طرق و مدارس

الطرق الصوفيَّة في الهند

محمد إقبال

الطرق الصوفيَّة في الهند

محمد إقبال

مدوِّن هندي باحث في جامعة ميليا الإسلاميَّة – دلهي- الهند.

 

عندما صارت شبه القارة الهندية مركزًا للثقافة الإسلامية في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي، قدم إليها العلماء والأدباء من مختلف العالم الإسلامي، وكان على رأس هؤلاء الشيخ أبو الحسن علي الهجوري 1009- 1072 المعروف بحضرة(دات كنج)، وكذلك الشيخ نورالدين المبارك الغزنوي الذي تتلمذ علي يد الشيخ شهاب عمر بن محمد السهروردي صاحب الفضل في نشر الطريقة السهروردية. كما جاء إلى السند أحد أبناء الشيخ عبد القدر الجيلاني وهو الشيخ أبو محمد سراج الدين والشيخ مخدوم سيد أبو عبد الله محمد غوث وغيرهم من العلماء.
هؤلاء جميعًا هم الطليعة الأولى التي تكونت منها الطرق الصوفية في الهند في القرنين الثاني والثالث عشر الميلاديين، وأصبح لفظ ”سلسلة” يطلق على مجموعة أفراد من  المتصوفة ينتسبون إلى شيخ معين الدين ، ويخضعون لنظام الشيخ  في السلوك الروحي

 

أهم الطرق الصوفية في الهند:  

الطريقة القادرية: تنسب هذه الطريقة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني 1077-1165، كان له تسعة وأربعون  ولدًا، حمل أحد عشر منهم تعاليمه وطريقته ونشروها في آسيا وأفريقيا واستوطن كما ذكرنا سابقا ابناه الهند، وانبثقت من تلك الطريقة ، طرق صوفية هندية الأصل مثل الفردوسية، المدارية، والقلندرية، والشطارية، والمجدد، ثم انتقلت  بعد ذلك إلى  بلاد أخرى؛ وتتميز الطريقة بعمامة لها رموز لونية كالأحمر والأبيض.
وهي طريقة  تنسب إلي الشيخ أبو النجيب عبد القادر السهروردي 1098-1168؛ وذلك حسب إفادة  من الشيخ الغزالي والشيخ عبد القادر الجيلاني. أما المروِّج  الحقيقي لهذه الطريقة في الهند فهو الشيخ بهاء الحق زكريا الملتاني 1267، الذي أخذ الخرقة من الشيخ شهاب الدين السهروردي في بغداد.

الطريقة الجشتية: أسس هذه الطريقة الشيخ معين الدين الجشتي الأجمير رضي الله عنه 1139-1235. ولد  في راجستان قادمًا من وسط آسيا وهو بذلك يعدُّ مؤسس هذه الطريقة  الأكثر شيوعًا في الهند، وتضم الملايين من أبناء البلاد المجاورة، و من أبرز خلفائها الشيخ بختيار كاكي والشيخ فريد الدين والشيخ نظام الدين أولياء

الطريقة النقشبندية: تنسب هذه الطريقة إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري والملقب ب بشاه نقشبند عنه 1140. وهي تنتشر في عدد من البلدان وخصوصًا في تركيا وبلاد الشام والعراق والهند ومصر. متَّبعو هذه الطريقة يعتقدون أن سندها يرجع إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويزعمون أنه تم تناقل مبادئها إلى أن وصلت إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند، القادم من سمرقند بوسط آسيا، وإن كان قد سبقه بالتبشير بهذه الطريقة العديد من المشايخ؛ وكانت تعرف في بادئ أمرها باسم الخاجان، ولها عمامة تتميز باللون الأخضر.

_____________

*نقلًا عن موقع “الجزيرة نت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى