخلاء مجلسه، أي سأله أن يخليه له. وأخليتُ، أي خلوت” [102]
الجلوة والخلوة إصطلاحاً:
” الجلوة: خروج العبد من الخلوة بالنعوت الإلهية» [103] فيقول الكاشاني في تبيين هذا المعنى: «خروج العبد من الخلوة بالنعوت الالهية؛ إذ عينه، وأعضاؤه في تمحّص الجمع ممحوة عن الانية والاعضاء مضافة الى الحق بلا عبد» [104] « يستخدم الصوفية لفظ الجلوة علامة علی اشراق قلوب المريدين بنور الله، يری الشيخ محيي الدين أن الجلوة انما تبتدي بعد الخلوة، ذلك ان الجلوة هي خروج العبد من الخلوة بالنعوت الالهية”. [105] « الخلوة: محادثة السر مع الحق حيث لا ملك ولا أحد » [106] وأوضح الكاشاني هذا القول ويقول: « وذلك عند وصوله اليه تعالى من حيثية الوجه الخاص، اذ لا واسطة من هذا الوجه بين تقيده وإطلاق الحق». [107] «تتضمن الخلوة الصمت الا عن ذكر المحبوب، والاعراض عن غير المحبوب، وكفى به مزية على غيرها، ولذلك ما كانت الا ام الرياضة واذا زوجت بالذكر، ولدت حسن المشاهدة”. [108]
الجمال
241- – وصرّح باطلاق الجمال ولا تقل بتقييده، ميلا لزخرف زينة
242- – فكل مليح حسنه من جمالها معار له، بل حسن كل مليحة [109]
وأيضاً أبيات( 58،356،355،354،353،352،650).
الجمال لغة:
” الجمال: مصدر الجميل، والفعل منه جَمُل يجمُل. وقال الله تعالى: ” ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون». [110] « والجمال: الحسن وقد جمل الرجل بالضم جمالا فهو جميل، والمرأة جميلة وجملاء ايضا… وجمّله اي زيّنه”. [111]
الجمال اصطلاحاً:
” والجمال: هو تجلّية بوجهه لذاته فلجماله المطلق جلال هو قهاريته للكل عند تجليه بوجهه فلم يبق احد حتى يراه، وهو علو الجمال وله دنوّ يدنو به منا، وهو ظهوره في الكل… ولهذا الجمال جلال هو احتجابه بتعينات الاكوان، فلكل جمال جلال، ووراء كل جلال جمال، ولما كان في الجلال ونعوته معنى الاحتجاب والعزة لزمه العلو والقهر من الحضرة الالهية والخضوع والهيبة منا، ولما كان في الجمال ونعوته معنى الدنو والسفور لزمه اللطف والرحمة من الحضرة الالهية والانس منّا ». [112] « الجمال على نوعيه: جمال مطلق وجمال مقيّد. فالجمال المطلق لا يليق الا بالله، نور السماوات والارض، وهو الجمال الالهي الذي لا يعلل، ولا يكيّف ولا يمثل. ولا يعرف كنهه الا هو… والجمال المقيّد ايضا نوعان: جمال كلي: وهو الجمال الالهي الساري من ذلك الجمال المطلق فيها سوى الله. من عقل، ونفس وفلك وكوكب وطبيعة وجسم وهيولى وعنصر… وجمال جزئي وهو: خفي وجلي. فالخفي: جمال في الشيء معقول عن الحقائق مجرد عن الحواس، ولا يدرك الا بنور العقل الذي يناسبه. والجمال الجلي: وهو الذي تعلق بالجسوم لا على جهة الحلول فيها، انما هو اشراق وانارة، وهو مدرك الحواسي التي لا تدرك شيئا الا مع اشكال الجسوم واوضاعها، وعلى ما أدركته تؤديه الى الخيال، والذي ادركته انما هو مجلى الجمال ومظهره لا ذاته”. [113]
الجمع، جمع الجمع، الجمع والتفرقة
152- – لها صلواتي ، بالمقام، أقيمها وأشهد فيها أنها لي صلت
153- – كلانا مصل واحد، ساجد إلى حقيقته، بالجمع، في كل سجدة
[114]وأيضاً أبيات: (194،235، 240، 321، 374، 375، 389، 397، 398، 403، 417، 425، 463،470،477،496،495،561،503، 578، 594، 648، 651،725،726، 730، 749، 751، 760)..
الجمع لغة:
“جمعتُ الشيء المتفرق فأجتمع … وتجمّع القوم، أي اجتمعوا من ههنا وههنا. وجمّاع الناس بالضم: أخلاطهم، وهم الأشابة من قبائل شتى. والجمع: مصدر قولك جمعت الشيء. وقد يكون إسماً لجماعة الناس، يجمع على جموع… والجميع: ضد المتفرق”. [115] (الجمع – الجمع والتفرقة- جمع الجمع) اصطلاحاً:
الجمع في ألسنة المتصوفين عبارة عن : «شهود الحق بلا خلق» [116] ويرى ابن عربي: «الجمع: إشارة إلى حق بلا خلق». [117] «الجمع: في الأحوال، جمع السير في الحبّ والذوق. وفي الولايات: جمع الروح في المشاهدة. وفي الحقائق: جمع الروح في مقام الخفي في المعاينة والسكر، والاتصال. وفي النهاية: جمع العين الأحدية، يعني: تلاشي كما ما تحمله الإشارة في عين الأحدية بالحقيقة”. [118]
“الجمع والتفرقة إسمان، فالجمع، جمع المتفرقات، والتفرقة، تفرقة المجموعات، فإذا جمعت، قلت: الله ولا سواه، وإذا فرقت، قلت: الدنيا والآخرة والكون، وهو قوله: “شهد الله أنه لا إله إلا هو” (آل عمران: 18) فقد جمع ثمّ فرّق». [119] وأيضاً «من أشهده الحق سبحانه أفعاله من طاعاته ومخالفاته فهو عبد بوصف التفرقة ومن أشهده الحق سبحانه ما يوليه من أفعال نفسه سبحانه فهو عبد يشاهد الجمع، فإثبات الخلق من باب التفرقة وإثبات الحق من نعت الجمع ولابد للعبد من الجمع والفرق فإن من لا تفرقة له لا عبودية له ومن لا جمع له لا معرفة له”. [120]
“الجمع عين الفناء بالله، والتفرقة، العبودية متصل بعضها بالبعض… وإنما الجمع حكم الروح، والتفرقة حكم القالب. ومادام هذا التركيب باقياً فلابد من الجمع والتفرقة. قال الواسطي: إذا نظرت إلى نفسك فرّقت وإذا نظرت إلى ربك جمعت، وإذا كنت قائماً بغيرك فأنت فانٍ فلا جمع ولا تفرقة”. [121]
“قد يريدون (الصوفية) بالجمع والتفرقة: أنه إذا أثبت لنفسه كسباً ونظر إلى أعماله فهو في التفرقة، وإذا أثبت الأشياء بالحق فهو في الجمع. ومجموع الإشارات ينبیء أن الكون يفرق والمكون يجمع، فمن أفرد المكون، جمع، ومن نظر إلى الكون فرّق، فالتفرقة عبودية، والجمع توحيد، فإذا أثبت نظراً إلى كسبه فرّق، وإذا أثبتها بالله جمع، … ويمكن أن يقال: رؤية الأفعال تفرقة، ورؤية الصفات جمع”. [122]
“جمع الجمع: وهو، شهود الخلق قائماً بالحق ويسمى الفرق بعد الجمع». [123] ولكن يرى ابن عربي: «الإستهلاك بالكلية في الله». [124] ويقول الجرجاني بأنه: «مقام آخر أتم وأعلى من الجمع. فالجمع شهود الأشياء بالله، والتبرّى من الحول والقوة إلا بالله. وجمع الجمع، الإستهلاك بالكلية، والفناء عما سوى الله. وهو المرتبة الأحدية». [125] « ولعدم استقرار حال الجمع في البداية يتناوب في العبد، الجمع والتفرقة، فلا يزال يلوح له لائح الجمع ويغيب، إلى أن يستقر فيه بحيث لا يفارقه أبداً، فلو نظر بعين التفرقة لا يسلب نظر الجمع، ولو نظر بعين الجمع لا يفقد نظر التفرقة، بل يجتمع له عينان، ينظر باليمين إلى الحق نظر الجمع، وباليسرى إلى الخلق نظر التفرقة، ويسمى هذه الحالة جمع الجمع وهي أعلى رتبة من الجمع الصرف لاجتماع الضدين فيها… وصاحب هذه الحالة يستوى عنده الخلطة والوحدة ولا تقدح المخالطة مع الخلق في حاله… فإن حاله يرتفع بالمخالطة والنظر إلى صور أجزاء الكون، وصاحب جمع الجمع لو نظر إلى عالم التفرقةلم ير صورة الأكوان، إلا آلات يستعملها فاعل واحد، بل لا يراها في الجمع فيجمع كل الأفعال في أفعاله، وكل الصفات في صفاته بل كل الذوات في ذواته”. [126]
الحضرة والحضور:
208- – وغيبت عن إفراد نفسي، بحيث لا
يزاحمني إبداء وصف بحضرتي
485- – تساوى النشاوى والصحاة لنعتهم
برسم حضور، أو بوسم خطيرة [127]
الحضرة والحضور لغة:
“الحضرة: قرب الشيء. تقول: كنت بحضرة الدار. وضربته بحضرة فلان، وبمحضره أحسن في هذا». [128] «الحضور: جماعة الحاضر. والحضرة: قرب الشيء. وضربته بمحضر فلان وبحَضرته وحُضرته وحُضره وحَضَره. وحَضِر يحضر حضوراً “. [129]
الحضرة والحضور اصطلاحاً:
“وجدنا السدرة مقاماً فيه ثماني حضرات في كل حضرة من المناظر العلا ما لا يمكن حصرها تتفاوت تلك المناظر على حسب أذواق أهل تلك الحضرات. (أما المقام) فهو ظهور الحق في مظاهره وذلك عبارة عن تجليه فيما هو له من الحقائق الحقية والمعاني الخلقية. (الحضرة الأولى) يتجلى الحق فيها باسمه الظاهر من حيث باطن العبد. (الحضرة الثانية) يتجلى الحق فيها باسمه الباطن من حيث ظاهر العبد. (الحضرة الثالثة) يتجلى الحق فيها باسمه الله من حيث روح العبد. (الحضرة الرابعة) يتجلى فيها الحق بصفة الرب من حيث نفس العبد. (الحضرة الخامسة) هو تجلي المرتبة وهو ظهور الرحمن في عقل العبد. (الحضرة السادسة) يتجلى الحق فيها من حيث وهم العبد. (الحضرة السابعة) معرفة الهوية يتجلى الحق فيها من حيث انية اسم العبد. (الحضرة الثامنة) معرفة الذات من مطلق العبد يتجلى الحق في هذا المقام بكماله في ظاهر الهيكل الإنساني وباطنه باطناً بباطن وظاهراً بظاهر هوية بهوية وآنية بآنية، وهي أعلى الحضرات وما بعدها إلا الأحدية وليس للخلق فيها مجال”. [130]
“ويرى الشيخ محيي الدين بن عربي أن للحضرة أكثر من معنى. فهناك للعشق الإلهي حضرة… ولأصحاب المعرفة حضرة… وكلها حق وصدق، ولكنها جميعاً حضرات جزئية، كل ينظر هنا من زاويته، وأول حضرة في رأى الشيخ الأكبر هي حضرة الايجاد ويسميها (الألف واللام)، ولفظها “لا إله إلا الله” فهذه حضرة الخلق والخالق». [131] «الحضور: حضور القلب لما غاب عن عيانه بصفاء اليقين. فهو كالحاضر عنده وإن كان غائباً عنه”. [132] “المراد من الحضور: حضور القلب بدلالة اليقين، حتى يصير الحكم الغيبي له مثل الحكم العيني. والمراد من الغيبة: غيبة القلب عما دون الحق، إلى حدّ أن يغيب عن نفسه، حتى أنه بغيبته عن نفسه لا يرى نفسه. وعلامة هذا : الإعراض عن حكم الرسوم، مثلما يكون النبي معصوماً عن الحرام، فالغيبة عن النفس حضور بالحق، والحضور بالحق غيبة عن النفس”. [133]
الحلول
277- – متى حلت عن قولي: أنا هي أو أقل وحاشى لمثلي: إنها في حلت [134]
وأيضاً أبيات(:279-284).
الحلول لغة:
“حلّ بالمكان يحلّ حلولاً ومحلاًّ وحلاً وحللاً، بفك التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمحلة وهو نقيض الإرتحال… وحلّه واحتلّ به واحتله: نزل به ». [135] «أصل الحلّ: حلّ العقدة، ومنه: “واحلل عقدة من لساني” وحللت: نزلت، من حل الأحمال عند النزول، ثمّ جرد استعماله للنزول، فقيل: حلّ حلولاً: نزل “. [136]
الحلول اصطلاحاً:
“الحلول السرياني: عبارة من اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر. كحلول ماء الورد في الورد. فيسمى الساري حالاً والمسري فيه محلاً والحلول الجواري: عبارة عن كون أحد الجسمين طرفاً للآخر. كحلول الماء في الكور ». [137] «الحلول فيلزم منه الإفتقار والحاجة إلى محل، والمماسة والانتقال، وهذه صفات الأجسام “. [138]
الحيرة
83- – وما احترتُ، حتى اخترتُ حبيك مذهباً فوا حيرتي، إن لم تكن فيك خيرتي [139]
الحيرة لغة:
“حار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهنّ حيارى وحيرته فتحيّر ». [140] «حار يحار حيرة وحيراً، أي تحيّر في أمره، فهو حيران، وقوم حيارى. وخيرته أنا فتحير “. [141]
الحيرة اصطلاحاً:
“الحيرة من وجهين، حيرة تقع من شدة خوف اقتراف الذنوب، وحيرة تقع من كشف التعظيم للقلوب “. [142] “الحيرة: بديهة ترد على قلوب العارفين عند تأملهم وحضورهم وتفكرهم تحجبهم عن التأمل والفكرة، قال الواسطي رحمة الله: حيرة البديهة أجل من سكون التولي عن الحيرة ». [143] «الحيرة موقف بين اليأس في الله والطمع في الله، بين الرضا والخوف، وبين التوكل والرجاء والحيرة التي لا ترد إلا على قلوب العارفين، أصحاب الحقائق، عند تأملهم وحضورهم، ويقول بعض العارفين أن موقف التحير يليه موقف الاتصال ثم الافتقار ثم الحيرة. ومعنى ذلك أن موقف التحير، يتبعه الرجاء، ثم الوصول إلى المطلوب، ثم يشعر المتحير مرة أخرى بإحتياجه إلى الله وافتقاره إليه، فهو الرب الغني الصمد، وهو العبد الناقص المحتاج، ويداوم الطلب للقربة والوصل فيقع مرة أخرى في الحيرة، فالعارف إذن بين حيرة واتصال وافتقار دائم “. [144]
الخاطر والخواطر
65- – ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري سهواً قضيت بردتي137- أقامت لها مني علي مراقباً خواطر قلبي، بالهوى إن ألمّت 138- فإن طرقت سراً من الوهم خاطري بلا حاظر، أطرقتُ إجلال هيبة [145] الخاطر والخواطر لغة:
“الخاطر: ما يخطر في القلب من تدبير أو أمر. الخاطر الهاجس، والجمع الخواطر. وقد خطر بباله وعليه يخطٍر ويخطُر، بالضم. خطوراً إذا ذكره بعد نسيان. وأخطر الله بباله أمر كذا، وما وجد له ذكراً إلا خطرة، ويقال: خطر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يخطر خطوراً إذا وقع ذلك في بالك ووهمك. وأخطره الله ببالي، وخطر الشيطان بين الإنسان وقلبه: أوصل وسواسه إلى قلبه. وما ألقاه إلا خطرة بعد خطرة أي في الأحيان بعد الأحيان”. [146]
الخاطر والخواطر اصطلاحاً:
“الخاطر: تحريك السرّ لا بداية له، وإذا خطر بالقلب فلا يثبت فيزول بخاطر آخر مثله». [147] «الخاطر: ما يرد على القلب والضمير من القلب، الخطاب ربانياً كان أو ملكياً أو نفسيّاً أو شيطانياً من غير إقامة، وقد يكون بوارد لا تأمّل لك فيه». [148] «الخاطر الوارد الذي يرد على القلب في صورة خطاب ومطالبة، ووارد عام من الخاطر وغير الخاطر. مثل وارد الحزن، ووارد السعادة، ووارد القبض، ووارد البسط “. [149] “الخواطر: خطاب يرد على الضمائر فقد يكون بإلقاء ملك، وقد يكون بإلقاء الشيطان، ويكون أحاديث للنفس، ويكون من قبل الحق سبحانه. فإذا كان من الملك فهو الإلهام، وإذا كان من قبل النفس قيل له الهواجس، وإذا كان من قبل الشيطان فهو الوسواس، وإذا كان من قبل الله سبحانه وتعالى وإلقائه في القلب فهو خاطر لحق. وجملة ذلك قبيل الكلام، فإذا كان من قبل الملك فإنما يعلم صدقه بموافقة العلم، ولهذا قالوا: “كل خاطر لا يشهد له ظاهر فهو باطل”. وإذا كان من قبل الشيطان فأكثره ما يدعو إلى المعاصي، وإذا كان من قبل النفس فأكثره ما يدعو إلى اتباع شهوة أو استشعار كبر أو ما هو من خصائص أوصاف النفس.. وأجمع الشيوخ على أن النفس لا تصدق وأن القلب لا يكذب “. [150]
الخوف والرجاء
304- – فأنت بهذا المجد أجدر من أخي اجتهاد، مجد عن رجاء وخيفة [151]
الخوف لغة:
“خاف الرجل يخاف خوفاً وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوّف على الأصل وخيّف على اللفظ. والأمر منه خف بفتح الخاء. والخيفة: الخوف، والجمع خيفٌ، واصله الواو. وخاوفه فخافه يخوفه: غلبه بالخوف أي كان أشد خوفاً منه. والإخافة: التخويف “. [152]
الرجاء لغة:
“الرجاء من الأمل: نقيض اليأس، ممدود. رجاه يرجوه رجواً ورجاءً ورجاوة ومرجاة ورجاة، وهمزته منقلبة عن واو بدليل ظهورها في رجاوة. وفي الحديث: إلا رجاة أن أكون من أهلها. وقد تكرر في الحديث ذكر الرجاء بمعين التوقع والأمل. ورجيه ورجاه وارتجاه وترجّاه بمعنى”. [153]
الخوف والرجاء اصطلاحاً:
“الخوف: عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في الاستقبال». [154] «الرجاء: تعلق القلب بحصول محبوب في المستقبل “. [155] “الخوف والرجاء مقامان شريفان من مقامات أهل اليقين، وهما كائنان في صلب التوبة النصوح، لأن خوفه حمله على التوبة، ولولا خوفه ما تاب، ولولا رجاؤه ما خاف، فالرجاء والخوف يتلازمان في قلب المؤمن، ويعتدل الخوف والرجاء للتائب المستقيم في التوبة ». [156] «الخوف وهو على ثلاثة أقسام: خوف العام وهو من عقوبة الله وخوف الخاص وهو من فراق الله وخوف الأخص وهو من الله “. [157]
الدهشة
505- – وقد أشهدتني حسنها فشدهت عن حجاي فلم أثبت حلاي لدهشتي [158]
الدهشة لغة:
“الدهش: ذهاب العقل من الذهل والوله وقيل من الفزع ونحوه، دهش دهشاً، فهو دَهٍش، ودُهٍش، فهو مدهوش، وأدهشه الله وأدهشه الأمر. ودهش الرجل، بالكسر، دهشاً: تحيّر. ويقال: دُهش وشُدٍه، فهو دَهٍشٌ ومشدوه شَدهاً “. [159]
الدهشة اصطلاحاً:
“الدهشة: هي قوة مسيطرة تملك المحب من هيبة حبيبه، الذي هو الله تعالى، وهي موقف خوف ورجاء تتملك العبد فكأنه قدغشى عليه من قوّة الذي تملكه “. [160]
الذكر
147- – فيغبط طرفي مسمعي عند ذكرها وتحسد، ما أفنته مني، بقيتي [161]
الذكر لغة:
“الذكر: الحفظ للشيء تذكره. والذكر أيضاً: الشيء يجري على اللسان “. [162]
الذكر اصطلاحاً:
“الذكر: الخلاص من النسيان بدوام حضور القلب مع الحق. ” [163]
الرقيقة
595- – فمن قال أو مـن طال أو صال إنما يـمت بـإمدادي لـه برقيقـة
596- – وما سار فوق الماء أو طار في الهوا أو اقتحـم النيران، إلا بهمتـي
597- – وعنـي مـن أمـددتـه بـرقيقـة تصرف عن مجموعة في دقيقة [164]
الرقيقة لغة:
«الرقيق: نقيض الغليظ والثخين… والرقة: مصدر الرقيق عامٌ في كل شيء حتى يقال: فلان رقيق الدين والمراد بالرقة ضد القسوة والشدة “. [165]
الرقيقة اصطلاحاً:
“الرقيقة: هي اللطيفة الروحانية، وقد يطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين، كالمدد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها: رقيقة النزول وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم، والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة ويقال لها: رقيقة العروج ورقيقة الإرتقاء، وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول به كثافات النفس “. [166]
الروح
629—وأهل تلقّى الروح باسمي، دعوا إلى سبيلي، وحجّوا الملحدين بحجتي [167]
الروح لغة:
“الروح، بالضمّ، في كلام العرب: النفخ، سمي روحاً لأنه ريحٌ يخرج من الروح ». [168] «الروح: النفس التي يحيى بها البدن، يذكر ويؤنث. والروحاني من الخلق: نحو الملائكة. والمسيح: روح الله عزوجل. والروح: جبرئيل (عليه السلام) في قوله: روح القدس”. [169]
الروح اصطلاحاً:
“تطلق الروح على ما به حياة الأجسام، وقد تضاف لله تعالى للتشريف، كما تطلق أيضاً على كل أمر خفي لطيف كالوحي وأمر النبوة وما به حياة النفوس وهداها وكذلك فإن جبريل عليه السلام يطلق عليه الروح والروح القدس. لذلك يختلف كثير من أئمة الصوفية في شرح معناها، فمنهم من يقول أنها الحياة، ومنهم من يقول أنها أعيان مودعة في قوالب الأجسام، ولكنهم جميعاً يقررون أنها لطيفة، وأنها أي الروح ترى في حال النوم وعند مفارقة البدن أي في الموت الجزئي والموت الكلي”. [170] “الروح الأعظم: الذي هو الروح الإنساني: مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها، لذلک لا يمكن أن يحوم حولها حائم، ولا يروم وصلها رائم، لا يعلم كنهها إلا الله تعالى، ولا ينال هذه البغية سواه، وهو العقل الأول، والحقيقة المحمدية، والنفس الواحدة، والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات، ونورانيته مظهر علمها، ويسمى باعتبار الجوهرية نفساً واحدة، وباعتبار النورانية عقلاً أولاً، وكما أن له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول، والقلم الأعلى، والنور، والنفس الكلية، واللوح المحفوظ، وغير ذلك، كذلك له في العالم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه. وفي اصطلاح أهل الله وغيرهم، وهي: السر والخفي والروح والقلب والكلمة والروع والفؤاد والصدر والعقل والنفس”. [171]
السكر
413- – فأعجب من سكري بغير مدامة وأطرب في سري، ومني طربتي [172]
السكر لغة:
“السكر: نقيض الصحو.. والأنثى سكرة وسكرى وسكرانة والإسم السكر، بالضم، والجمع سُكارى وسَكارى وسكرى… ورجلٌ سكّير: دائم السكر… وسكرة الموت: شدّته والسكر: الخمر نفسها”. [173]
السكر اصطلاحاً:
“السكر دهش يلحق سر المحب في مشاهدة جمال المحبوب فجأة، لأن روحانية الإنسان التي هي جوهر العقل لما انجذبت إلى جمال المحبوب بعد شعاع العقل عن النفس، وذهل الحس عن المحسوس، وألمّ بالباطن فرحٌ ونشاطٌ وهزّة وانبساط لتباعده عن عالم التفرقة والتمييز، وأصاب السرّ دهش ووله وهيمان دونه لتحيز نظره في شهود الجمال الحق، وتسمى هذه الحالة سكراً لمشاركتها السكر الظاهري في الأوصاف المذكورة “. [174] «السكر: وهو حيرة بين الفناء والوجود في مقام المحبة الواقعة بين أحكام الشهود والعلم إذ الشهود يحكم بالفناء، والعلم يحكم بالوجود “. [175]
السكينة
236- – فجاهد تشاهد فيك منك وراء ما وصفت، سكوناً عن وجود سكينة [176]
السكينة لغة:
“سكن الشيء سكوناً: استقر وثبت. وسكنه غيره تسكيناً. والسكينة: الوداع والوقار “. [177]
السكينة اصطلاحاً:
“السكينة: ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزل الغيب. وهي نورٌ في القلب يسكن إلى شاهده ويطمئن. وهو مبادىء عين اليقين “. [178] “السكينة وهي سكون إلى الله بتروّح السرّ عند إلقاء الحكمة على قلب المحدث وكشف الشبهة له: وإنطاق لسانه بالحق”. [179]
الشوق والإشتياق
32- – وما بين شوق واشتياق فنيت في تول بحظر، أو تجل بحضرة [180]
الشوق والإشتياق لغة:
“الشوق والإشتياق: نزاع النفس إلى الشيء. يقال: شاقني الشيء يشوقني، فهو شائق وأنا مشوق. وشوقني فتشوقت، إذا هيج شوقك “. [181]
الشوق والاشتياق اصطلاحاً:
“الشوق: نزاع القلب إلى لقاء المحبوب ». [182] «الشوق يسكن باللقاء فإنه هبوب القلب إلى غائب فإذا ورد سكن والاشتياق حركة يجدها المحب عند اجتماعه بمحبوبه فرحاً به لا يقدر يبلغ غاية وجده فيه، فلو بلغ سكن لأنه لا يشبع منه فإن الحس لا يفني بما يقوم في النفس من تعلقها بالمحبوب فهو كشارب ماء البحر كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً”. [183]
الشاهد والشهود
161- – وشاهدت نفسي بالصفات التي بها تحجبت عني، في شهودي وحجبتي [184]
وأيضاً أبيات: (650،649،163).
الشاهد والشهود لغة:
“شهده شهوداً، أي حضره، فهو شاهدٌ. وقومٌ شهودٌ، أي حضورٌ، وهو في الأصل مصدرٌ، وشهد له بكذا شهادة، أي أدى ما عنده من الشهادة، فهو شاهدٌ والجمع شهدٌ. وجمع الشهد شهودٌ وأشهاد… وأشهدته على كذا فشهد عليه، أي صار شاهداً عليه…. وأشهدني إملاكه، أي أحضرني “. [185]
الشاهد والشهود اصطلاحاً:
“الشاهد: ما يحضر القلب من أثر المشاهدة، وهو الذي يشهد له بصحة كونه مختصاً من مشاهدة مشهوده، إما بعلم لدني لم يكن له فكان، أو وجد أو حال أو تجلً أو شهود ». [186] «الشاهد: هو التجلي، ويطلق على الحق باعتبار ظهوره وحضوره لأن الحق يظهر بصورة الأشياء، وهو المقصود بقوله “هو الظاهر “. [187]
“الشهود: رؤية الحق بالحق. وشهود المفصل في المجمل: رؤية الكثرة في الذات الأحدية. وشهود المجمل في المفصل: رؤية الأحدية في الكثرة». [188] «الشهود، هو الحضور وقتاً بنعت المراقبة. ووقتاً بوصف المشاهدة، فمادام العبد موصوفاً بالشهود والرعاية فهو حاضر، فإذا فقد حال المشاهدة والمراقبة خرج من دائرة الحضور فهو غائب، وقد يعنون بالغيبة، الغيبة عن الأشياء بالحق، فيكون على هذا المعنى حاصل ذكر راجعاً إلى مقام الفناء “. [189]
الشهيد والشهادة
108- – ودون اتهامي إن قضيت أسىً، فما أسأت بنفس بالشهادة سرت
109- – ولي منك كاف، إن هدرت دمـي، ولم أعدّ شــهيداً، علم داعـي منيــتي [190]
الشهيد والشهادة لغة:
“الشهادة: خبرٌ قاطع. تقول منه: شهد الرجل على كذا، وربما قالوا شهد الرجل، بسكون الهاء للتخفيف. وقولهم: اشهد بكذا، أي إحلف… والشهيد: الشاهد، والجمع الشهداء … والشهيد: القتيل في سبيل الله. وقد اُستشهد فلانٌ، فهو شهيدٌ. والإسم، الشهادة “. [191]
الشهيد والشهادة اصطلاحاً:
“الشهادة فإنها نوعان: شهادة كبرى وشهادة صغرى، فالشهادة الصغرى على أقسام وقد ورد الحديث بها كمن مات غريباً أو غريقاً أو مبطوناً وأمثال ذلك، وأعلى مقامات الشهادة الصغرى القتل في سبيل الله بين الصفين في الغزو. والشهادة الكبرى قسمان: أعلى وأدنى فالعلى شهود الحق تعالى بعين اليقين في سائر مخلوقاته فإذا رأى مثلاً شيئاً من المخلوقات فإنه يشهد الحق تعالى في ذلك الشيء من غير حلول ولا انفصال… فإذا صح للعبد هذا المشهد فهو مشاهد لله تعالى وهذا أعلى مناظر الشهادة وما بعدها إلا أول مراتب الصديقية وهو الوجود فيفنى عن نفسه بوجود ربه وحينئذ يدخل في دائرة الصديقية. وأما القسم الأدنى من الشهادة الكبرى فهو انعقاد المحبة لله تعالى من غير علة فتكون محبته لله تعالى لصفاته وكونه أهلاً أن يحب”. [192]
المراجع والمصادر:
1- ابن الفارض، عمر بن علي : ديوان، تحقيق:د. درويش الجويدي، المکتبة العصرية، بيروت، 2008م.
2- ابن المنظور، جمال الدين محمد بن مكرم : لسان العرب، علق عليه ووضع فهارسه:علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولی،1988م.
3- أبي خزام، أنور فؤاد:معجم المصطلحات الصوفية. دار بيروت للنشر، لبنان، الطبعة الأولی، 1993م.
4- التهانوي، محمد علي : موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، تقديم وإشراف ومراجعة:د.رفيق العجم،المطبعة: توحيد، تهران، 1378 هـ.ش
5- الجرجاني، ابو الحسن علي بن محمد : التعريفات، دار الکتب العلمية،بيروت، الطبعة الأولی،1983م.
6- الجوهري، أبي نصر اسماعيل بن حماد: الصحاح، اعتني به خليل مأمون شيحا، دار المعرفة،بيروت، الطبعة الأولی،2005م.
7- الدحداح، رشيد بن غالب : شرح ديوان ابن الفارض، ديباجة الديوان، للشيخ علي سبط الشاعر، صححه: محمد عبد الکريم النمري، دار الکتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی،2003م.
8- الزبيدي،مرتضی محمد بن محمد: تاج العروس من جواهر القاموس، دار مکتبة الحياة، بيروت، الطبعة الأولی، 1306هـ.ق.
9- الزمخشري، جار الله محمود بن عمر: أساس البلاغة، دار احياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولی، 2001م.
10- الشرقاوي،حسن محمد: الفاظ الصوفية ومعانيها، دار المعرفة، الإسکندرية، الطبعة الثانية، لاتا.
11- عجم، رفيق : موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، مکتبة لبنان ناشرون، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی، 1999م.
12- الفراهيدي، خليل بن احمد: ترتيب کتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي، قم، الطبعة الأولی، 1414هـ.ق.
13- القاشاني، عبدالرزاق: اصطلاحات الصوفية ويليه رشح الزلال في شرح الألفاظ بين أرباب الأذواق والأحول، المحقق: عاصم ابراهيم الکيالي، دارالکتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولی، 2005م.
14- الکاشاني، عبدالرزاق : كشف الوجوه الغرّ لمعاني نظم الدر، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دارالکتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی، 2005م.
ملاحظة
Tahereh Karbasforushha
Graduate Student of Islamic Azad University, Karaj, Iran.
Department of Arabic language And Literature,Karaj Branch, Islamic Azad University, Karaj, Iran.
في القصيدة التائية الکبری لابن الفارض المصري
[1] ديباجة الديوان،ص:15 [2] ديوان ابن الفارض،ص:88،99،153 [3] الصحاح، ص:1126،1127 [4] التعريفات، ص: 8 [5] اصطلاحات الصوفية، ص: 11 [6] الديوان، ص: 69 [7] تاج العروس من جواهر القاموس، ج2،ص: 358 [8] اصطلاحات الصوفية،ص:7 [9] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج 1، ص 133، 134 [10] الديوان، ص: 112 [11] الصحاح، ص:568 [12] المصدر نفسه، ص:569 [13] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص:62 [14] المصدر نفسه، ص:62 [15] الديوان، ص: 91 [16] الصحاح،ص:599 [17] المصدر نفسه، ص:560 [18] المصدر نفسه، ص:560 [19] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص:66 [20] رشح الزلال في شرح الألفاظ المتداولة بين أرباب الأذواق والأحوال. ص: 238 [21] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص:67 [22] الديوان،ص:83 [23] أساس البلاغة، ص:782 [24] المصدر نفسه، ص:783 [25] الصحاح، ص:1075 [26] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم. ج1، ص273 ، 274 [27] الديوان، ص: 135 [28] العين، ج1، ص:113 [29] أساس البلاغة، ص:24 [30] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم. ج1، ص:277 [31] المصدر نفسه، ص:277 [32] الديوان، ص:128 [33] الصحاح، ص:86 [34] المصدر نفسه، ص:87 [35] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم. ج1، ص:307 [36] الديوان،ص:116 [37] الصحاح، ص:85 [38] لسان العرب، ج1، ص:375 [39] اصطلاح الصوفية، ص:179 [40] اصطلاحات الصوفية، ص:15 [41] الديوان، ص: 61 ، 98 [42] الصحاح، ص:91 [43] لسان العرب،ج11،ص:13 [44] ألفاظ الصوفية ومعانيها، ص256 [45] اصطلاح الصوفية، ص:171 [46] المصدر نفسه، ص:171 [47] الديوان، ص:67، 68 [48] العين،ج1، ص:194 [49] اساس البلاغة، ص:56 [50] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص:155 [51] المصدر نفسه، ص:154 [52] المصدر نفسه، ص:154 [53] الديوان، ص: 96 ، 148 [54] الصحاح، ص:164 [55] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج1، ص:382 [56] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي. ص:160 [57] المصدر نفسه، ص:161 [58] الديوان، ص: 142 [59] الصحاح، ص:180،179 [60] العين، ج1 ص:422 [61] لسان العرب، ج3، ص:300 [62] اصطلاح الصوفية، ص:180 [63] معجم المصطلحات الصوفية. ص:58 [64] اصطلاح الصوفية. ص:174 [65] اصطلاحات الصوفية، ص:17 [66] الديوان، ص:67 [67] لسان العرب، ج15، ص:378 [68] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي. ص:196 [69] الديوان، ص:123 [70] العين، ج3، ص:1664 [71] المصدر نفسه،ص:1665 [72] أساس البلاغة، ص:688 [73] الصحاح، ص:998 [74] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي. ص:199 [75] اصطلاح الصوفية، ص:175 [76] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص:201 [77] المصدر نفسه، ص:201 [78] الديوان، ص:103 [79] الصحاح، ص:131 [80] أساس البلاغة، ص:72 [81] العين، ج1، ص:229 [82] التعريفات، ص:37 [83] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص:213 [84] المصدر نفسه، ص:219 [85] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج1، ص:525، 526 [86] الديوان، ص:153 [87] التعريفات، ص: 37 [88] العين، ج3، ص:1930 [89] اصطلاحات الصوفية، ص: 164،165 [90] كشف الوجوه الغر، ص: 35،36 [91] الديوان، ص:116 [92] الصحاح،ص:161 [93] العين، ج1، ص:272 [94] اساس البلاغة، ص:96،95 [95] اصطلاحات الصوفية، ص:19 [96] اصطلاحات الصوفية، ص: 71 [97] الديوان. ص:61 ، 88 [98] الصحاح، ص:179 [99] الصحاح، ص:180 [100] العين، ج1، ص:309 [101] لصحاح، ص:308 [102] الصحاح، ص:309 [103] اصطلاح الصوفية، ص: 177 [104] رشح الزلال، ص: 252 [105] ألفاظ الصوفية ومعانيها، ص: 125 [106] اصطلاح الصوفية، ص: 177 [107] رشح الزلال، ص: 252 [108] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص: 333 [109] الديوان، ص:92 [110] العين، ج1، ص:315 [111] الصحاح، ص:189 [112] اصطلاحات الصوفية، ص:19 [113] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص:250،251 [114] الديوان، ص: 80 [115] الصحاح، ص:188،187 [116] اصطلاحات الصوفية، ص:20 [117] اصطلاح الصوفية، ص: 172 [118] اصطلاحات الصوفية، ص: 164 [119] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 253 [120] المصدر نفسه، ص:253 [121] المصدر نفسه، ص: 254 [122] المصدر نفسه، ص:254 [123] اصطلاحات الصوفية، ص: 20 [124] اصطلاح الصوفية، ص: 172 [125] التعريفات، ص: 42 [126] كشف الوجوه الغر، ص: 33،34 [127] الديوان، ص: 88،123 [128] العين، ج1، ص:394 [129] المصدر نفسه، ص:395 [130] موسوعة مصطلحات التوصف الإسلامي، ص: 289 [131] الفاظ الصوفية ومعانيها، ص: 140 [132] معجم المصطلحات الصوفية، ص: 75 [133] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 291 [134] الديوان، ص: 96 [135] لسان العرب، ج3، ص:295 [136] تاج العروس من جواهر القاموس، ج7، ص:283 [137] التعريفات، ص: 49 [138] موسوعه مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 305 [139] الديوان، ص: 71 [140] أساس البلاغة، ص:172 [141] الصحاح، ص:277 [142] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 313 [143] لمصدر نفسه، ص: 313 [144] الفاظ الصوفيه ومعاينها، ص: 146 [145] الديوان. ص 69،78 [146] لسان العرب، ج4، ص:136 [147] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 314 [148] اصطلاح الصوفية، ص: 173 [149] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم . ج 1، ص: 191 [150] معجم مصطلحات الصوفية، ص: 79 [151] الديوان، ص: 100 [152] الصحاح، ص:323 [153] لسان العرب، ج5، ص:163 [154] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 345 [155] التعريفات، ص: 58 [156] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 344 [157] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، ص: 345 [158] الديوان، ص: 126 [159] لسان العرب، ج4، ص:427 [160] الفاظ الصوفية ومعاينها، ص: 163 [161] الديوان، ص: 80 [162] لسان العرب، ج5، ص:49،48 [163] اصطلاحات الصوفية، ص: 127،128 [164] الديوان، ص:138 [165] لسان العرب، ج5، ص:287،286 [166] اصطلاحات الصوفية، ص: 32 [167] الديوان، ص: 142 [168] لسان العرب، ج5، ص:359 [169] المصدر نفسه، ص:360 [170] الفاظ الصوفية ومعاينها، ص: 178 [171] التعريفات، ص: 59 و60 [172] الديوان، ص: 114 [173] لسان العرب، ج6، ص:305 [174] كشف الوجوه الغر، ص: 29 [175] اصطلاحات الصوفية، ص: 155،156 [176] الديوان، ص: 91 [177] الصحاح، ص:503 [178] التعريفات، ص: 64 [179] اصطلاحات الصوفية، ص: 136 [180] الديوان. ص: 64 [181] الصحاح، ص:570 [182] التعريفات، ص: 68 [183] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي ، ص: 513 [184] الديوان، ص: 81 [185] الصحاح، ص:567 [186] اصطلاح الصوفية، ص: 37 [187] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج 1 ص: 1042 [188] اصطلاحات الصوفية، ص: 37 [189] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي، ص: 509 [190] الديوان. ص: 74،75 [191] الصحاح، ص:567 [192] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي ، ص: 508_________________________________
*نقلًا عن موقع ” ديوان العرب “.